إلى مدير عام الإدارة العامة للمرور مع التحية
الخميس - 14 أغسطس 2025
Thu - 14 Aug 2025
الحمد لله أن الدولة حفظها الله ورعاها لم تدخر جهدا في التطوير والارتقاء والدعم اللامحدود في جميع المجالات وخاصة الخدمات المرورية، في كل ما من شأنه تحقيق سلامة المواطن والمقيم وأمنهما، من خلال تعزيز ورفع مستوى السلامة المرورية، ومن المبادرات الرائعة أن قامت الدولة ممثلة في إدارة المرور النشطة والمتطورة منذ فترة طويلة بتغطية أغلب الشوارع الرئيسية في المدن بكاميرات النظام الآلي «ساهر» لكشف وضبط المخالفات والتجاوزات من بعض قائدي المركبات المتهورين والمستهترين، مما كان له الأثر الكبير والإيجابي في خفض نسبة الوفيات بإذن الله، وكذلك خفض المخالفات والتجاوزات ورفع نسبة الانضباط في سلوك المواطنين والمقيمين والالتزام بالسرعات المحددة والمسارات المرورية وربط أحزمة الأمان وانخفاض معدل الحوادث المرورية في التقاطعات بنسبة كبيرة، تشكر عليه الإدارة العامة للمرور.
لكن المشكلة يا سعادة مدير عام إدارة المرور تكمن في الشوارع الداخلية للأحياء، والتي أصبحت تشكل عائقا كبيرا لدى المواطنين والمقيمين في الحركة المرورية من واقع استهتار بعض قائدي المركبات في الوقوف الخاطئ وتعطيل حركة المرور، بل الأخطر من ذلك عكس السير في هذه الشوارع الداخلية والسرعة الزائدة فيها، وقفل بعض الشوارع من قبل شاحنات المياه أو الخرسانة أو التحميل والتنزيل للعمائر التي تكون تحت الإنشاء أو التجمعات الشبابية بالمركبات دون احترام أو تقدير لمستخدمي هذه الشوارع أو السكان، وإهدار الوقت لهم في الانتظار مما يزيد من مخاطر الشحناء والبغضاء بين السكان في هذه الأحياء، والذي يؤدي إلى نتائج قد لا تحمد عقباها لاحقا.
ومن وجهة نظري أنه حان الوقت لزيادة التركيز على الأحياء والشوارع الداخلية، خاصة الأحياء المكتظة بالسكان، وعمل دوريات مرورية ميدانية، وتخصيص هواتف مرورية أو تطبيقات خاصة لتلقي بلاغات المخالفات المرورية، وأهمها السرعة الزائدة والوقوف الخاطئ وعكس السير، التي تعيق الحركة المرورية داخل الأحياء بسبب قلة التركيز والمراقبة المرورية التي يستغلها المتهورون والمستهترون بسلامة وأمن المواطنين والمقيمين.
أيضا من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها، هي الاستعانة بشركات خاصة تعمل تحت إدارة المرور وإشرافها لتقصي وتتبع المخالفات داخل الأحياء من واقع البلاغات المرورية، بحيث تقوم هذه الشركات بالتعامل مع البلاغات والتجاوزات المحولة لها من إدارة المرور من واقع الزيارات الميدانية والصور أو الفيديوهات المرفقة في البلاغات، لتطبيق العقوبات على قائدي المركبات المخالفين أو سحب المركبات وإضافة تكاليف سحب المركبات على المخالفين ومضاعفة المخالفات في حالة التكرار والاستهتار، مما سيحد من المخالفات داخل الأحياء السكنية ويرفع نسبة الالتزام والانضباط لدى قائدي المركبات، ويجعل الحركة المرورية أكثر سلاسة ومرونة داخل الأحياء.
ختاما يا سعادة المدير العام رسالتي الخاصة لكم، هي أن الحركة المرورية في الأحياء السكنية وخاصة المزدحمة والمكتظة منها أصبحت ككرة الثلج السريعة التي يكبر حجمها مع مرور الوقت، وتحتاج إلى نظرة سريعة وعلاج أسرع لتلافي كثير من المشاكل والمضايقات التي تضرر منها كثيرا السكان الملتزمون بسبب تمادي المتهورين والمستهترين منهم دون عقاب رادع أو عقوبة واضحة، وكما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته» متفق عليه.
HashwanO@