عبدالمعين عيد الأغا

برودة الشتاء وفيتامين "الشمس"

الثلاثاء - 31 ديسمبر 2024

Tue - 31 Dec 2024

يحتاج الجسم إلى ضوء الشمس لإنتاج فيتامين D المهم لصحة العظام والدورة الدموية، ولكن مع حلول الشتاء وبرودة الأجواء قد يصعب على البعض بمختلف الشرائح العمرية حصوله من الشمس، وبالتالي يصبحون عرضة لحدوث بعض الأعراض بسبب نقصان منسوبه في الجسم، فكما هو معروف طبيا أن أشعة الشمس مسؤولة عن تحفيز الجسم لإنتاجه في أوقات مناسبة، فمع التعرض للشمس يتم استخلاص الفيتامين من الكوليسترول الموجود في الجلد ويدخل إلى مجرى الدم ثم يخضع لتغير جزيئي، وتصل جزيئاته للكبد، وتخضع لعملية أنزيمية أخرى، ومن الكبد تتدفق في الدورة الدموية وتصل إلى الكليتين، وتخرج بعد عملية إنزيمية أخرى، وهي تحمل اسم "فيتامين D".

ولكن في ظل عدم إمكانية التعرض للشمس في موسم الشتاء نهائيا فيبقى هنا الحل في تعويضه عن طريق الغذاء الذي يحتوي على هذا الفيتامين أو المكملات، وفقا للتشخيص الطبي ومؤشرات التحاليل، حتى تكون أمور الفيتامين مستقرة داخل الجسم.

وقبل أن أتناول أهمية وجود فيتامين الشمس في الجسم أؤكد أن فوائده عديدة ومهمة، فأهم الوظائف التي يقوم بها هي تنظيم توازن الكالسيوم في الجسم، من خلال زيادة امتصاصه من الأمعاء وتقليل فقدانه من البول، وله دور كبير في الوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، بجانب النشاط المضاد للالتهابات، وتنظيم وموازنة نشاط الجهاز المناعي الضروري لوظيفة العضلات الطبيعية، وإفراز الهرمونات كهرمون الغدة الدرقية والإنسولين، والحد من الأورام السرطانية.

أما أهم الأعراض الشائعة والمترتبة على نقصه بشكل عام في الجسم لدى البالغين تتمثل في التعب السريع عند ممارسة الأنشطة، الشعور بآلام في العظام أو العضلات، الشعور بالألم في أسفل الظهر أو القدمين، كسور العظام المتكررة، ضعف العضلات، تغير الحالة المزاجية، والشعور بالإحباط أو الاكتئاب، بينما عند الأطفال فينعكس أثر نقصانه في الجسم بظهور التعب والضعف  وجلد شاحب والكساح وفقدان الشهية وضعف جهاز المناعة، وقلة النوم، والشكوى من آلام العظام والعضلات، مشاكل في الأسنان، تأخر المشي، وتأخر النمو.

وحتى لا يتعرض الفرد لمشكلة نقص منسوب فيتامين الشمس في موسم الشتاء بسبب عدم إمكانية التعرض لأشعة الشمس، يكون الحل هو الاهتمام بمصادر الغذاء الصحي الذي يتضمن تعويضه للجسم، إذ توجد مصادر عديدة من الغذاء التي تحتوي على فيتامين D مثل منتجات الأسماك وتحديدا السلمون، الماكريل، الرنجة، السردين، الأنشوفة، التونة، وأيضا صفار البيض، المكسرات، والأطعمة المدعمة مثل حبوب الإفطار، اللبن، الزبادي، الجبن، الحليب، الزبدة، السمن، عصير البرتقال، وبعض الخضراوات والفواكه، مثل الفطر، والسبانخ، والملفوف الأخضر، والبامية، وفول الصويا، والفاصولياء البيضاء، والتين المجفف، الزبيب، المشمش المجفف، البرقوق المجفف، التمر.

وهناك بعض الحالات الطبية التي يجب أن تهتم بأمر فيتامين D بشكل عام وفي كل المواسم والشتاء بشكل خاص، ومن أبرزها: الأشخاص الذين يعانون من السمنة، فالخلايا الدهنية لا تسمح بإطلاق فيتامين D في مجرى الدم، ولهذا السبب غالبا ما ترتبط مؤشرات كتلة الجسم المرتفعة بانخفاض مستويات فيتامين D، وأيضا الحالات التي تشكو من أمراض الكلى والكبد، إذ تقلل من كميات الإنزيمات المطلوبة لتغيير هذا الفيتامين إلى الشكل الذي يستخدمه الجسم، ومن الأمراض أيضا هناك التليف الكيسي، مرض كرون، ومرض الاضطرابات الهضمية، فهذه الأمراض تمنع الأمعاء من امتصاص كمية كافية من الفيتامين، وأيضا المدخنون وكبار السن والأشخاص المصابون ببعض الأمراض، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية، والساركويد أو السل، وبعض أنواع الليمفوما، الحامل والمرضع، لذا يجب على هذه الفئات الاهتمام بوضع فيتامين D داخل أجسامهم، حتى يتجنبوا الأعراض والمشاكل المترتبة.

ختاما: قد يصعب الحصول على فيتامين الشمس في موسم الشتاء، وهنا يظل الحل في تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامين أو المدعومة بها، وهناك مصادر غذائية عديدة لفيتامين D ومنها الأسماك والألبان والأجبان والخضراوات والفواكه، بينما يتوقف قرار تناول مكملات فيتامين D بعد إجراء التحليل اللازم لمعرفة منسوبه في الجسم، وقد يوصي الطبيب بحقن فيتامين D لمواجهة نقصانه في الجسم، وأخيرا هناك بعض النصائح المهمة وهي المحافظة على الوزن ضمن المعدل الطبيعي، تناول الأكل الصحي، معالجة الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تساهم في الإصابة بنقص فيتامين D، ممارسة الرياضة ولو لمدة 30 دقيقة يوميا، والنوم الصحي بعدد ساعاته وجودته.