عبدالرحمن حسين القحطاني

اليوم الوطني السعودي الـ95... قصة توحيد تلهم الحاضر وتصنع المستقبل

الاثنين - 22 سبتمبر 2025

Mon - 22 Sep 2025

في الثالث والعشرين من سبتمبر، يطل على السعوديين يوم تتجدد فيه الذكرى، ويضيء في قلوبهم معنى الانتماء. إنه اليوم الوطني الخامس والتسعون، اليوم الذي يعود بنا إلى عام 1932 حين وقف الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ليعلن ميلاد وطن جديد تحت اسم المملكة العربية السعودية. لم يكن التوحيد مجرد حدث سياسي، بل ولادة لروح جديدة جمعت الشتات، وصاغت من الرمال المتفرقة كيانا واحدا شامخا.

هذه المناسبة ليست صفحة عابرة في كتاب التاريخ، بل هي قصة تروى للأبناء جيلا بعد جيل؛ قصة عزيمة وصبر، وبذرة غرسها المؤسس لتثمر وطنا يعيش اليوم أزهى أيامه. ومع كل احتفال وطني، يستحضر السعوديون صور الأجداد وهم يواجهون الصعاب لبناء وطن آمن ومستقر، ويجدون في حاضرهم شاهدا حيا على نجاح تلك المسيرة.

في عام 2025، وبينما نحتفي باليوم الوطني الـ95، تتحدث الإنجازات بلسانها. مشاريع مثل نيوم وذا لاين لم تعد رؤى حالمة، بل واقع يرسم ملامح المستقبل بمدن ذكية ومستدامة. وقطاع الطاقة يتسع بأفق جديد نحو المتجددة والهيدروجين الأخضر، فيما يفتح قطاع السياحة أبوابه للعالم ليكتشف وجها مختلفا للمملكة، عامرا بالثقافة والتاريخ والفعاليات العالمية.

ولأن الأوطان الكبيرة تقاس بمسؤولياتها، جاءت مبادرات مثل السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لتؤكد أن المملكة لا تصنع حاضرها فحسب، بل تحمل على عاتقها مستقبل الأرض. وعلى الساحة الدولية، تواصل دورها في استقرار أسواق الطاقة، وتثبت حضورها في مجموعة العشرين، بينما تمتد أياديها البيضاء عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتخفف آلام الشعوب وتمنح الأمل في أصعب الظروف.

وفي كل مدينة وقرية، يتجلى اليوم الوطني في تفاصيل الحياة؛ الأعلام الخضراء ترفرف، والأناشيد الوطنية تصدح، والسماء تزدان بعروض الطائرات. هنا يقف الشباب بحماستهم، والنساء بإنجازاتهن، ليقولوا معا: نحن شركاء في مسيرة وطن لا يعرف التوقف.

اليوم الوطني هو عهد متجدد، بأن تبقى المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - ماضية بثقة نحو المستقبل. إنه وطن توحد بالأمس، وازدهر في الحاضر، ويكتب اليوم فصول غد أكثر إشراقا.