«مدرسة لتدريب الفيلة»: رحلة في عالم الفيل ورحمة الطبيعة
الأربعاء - 10 سبتمبر 2025
Wed - 10 Sep 2025
في كتابها A Training School for Elephants" (2025)"، تستدعي الكاتبة سوفي روبرتس القارئ إلى عالم مترف بالحياة البرية، حيث يلتقي الإنسان بالحيوان في لحظات دقيقة من الفهم والمراقبة. ليس الكتاب مجرد سرد لمهارات تدريب الفيلة أو لمغامرات يومية في محمية طبيعية، بل هو نص يحاكي شعرية الحياة البرية، ويأخذ القارئ في رحلة فكرية ونفسية عبر مسار التفاعل بين الإنسان والفيل.
تنفتح الصفحات الأولى على مشاهد ساحرة تصور فيلا صغيرا يخطو بحذر في الساحة التدريبية، فيما الكاتبة تسلط الضوء على صرامة التدريب الرحيم، الذي يجمع بين الحزم واللطف، وبين الملاحظة الدقيقة والصبر اللامتناهي. إن اللغة الوصفية الرشيقة التي توظفها روبرتس تحول كل حركة للفيل إلى درس في الصبر، وكل نظرة من الحيوان إلى تأمل في طبيعة الروح البشرية.
يمتزج في الكتاب السرد العملي بالبعد النفسي والثقافي؛ فالكاتبة لا تكتفي بسرد تقنيات التدريب، بل تستقصي جذور العلاقة بين الإنسان والحيوان في ثقافات مختلفة، وتستحضر أمثلة من الهند وسريلانكا، حيث ينظر إلى الفيل على أنه رمز للحكمة والصبر والقوة الروحية. وبهذا المعنى، يصبح النص ليس مجرد دليل تدريبي، بل دراسة إنسانية وثقافية، تظهر كيف يمكن للتدريب أن يكون مساحة لفهم الذات وفهم الآخر، سواء كان إنسانا أو فيلا.
الكتاب غني بالمشاهد البيئية الساحرة؛ الغابات الاستوائية، والأنهار العميقة، والساحات المخصصة للتدريب، كلها ترسم بألوان شعورية، وكأن القارئ يخطو بين أشجار عملاقة ويشم رائحة الأرض الرطبة، ويستمع إلى خرير المياه وضربات أقدام الفيلة الثقيلة. هذا المزج بين السرد الأدبي والمراقبة العلمية يجعل النص متعدد الأبعاد، يجمع بين المعرفة والموسيقى الداخلية للكلمة، بين المشهد والعاطفة، بين الواقعية الشعرية والتحليل الأكاديمي.
ولم تغفل روبرتس الجانب الإنساني؛ فهي توثق صراعات المدربين، ولحظات الفرح والفشل، وتعكس الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بمهنة التدريب، مظهرة أن الفيل والمعلم كلاهما يخوضان رحلة من التعلم والاعتماد المتبادل. في هذا السياق، يصبح الكتاب تأملا فلسفيا في كيفية تعامل الإنسان مع القوة والرحمة، وكيف يمكن للطبيعة أن تعكس أعمق صراعات النفس البشرية ورغباتها في السيطرة والانصهار مع الآخر.
لماذا هذا الكتاب؟
لأنه يتجاوز حدود الكتاب التدريبي أو الرحلات البرية، ويصبح نافذة على فهم أوسع للعالم، للفيل والإنسان والطبيعة، ولكيفية بناء علاقة متوازنة قائمة على الاحترام والملاحظة. إنه دعوة للتمهل، للمشاهدة، وللتعلم من كائن ضخم يتنفس ببطء، لكنه يحمل في كل خطوة حكمة صامتة. في النهاية، ليس هذا مجرد كتاب عن تدريب الفيلة، بل رحلة أدبية وثقافية وعاطفية، تجعلنا نرى العالم من زاوية أكبر، أكثر رحمة وأكثر إدراكا لجمال الحياة البرية وعلاقة الإنسان بها.
تنفتح الصفحات الأولى على مشاهد ساحرة تصور فيلا صغيرا يخطو بحذر في الساحة التدريبية، فيما الكاتبة تسلط الضوء على صرامة التدريب الرحيم، الذي يجمع بين الحزم واللطف، وبين الملاحظة الدقيقة والصبر اللامتناهي. إن اللغة الوصفية الرشيقة التي توظفها روبرتس تحول كل حركة للفيل إلى درس في الصبر، وكل نظرة من الحيوان إلى تأمل في طبيعة الروح البشرية.
يمتزج في الكتاب السرد العملي بالبعد النفسي والثقافي؛ فالكاتبة لا تكتفي بسرد تقنيات التدريب، بل تستقصي جذور العلاقة بين الإنسان والحيوان في ثقافات مختلفة، وتستحضر أمثلة من الهند وسريلانكا، حيث ينظر إلى الفيل على أنه رمز للحكمة والصبر والقوة الروحية. وبهذا المعنى، يصبح النص ليس مجرد دليل تدريبي، بل دراسة إنسانية وثقافية، تظهر كيف يمكن للتدريب أن يكون مساحة لفهم الذات وفهم الآخر، سواء كان إنسانا أو فيلا.
الكتاب غني بالمشاهد البيئية الساحرة؛ الغابات الاستوائية، والأنهار العميقة، والساحات المخصصة للتدريب، كلها ترسم بألوان شعورية، وكأن القارئ يخطو بين أشجار عملاقة ويشم رائحة الأرض الرطبة، ويستمع إلى خرير المياه وضربات أقدام الفيلة الثقيلة. هذا المزج بين السرد الأدبي والمراقبة العلمية يجعل النص متعدد الأبعاد، يجمع بين المعرفة والموسيقى الداخلية للكلمة، بين المشهد والعاطفة، بين الواقعية الشعرية والتحليل الأكاديمي.
ولم تغفل روبرتس الجانب الإنساني؛ فهي توثق صراعات المدربين، ولحظات الفرح والفشل، وتعكس الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بمهنة التدريب، مظهرة أن الفيل والمعلم كلاهما يخوضان رحلة من التعلم والاعتماد المتبادل. في هذا السياق، يصبح الكتاب تأملا فلسفيا في كيفية تعامل الإنسان مع القوة والرحمة، وكيف يمكن للطبيعة أن تعكس أعمق صراعات النفس البشرية ورغباتها في السيطرة والانصهار مع الآخر.
لماذا هذا الكتاب؟
لأنه يتجاوز حدود الكتاب التدريبي أو الرحلات البرية، ويصبح نافذة على فهم أوسع للعالم، للفيل والإنسان والطبيعة، ولكيفية بناء علاقة متوازنة قائمة على الاحترام والملاحظة. إنه دعوة للتمهل، للمشاهدة، وللتعلم من كائن ضخم يتنفس ببطء، لكنه يحمل في كل خطوة حكمة صامتة. في النهاية، ليس هذا مجرد كتاب عن تدريب الفيلة، بل رحلة أدبية وثقافية وعاطفية، تجعلنا نرى العالم من زاوية أكبر، أكثر رحمة وأكثر إدراكا لجمال الحياة البرية وعلاقة الإنسان بها.