سفراء الدبلوماسية الشعبية نحو الفكر بلغة الثقافة
الأربعاء - 13 أغسطس 2025
Wed - 13 Aug 2025
صنعت الدبلوماسية من نفسها لغة تسود العالم وتخيم على الشعوب، وتستصحب أصحاب الفكر والسياسة؛ لتتشكل من خلالها ثقافتهم التي ترسم علاقة الدول وتركيبتها الطيبوغرافية، والتي خرجت من رحمها الدبلوماسية الشعبية كأداة فاعلة في تعزيز العلاقات الإنسانية بين الشعوب.
يلعب السودانيون المقيمون في المملكة العربية السعودية دورا محوريا كسفراء للدبلوماسية الشعبية؛ ويسهمون في مد جسور التفاهم والتعاون بين الشعبين السوداني والسعودي، وهذه العلاقة امتدت لأعوام عديدة دون تكليف من وزارة الخارجية السودانية، وكان هؤلاء السفراء يعملون صباح مساء وأبوابهم مشرعة لكل من يطلب مساعدتهم؛ وفي أحايين عديدة يقضون حوائج الناس من جيوبهم.
حققت الدبلوماسية الشعبية أهدافا كبيرة من تعزيز العلاقات والتفاهم المتبادل عبر الحوار، والثقافة المشتركة، والمبادرات المجتمعية. وقد قال المفكر الأميركي جوزيف ناي، صاحب مفهوم القوة الناعمة: ليست الجيوش فقط من تكسب الحروب أو تبني العلاقات، بل الأفكار، والثقافة، والتأثير الإنساني. كما يؤكد المفكر الألماني يوهان غوتليب فيشته: الأمة لا تعرف فقط بحكومتها، بل بشعبها، بلغتها، بثقافتها، وبدورها الأخلاقي في العالم. وهذا كله يتحقق بالدبلوماسية الشعبية.
يقدر عدد السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بمئات الآلاف، ويعملون في مختلف القطاعات مثل التعليم، الصحة، الهندسة، الإدارة، والخدمات؛ وهذا الانتشار الواسع جعلهم جسورا حية تنقل صورة السودان الحضارية والثقافية والإنسانية إلى المجتمع السعودي، حيث يسهم السودانيون هناك في تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية تعكس التنوع السوداني، مثل المعارض، الأمسيات الشعرية، والاحتفالات الوطنية التي يشارك فيها السعوديون وغيرهم، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل. ويشتهر السودانيون في السعودية بسمعتهم الطيبة، وحرصهم على العمل الجاد والانضباط الأخلاقي، وهو ما يعكس صورة السودان بإيجابية ويعزز مكانته بين شعوب المنطقة. كما يشارك أفراد الجالية في المبادرات الإنسانية والتطوعية، ويؤسسون روابط وجمعيات تخدم أبناء الجالية وتساهم في الاندماج الإيجابي بالمجتمع السعودي. وبالرغم من اغترابهم، يحرص السودانيون على تعليم أبنائهم اللغة العربية بلهجتها السودانية، وتعريفهم بالثقافة والتراث السوداني، مما يبقي الهوية حية وينقلها للأجيال القادمة.
برز عدد من أبناء الجالية السودانية بالأحساء كرموز فاعلة للدبلوماسية الشعبية من خلال إسهاماتهم المهنية والمجتمعية، ومن أبرزهم: أمال عبدالرحمن المشهورة باسم "آمال راكوبة"، وهي ابنة أخ عالم التراث السوداني المشهور الطيب محمد الطيب صاحب البرنامج التلفزيوني صور شعبية؛ وهي من القيادات النسائية البارزة، وقد عُرفت بنشاطها في العمل المجتمعي والثقافي من خلال مشاركاتها في العديد من المعارض والفعاليات باسم السودان، وسعت لتقريب وجهات النظر بين الجاليات وتعزيز الصورة الإيجابية للمرأة السودانية بالخارج.
