عبدالمعين عيد الأغا

الوعي بين مخاطر «البلاستيك» وأمان «الورق» و«الزجاج»

الأربعاء - 20 أغسطس 2025

Wed - 20 Aug 2025


يلعب الوعي دورا محوريا في حماية الإنسان من المخاطر التي قد تهدد صحته وبيئته، ومما يبعث على التفاؤل أننا نشهد في الآونة الأخيرة تناميا ملحوظا في الوعي العام حول أضرار البلاستيك، وهذا الوعي المتزايد ساهم في تحفيز أفراد المجتمع على تبني سلوكيات أكثر مسؤولية مثل استخدام البدائل المستدامة كأكياس الورق والزجاج بدلا عن النايلون أو المنتجات البلاستيكية، فكل بادرة نحو تقليل الاعتماد على البلاستيك هي خطوة في سبيل بيئة أنظف وحياة أكثر أمانا، وبذلك فإن تعزيز الوعي الصحي بمخاطر البلاستيك لم يعد رفاهية، بل أصبح ضرورة لحماية صحتنا وكوكبنا، فالبدائل الآمنة مثل الزجاج والورق تقدم لنا فرصة لجودة أفضل للحياة وبشكل أكثر توازنا واستدامة.

والواقع الذي لا نختلف عليه أن وقتنا الحاضر ما زال يشهد الكثير من التحديات بسبب البلاستيك بشكل عام، والذي زاد تعاملنا معه عبر مختلف المنتجات، ونتج عن ذلك العديد من المشاكل المرتبطة بصحة البشر والتي تتصدرها ارتباك وتأثر الغدد الصماء، إذ إن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك، مثل الفثالات والبيسفينول يمكن أن تتصرف كالإستروجين أو تتعارض مع عمل الهرمونات الطبيعية في الجسم، كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن التعرض للمواد الكيميائية التي تعطل الغدد الصماء قد يرتبط بتسارع سن البلوغ، خاصة عند الفتيات.

ولا شك أن أكياس البلاستيك رغم كونها ترافقنا منذ سنوات طويلة باعتبارها تحمل مميزات كثيرة ومنها سهولة توفرها وحملها وخفة وزنها إلا أن كل كيس يستخدم لنقل طعام ساخن أو غيره قد يطلق مواد سامة عند تعرضه للحرارة وهو ما يمهد مع مرور الوقت لأمراض خطيرة تبدأ باضطرابات الهرمونات وتصل إلى حد الأمراض المستعصية.

أما أكياس الورق فتعتبر الأفضل صحيا وبيئيا، فأجمل ما في الورق أنه سهل الاستخدام وغير مؤثر على صحة البشر والبيئة، ويتحلل خلال أسابيع قليلة دون أن يترك خلفه سما ولا أثرا، فيذوب في الطبيعة، كما يعاد تدويره بسهولة، ويمكن تشكيله وتلوينه ليحمل رسائل بيئية وشعارات تسويقية، فيصبح وسيلة للتعبير بقدر ما هو وسيلة لحمل الأغراض، ومن هنا فكل مرة نختار فيها كيسا ورقيا بديلا عن البلاستيكي نضم ونعزز صوتنا لصالح حماية صحتنا وكوكب الأرض.

ونأتي إلى النقطة الأخرى وهي استخدام منتجات الزجاج في حفظ الأطعمة والمشروبات بدلا عن البلاستيك، ففوائد منتجات الزجاج عديدة من النواحي الصحية والبيئية، فالزجاج مادة خاملة كيميائيا، فلا يتغير طعمه ولا رائحته ولا يتفاعل مع السوائل الساخنة أو الحمضية، بعكس البلاستيك، كما أن الزجاج لا يحتوي على مواد كيميائية مثل الموجودة في كثير من أنواع البلاستيك، والتي قد تتسرب إلى المشروبات وتؤثر على الهرمونات والصحة العامة، وبجانب ذلك نجد أن الزجاج يمكن إعادة تدويره مرارا دون أن يفقد جودته، كما أنه باستخدام قارورة زجاجية قابلة لإعادة الاستخدام نقلل الحاجة لشراء عبوات بلاستيكية ترمى بعد الاستخدام، وأيضا هناك فوائد عملية للزجاج، ومنها القوارير الزجاجية التي تدوم لسنوات طويلة، وسهلة في التنظيف ولا تمتص الروائح أو الألوان، وبذلك ومن كل ما سبق أؤكد أن التحول من القوارير البلاستيكية إلى الزجاجية يشكل خطوة نحو أسلوب حياة أكثر صحة واستدامة على صحتنا الشخصية.

الخلاصة: التوقف نهائيا أو الحد بشكل كبير من استخدام منتجات البلاستيك يعد خطوة بالغة الأهمية لحماية صحتنا وسلامة البيئة، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك لها القدرة على التأثير في عمل الغدد الصماء المسؤولة عن تنظيم الهرمونات في الجسم، وهذا الخلل الهرموني قد يؤدي إلى مشاكل صحية تشمل اضطرابات النمو، والبلوغ المبكر وتحديدا عند الفتيات، ولتفادي هذه المخاطر ينصح باعتماد بدائل صحية أكثر أمانا وصديقة للبيئة مثل الزجاج والورق اللذين لا يتفاعلان مع الأطعمة أو السوائل ولا يطلقان مواد ضارة، وسلامة صحتكم.