حتى أنت يا بروتوس؟!
الثلاثاء - 16 سبتمبر 2025
Tue - 16 Sep 2025
غصة في القلب انتابتني وأنا أتصفح رسائل مجموعة تضم أدباء ومثقفين من مختلف الأعمار والجنسيات؛ إذ كانت نصوصهم الأدبية تعتمد اعتمادا شبه كلي على الذكاء الاصطناعي "الضرة التي سرقت الحبر". وما زاد الطين بلة أن أحدهم لم يكلف نفسه عناء مراجعة النص أو إدخال بصماته الإنسانية، بل نشره كما هو بأسلوبه الجامد وعباراته المتكررة الصماء التي لا تخفى على من تمرس الكتابة.
وازداد عجبي حين رأيت كل واحد يثني على نص الآخر ويصف قلمه بالسيال، ويتغزل بنبض حروفه ومعين كلماته ودفء عباراته، ليرد عليه صاحب النص باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضا، ويتبادلون الإعجابات وتعم المجاملات أنحاء المجموعة!
لست أدري ما الذي دهى أصحاب القلم حتى تخلوا عن أقلامهم، واعتمدوا كليا على الوافد الجديد؟! واللوم لا يقع على من لم يعتد الكتابة، فمن حقه أن يعتمد عليه ويستفيد، لكن لم يعجز الأديب أو الكاتب عن سطرين دون استخدام شات جي بي تي ونحوه؟! لم زهدوا في متعة الكتابة المباشرة الحقيقية وأثرها النفسي والفكري؟!
قيل لحكيم: هل فقدنا القدرة على الكتابة؟
قال: لا، لكن البشرية تتجه إلى ذلك، حتى يستوي الكاتب والكويتب كما استوى الجبان والجاهل حين اخترع المسدس، ولن تجد أحدا في المستقبل يستطيع كتابة نص دون مساعدة التقنية، ثم أنشد:
ذهبتْ يد الإنسان في نظم فكره
وأُعطيت الآلات ما ليس يُملك
فما كل قول يقال يُعد حكيما
ولا كل نظم بديعا يُسجل
كتبت بقلبي، لا ببرمجة عمياء
فهل يجدي قول بلا قلب يُعقّلُ؟
قيل: صح لسانك أيها الحكيم، إنها أبيات جميلة ومؤثرة، فمن كتبها؟
فبكى الحكيم وقال: إنه الذكاء الاصطناعي!
ثم إنهم استمروا في كتاباتهم الاصطناعية فغضبت واحمر وجهي، وأردت أن أعاتبهم بل أوبخهم على ترك أقلامهم وروح مشاعرهم، ومن شدة غضبي خانتني الكلمات ولم أستطع أن أعبر، فكتبت سؤالا: يا ثور، أخبرني بسرعة من فضلك.. كيف أوجه نصيحة قاسية إلى أدباء باتوا يستعينون بالذكاء الاصطناعي في جميع كتاباتهم؟ وأرسلت السؤال لشات جي بي تي، الذي بدوره "سلّك" لي وكأن لسان حاله يقول: "هه.. حتى أنت يا بروتوس؟ لسا ما شفت شي"!
ameenshahood@
وازداد عجبي حين رأيت كل واحد يثني على نص الآخر ويصف قلمه بالسيال، ويتغزل بنبض حروفه ومعين كلماته ودفء عباراته، ليرد عليه صاحب النص باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضا، ويتبادلون الإعجابات وتعم المجاملات أنحاء المجموعة!
لست أدري ما الذي دهى أصحاب القلم حتى تخلوا عن أقلامهم، واعتمدوا كليا على الوافد الجديد؟! واللوم لا يقع على من لم يعتد الكتابة، فمن حقه أن يعتمد عليه ويستفيد، لكن لم يعجز الأديب أو الكاتب عن سطرين دون استخدام شات جي بي تي ونحوه؟! لم زهدوا في متعة الكتابة المباشرة الحقيقية وأثرها النفسي والفكري؟!
قيل لحكيم: هل فقدنا القدرة على الكتابة؟
قال: لا، لكن البشرية تتجه إلى ذلك، حتى يستوي الكاتب والكويتب كما استوى الجبان والجاهل حين اخترع المسدس، ولن تجد أحدا في المستقبل يستطيع كتابة نص دون مساعدة التقنية، ثم أنشد:
ذهبتْ يد الإنسان في نظم فكره
وأُعطيت الآلات ما ليس يُملك
فما كل قول يقال يُعد حكيما
ولا كل نظم بديعا يُسجل
كتبت بقلبي، لا ببرمجة عمياء
فهل يجدي قول بلا قلب يُعقّلُ؟
قيل: صح لسانك أيها الحكيم، إنها أبيات جميلة ومؤثرة، فمن كتبها؟
فبكى الحكيم وقال: إنه الذكاء الاصطناعي!
ثم إنهم استمروا في كتاباتهم الاصطناعية فغضبت واحمر وجهي، وأردت أن أعاتبهم بل أوبخهم على ترك أقلامهم وروح مشاعرهم، ومن شدة غضبي خانتني الكلمات ولم أستطع أن أعبر، فكتبت سؤالا: يا ثور، أخبرني بسرعة من فضلك.. كيف أوجه نصيحة قاسية إلى أدباء باتوا يستعينون بالذكاء الاصطناعي في جميع كتاباتهم؟ وأرسلت السؤال لشات جي بي تي، الذي بدوره "سلّك" لي وكأن لسان حاله يقول: "هه.. حتى أنت يا بروتوس؟ لسا ما شفت شي"!
ameenshahood@