عبدالعزيز الساحلي

الرياض بوصلة العالم

السبت - 06 سبتمبر 2025

Sat - 06 Sep 2025

يتحدث العالم اليوم لغة العلم والمال والاقتصاد، وهي المحركات الأساسية للحياة، وأصبحت المملكة اليوم أيقونة العالم بفضل قوتها الاقتصادية ومركزها المالي وأمن الطاقة العالمي الذي تحكم أمنه.

حيث جعلت مدينة الرياض من نفسها اليوم مركزا تجاريا وميدان أعمال عالميا للمال وللأعمال، إذ تفتتح قمم أعمال وتختتم أعمالا ومبادرات وتخلق أسواقا ناشئة وبرامج استحواذ عالمية وتغلق الأسواق وتفتح أبوابها مع بوصلة العاصمة الرياض.

مدينة الرياض تحتاج إلى بيئة عمل مختلفة، فهي تجمع المال والأعمال والسياحة وكرم الضيافة والمعالم السياحية وبرنامج الترفيه في مكان واحد.

وهذا ما يحتاج إلى برمجة ساعات العمل لتكون أقل مع مدة أطول.. من الممكن أن تصبح ساعات العمل طوال أيام الأسبوع مع إجازة أسبوعية تقدر 3 إلى أيام 4 ليتسنى لهم قضاء أوقات طويلة في زيارة الأماكن السياحية والترفيهية، والذي يعد وقود الطاقة للعمل والإبداع.

والرياض العاصمة المكتظة بالسكان والأعمال ذات البنية التحتية الجيدة والإمكانيات الإدارية الضخمة تعد واحدة من مراكز العالم اليوم في برامج المال والأعمال.

من المهم أن تكون هي الأقل في العالم من حيث ساعات العمل وأيام الأعمال الأقصر مدة والأطول في الخدمة للعمل طوال أيام الأسبوع.

إن زيادة ساعات العمل لم تعد مقياسا للإنتاجية، ولا الأيام الأكثر هي الميزة النسبية، بل دخلت نماذج أعمال جديدة ساهمت بشكل فعال مثل العمل عند بعد والخدمة الالكترونية للعملاء، كلها جعلت الأعمال الروتينية من الماضي، فاليوم تسافر من بلد إلى الآخر وتحط رحالك من مدينة إلى مدينة لا تحمل أوراقا بل جهاز الكتروني يحمل تذكرتك ومعالم سفرك وهويتك ومالك الخاص فيه.

إن خفض ساعات العمل لأقل من 8 ساعات وتقليل عدد الأيام لأقل من 5 أيام يساهمان في خلق مزيد من الفرص الوظيفية، ويتيح فرصا أكبر لنمو العمل المرن والأكثر مرونة والاستفادة من الخبرات والكفاءات بشكل أكبر وأكثر، ويركز العمل على جودة الإنتاج في الساعة وليس كم يتواجد الموظف من ساعة، ويزيد من الإقبال على البرامج السياحية والترفيهية المقامة في المدينة، ويخفض نسب الزحام، إذ تمثل إجازة يومين في الأسبوع مناسبة سعيدة للجميع، وهي في الوقت نفسه تساهم في تكدس الجماهير أمام الفعاليات مما يجعل بقية الأيام منخفضة نسبيا.

كما هي الحياة بحاجة للعمل والعلم والتعليم واكتساب المال وبناء المستقبل، إلا أن الترفيه عن النفس والتوازن الحياتي يمثلان إحدى ركائز جودة الحياة.