تميز مستشفى الملك فيصل التخصصي
الخميس - 18 سبتمبر 2025
Thu - 18 Sep 2025
شهد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تطورا ملحوظا جعله في صدارة المؤسسات الطبية العالمية، من خلال تقديم خدمات صحية متقدمة، والتوسع في برامج الرعاية الطبية المتخصصة والبحث العلمي الدقيق. وقد أصبح المستشفى يعالج اليوم أكثر من ربع مرضى السرطان في المملكة العربية السعودية، ويجري حوالي 65% من عمليات زراعة الأعضاء على مستوى البلاد، كما أنه في مقدمة الجهات الرائدة في مجال الفحوصات الجينية وأمراض الدم النادرة.
حيث أوضح سابقا الدكتور ماجد الفياض، الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي، أن الدور الذي يؤديه المستشفى يتكامل مع مساعي التحول الصحي الواسع النطاق الذي تشهده المملكة حاليا. حيث تركز رؤية المستشفى على تعزيز قدراته في مجال الطب الدقيق، واستخدام تقنيات التشخيص المتقدمة والعلاجات الشخصية، خصوصا فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام، مما يساهم بشكل مباشر في تحسين مستوى جودة الحياة للمواطنين.
في هذا العام 2025، أطلق المستشفى برنامجا مبتكرا للطب الدقيق، يهدف إلى تمكين الاكتشاف المبكر لحوالي 280 مرضا جينيا، وهو مشروع ضخم يتوقع أن يوفر على نظام الرعاية الصحية السعودي حوالي 360 مليون ريال سعودي (نحو 96 مليون دولار أمريكي). ويتجلى تميز المستشفى في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التشخيص، والبحوث الجينومية، والتدخلات الجراحية الدقيقة والمتطورة، مما يضعه في مصاف المؤسسات الطبية العالمية الرائدة.
ولا تقتصر جهود مستشفى الملك فيصل التخصصي عزيزي القارئ على تقديم الخدمات العلاجية فقط، بل تمتد لتشمل مجالات البحوث الطبية والتعليم المتقدم، بهدف دعم الجيل القادم من المختصين في مجال الرعاية الصحية. كما يعمل المستشفى بشكل وثيق مع شركات التقنية الحيوية لتطوير العلوم الطبية، وتبادل الخبرات مع المؤسسات الطبية الدولية، وهو ما ظهر بشكل واضح في نجاح المستشفى في إدخال تقنيات علاجية متقدمة مثل عمليات زرع نخاع العظم في التسعينات، وعلاج خلايا CAR-T مؤخرا.
حيث إن رؤية المستشفى لا تقوم على منافسة المؤسسات الطبية الأخرى، وإنما على تحدي المرض نفسه. فكل مؤسسة تحقق نتائج أفضل في علاج الأمراض تعد نجاحا للقطاع الصحي ككل في المملكة، مما يعكس التكامل الحقيقي في النظام الصحي السعودي. وفي سياق التحولات التنظيمية، تحول مستشفى الملك فيصل التخصصي من مؤسسة حكومية إلى مؤسسة مستقلة غير ربحية، بهدف تسهيل اتخاذ القرارات الاستراتيجية بسرعة وكفاءة دون معوقات بيروقراطية. وأكد الدكتور الفياض أن هذا التحول لم يغير من الرسالة الجوهرية للمستشفى، والتي تركز على علاج الحالات المرضية الأكثر تعقيدا، ودعم الابتكار الطبي، وتقديم رعاية طبية عالمية المستوى.
وأشار إلى أن التحول ساهم في تعزيز أداء المستشفى، مع الحفاظ على إرث المؤسس الملك فيصل ورؤيته الأصلية. ومن اللافت أن هذا النموذج الإداري الجديد أصبح نموذجا يحتذى به، حيث سارعت مؤسسات أخرى مثل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وجامعة الملك سعود إلى تبني نماذج حوكمة مشابهة.
قبل البدء في تأسيس التجمعات الصحية، كان المستشفى يستقبل حوالي 22 ألف مريض جديد سنويا في عام 2019. وكان من ضمن الأهداف أن يصل هذا الرقم إلى نحو 42 ألف مريض بحلول عام 2024، وهو ما يعكس نجاح المنظومة الصحية الجديدة في زيادة الطاقة الاستيعابية وتلبية احتياجات المرضى.
ختاما، عزيزي القارئ، إن نجاح التحول الصحي يعتمد على تكامل جهود عناصر المنظومة الصحية كافة، من رعاية أولية وثانوية إلى رعاية تخصصية متقدمة. ويواصل مستشفى الملك فيصل التخصصي تعزيز شراكاته مع التجمعات الصحية لضمان استمرارية رعاية المرضى بشكل متكامل ودعم تعافيهم بشكل فعال ومستدام.
nabilalhakamy@