وفي الأحساء برز اسم عبدالوهاب حبازي وهو أبو الدبلوماسية الشعبية وأحد رموز الكفاءة المهنية والالتزام الأخلاقي، وما تزال بصماته واضحة في مجال العمل الإنساني، وساهم في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تنمية مهارات الشباب السوداني في المهجر. كما يحضرني ذكر المهاجر المقيم البروفيسور هشام عباس، الأكاديمي المرموق، والذي مثل السودان بأفضل صورة في الحقل العلمي، وساهم في بناء جسور التعاون الأكاديمي والبحثي بين مؤسسات سعودية وسودانية. كما يتماثل أمام ناظري الزعيم الدكتور الناجي حامد، وهو صاحب مبادرات إنسانية كبيرة تشهد له قروبات الأكاديميين والجالية السودانية، وهو شخصية معروفة، وله إسهامات كبيرة في المجال الإنساني والتنموي داخل المملكة وخارجها، ويعد نموذجا للدكتور السوداني المتفاني والمثقف. كما أعرج على صاحب القلم الدبلوماسي وصاحب مقولة "أنت وطن" الأستاذ إكليل محمد بدوي، وقبل الختام أذكر صاحب دبلوماسية الطوارئ الذي ساهم في إنقاذ العديد من الناس حينما تعطلت سياراتهم باشمهندس حيدر عمر، ومسك الختام أذكر شيخ السودانيين الراحل الشيخ إدريس رحمه الله، حيث كان دبلوماسيا يعمل في صمت ولسان حاله يقول لا نبتغي منكم جزاء ولا شكورا، وهناك آخرون تضيق الأسطر عن ذكرهم لكنهم حضروا في قلوبنا وفي كل المحافل الشعبية.
كتب الأديب السوداني الطيب صالح: نحن لا نمثل فقط أنفسنا حين نغترب، بل نحمل بلادنا على أكتافنا في كل كلمة وفعل. ويقول المفكر الفرنسي ألبير كامو: كل إنسان سفير لقيمه، حيثما كان. وحينما أرسلت المقال للعديد من الأصدقاء فأشاروا عليّ بذكر الطبيب الإنسان الراحل أمين العاقب الذي عمل طبيبا بمستشفى الملك فهد بالأحساء، وكان سفيرا مداويا لكل الجراحات العضوية والحسية.
إن سفراء الدبلوماسية الشعبية السودانية في السعودية ليسوا مجرد مغتربين يبحثون عن لقمة العيش، بل هم حملة رسالة إنسانية وثقافية عميقة، ويسهمون بصمت في بناء جسور المحبة والتفاهم بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط الدين، والتاريخ، والمصير المشترك. هؤلاء السفراء الصامتون يستحقون التقدير والاهتمام، فهم أحد أوجه القوة الناعمة التي يمكن أن تعزز مكانة السودان في محيطه الإقليمي. فهل أوفيتهم حقهم في هذه الأسطر؛ وتنطق كل الحروف قائلة "كلا"، ولكن ذكر بعضهم وهم كثيرون، يشحذ همم جيل قادم سيحمل القيم الإنسانية السودانية ذاتها.
يلعب السودانيون المقيمون في المملكة العربية السعودية دورا محوريا كسفراء للدبلوماسية الشعبية؛ ويسهمون في مد جسور التفاهم والتعاون بين الشعبين السوداني والسعودي، وهذه العلاقة امتدت لأعوام عديدة دون تكليف من وزارة الخارجية السودانية، وكان هؤلاء السفراء يعملون صباح مساء وأبوابهم مشرعة لكل من يطلب مساعدتهم؛ وفي أحايين عديدة يقضون حوائج الناس من جيوبهم.
حققت الدبلوماسية الشعبية أهدافا كبيرة من تعزيز العلاقات والتفاهم المتبادل عبر الحوار، والثقافة المشتركة، والمبادرات المجتمعية. وقد قال المفكر الأميركي جوزيف ناي، صاحب مفهوم القوة الناعمة: ليست الجيوش فقط من تكسب الحروب أو تبني العلاقات، بل الأفكار، والثقافة، والتأثير الإنساني. كما يؤكد المفكر الألماني يوهان غوتليب فيشته: الأمة لا تعرف فقط بحكومتها، بل بشعبها، بلغتها، بثقافتها، وبدورها الأخلاقي في العالم. وهذا كله يتحقق بالدبلوماسية الشعبية.
يقدر عدد السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بمئات الآلاف، ويعملون في مختلف القطاعات مثل التعليم، الصحة، الهندسة، الإدارة، والخدمات؛ وهذا الانتشار الواسع جعلهم جسورا حية تنقل صورة السودان الحضارية والثقافية والإنسانية إلى المجتمع السعودي، حيث يسهم السودانيون هناك في تنظيم فعاليات ثقافية وتراثية تعكس التنوع السوداني، مثل المعارض، الأمسيات الشعرية، والاحتفالات الوطنية التي يشارك فيها السعوديون وغيرهم، مما يعزز التفاهم والاحترام المتبادل. ويشتهر السودانيون في السعودية بسمعتهم الطيبة، وحرصهم على العمل الجاد والانضباط الأخلاقي، وهو ما يعكس صورة السودان بإيجابية ويعزز مكانته بين شعوب المنطقة. كما يشارك أفراد الجالية في المبادرات الإنسانية والتطوعية، ويؤسسون روابط وجمعيات تخدم أبناء الجالية وتساهم في الاندماج الإيجابي بالمجتمع السعودي. وبالرغم من اغترابهم، يحرص السودانيون على تعليم أبنائهم اللغة العربية بلهجتها السودانية، وتعريفهم بالثقافة والتراث السوداني، مما يبقي الهوية حية وينقلها للأجيال القادمة.
