فهد ناصر القباع

الأنشطة الرياضية للأطفال ذوي الإعاقة

الخميس - 18 سبتمبر 2025

Thu - 18 Sep 2025

تؤثر الأنشطة الرياضية في حياة الأطفال ذوي الإعاقة إيجابا، وتسهم في بناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم بشكل شامل، فهي وسيلة للتعبير عن الذات، وأداة مهمة لتجاوز الحواجز الجسمية والنفسية التي تساعد على تحقيق التوازن البدني والنفسي، عندما يمارس الأطفال ذوو الإعاقة الأنشطة الرياضية تبدأ أجسامهم بالاستجابة بشكل إيجابي، حيث يعزز ذلك قدراتهم الحركية، ويحسن عناصر اللياقة البدنية لديهم مثل: التوازن، السرعة، التحمل، التناسق، القوة، والمرونة.

هذه الفوائد هي خطوات نحو الاستقلالية والثقة بالنفس؛ فالطفل ذو الإعاقة الذي يستطيع أن يؤدي المهارات الحركية بمستوى جودة مناسب يشعر بإنجاز حقيقي يعزز شعوره بالقدرة على التحكم في جسمه، ويمتد هذا الأثر إلى الجانب النفسي، فغالبا ما يواجه الأطفال ذوو الإعاقة تحديات مختلفة، ومن خلال ممارستهم للأنشطة الرياضية يجدون متنفسا للتعبير عن طاقاتهم، إن مشاركتهم ضمن فريق رياضي يساعد في تنمية مهاراتهم الاجتماعية، فهم من خلال ذلك يتعلمون الانضباطية، وكيفية التواصل مع الآخرين، وتقبل الفوز والخسارة، وكيفية دعم زملائهم، هذه التجارب تنمي الثقة بالنفس وتقلل من الشعور بالعزلة، وتشعرهم بالانتماء إلى مجموعة.

لذلك من المهم تضافر جهود مختلف الأطراف لتوفير هذه الفرص لهم انطلاقا من الأسرة التي يقع على عاتقها مسؤولية اكتشاف ميول طفلهم الرياضية منذ سن مبكرة، وتوفير الدعم اللازم له، كما أن المدارس ومراكز الرعاية والتأهيل شريكان أساسيان في هذه العملية، إذ يفترض أن تتبنى برامج تربية بدنية دامجة تراعي احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة كجزء رئيسي من برامج تعليمهم وتأهيلهم، وتوفر لهم الأدوات والمعلمين المتخصصين تمهيدا لدمجهم في الفرق الرياضية المدرسية، أو في الأندية المتخصصة ما يتيح لهم فرصة الاندماج والتطور.

إن ممارسة الأطفال ذوي الإعاقة للأنشطة الرياضية جسر للاندماج الاجتماعي، فمن خلالها يمكن لهم التفاعل مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في بيئة طبيعية وجاذبة، هذا التفاعل يزيد أيضا من فرص رفع مستوى الوعي حول قضايا الإعاقة بشكل عام، إن إتاحة الفرص للأطفال ذوي الإعاقة من ممارسة الأنشطة الرياضية هي محطة مهمة نحو استقلاليتهم وتمكينهم ودمجهم في المجتمع.