برز عدد من أبناء الجالية السودانية بالأحساء كرموز فاعلة للدبلوماسية الشعبية من خلال إسهاماتهم المهنية والمجتمعية، ومن أبرزهم: أمال عبدالرحمن المشهورة باسم "آمال راكوبة"، وهي ابنة أخ عالم التراث السوداني المشهور الطيب محمد الطيب صاحب البرنامج التلفزيوني صور شعبية؛ وهي من القيادات النسائية البارزة، وقد عُرفت بنشاطها في العمل المجتمعي والثقافي من خلال مشاركاتها في العديد من المعارض والفعاليات باسم السودان، وسعت لتقريب وجهات النظر بين الجاليات وتعزيز الصورة الإيجابية للمرأة السودانية بالخارج.
وفي الأحساء برز اسم عبدالوهاب حبازي وهو أبو الدبلوماسية الشعبية وأحد رموز الكفاءة المهنية والالتزام الأخلاقي، وما تزال بصماته واضحة في مجال العمل الإنساني، وساهم في العديد من المبادرات التي تهدف إلى تنمية مهارات الشباب السوداني في المهجر. كما يحضرني ذكر المهاجر المقيم البروفيسور هشام عباس، الأكاديمي المرموق، والذي مثل السودان بأفضل صورة في الحقل العلمي، وساهم في بناء جسور التعاون الأكاديمي والبحثي بين مؤسسات سعودية وسودانية. كما يتماثل أمام ناظري الزعيم الدكتور الناجي حامد، وهو صاحب مبادرات إنسانية كبيرة تشهد له قروبات الأكاديميين والجالية السودانية، وهو شخصية معروفة، وله إسهامات كبيرة في المجال الإنساني والتنموي داخل المملكة وخارجها، ويعد نموذجا للدكتور السوداني المتفاني والمثقف. كما أعرج على صاحب القلم الدبلوماسي وصاحب مقولة "أنت وطن" الأستاذ إكليل محمد بدوي، وقبل الختام أذكر صاحب دبلوماسية الطوارئ الذي ساهم في إنقاذ العديد من الناس حينما تعطلت سياراتهم باشمهندس حيدر عمر، ومسك الختام أذكر شيخ السودانيين الراحل الشيخ إدريس رحمه الله، حيث كان دبلوماسيا يعمل في صمت ولسان حاله يقول لا نبتغي منكم جزاء ولا شكورا، وهناك آخرون تضيق الأسطر عن ذكرهم لكنهم حضروا في قلوبنا وفي كل المحافل الشعبية.
كتب الأديب السوداني الطيب صالح: نحن لا نمثل فقط أنفسنا حين نغترب، بل نحمل بلادنا على أكتافنا في كل كلمة وفعل. ويقول المفكر الفرنسي ألبير كامو: كل إنسان سفير لقيمه، حيثما كان. وحينما أرسلت المقال للعديد من الأصدقاء فأشاروا عليّ بذكر الطبيب الإنسان الراحل أمين العاقب الذي عمل طبيبا بمستشفى الملك فهد بالأحساء، وكان سفيرا مداويا لكل الجراحات العضوية والحسية.
إن سفراء الدبلوماسية الشعبية السودانية في السعودية ليسوا مجرد مغتربين يبحثون عن لقمة العيش، بل هم حملة رسالة إنسانية وثقافية عميقة، ويسهمون بصمت في بناء جسور المحبة والتفاهم بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط الدين، والتاريخ، والمصير المشترك. هؤلاء السفراء الصامتون يستحقون التقدير والاهتمام، فهم أحد أوجه القوة الناعمة التي يمكن أن تعزز مكانة السودان في محيطه الإقليمي. فهل أوفيتهم حقهم في هذه الأسطر؛ وتنطق كل الحروف قائلة "كلا"، ولكن ذكر بعضهم وهم كثيرون، يشحذ همم جيل قادم سيحمل القيم الإنسانية السودانية ذاتها.