دورة حياة بعوض الإرهاب
الثلاثاء - 10 ديسمبر 2024
Tue - 10 Dec 2024
تماما مثل بعوض الملاريا القاتل نجد دورة حياة الإرهاب تستمر، تفتك، وما تزال بملايين البشر.
دورة حياة تحتاج لمستنقع من التشدد يحتضن بيضها تحت ركود مياهه، وفتاوى شيوخ ظلام سرية، وتجار دين، ورعاية لليافعين بندوات وأنشطة وتجمعات، يحولون التشدد فيها إلى أطوار تطرف لشباب صغار يسهل غسيل أدمغتهم، وتحت ظروف اجتماعية تزيد من كرههم لدولهم، فيعادون الجميع ويكفرون الحكومات، ويستحلون الدماء، وينسفون علاقاتهم الأسرية والاجتماعية بأطوار تتابع تكامل دورة حياة إرهاب بما يتخمر في جوفهم وسط مستنقعاتهم من سموم السخط والكره والعنصرية، والشعور بالمظلومية، واحتقار الحياة الدنيا، والتبعية لمن يحقق لهم مطامعهم، بتجهيل وضغوطات ثورة غرائزهم، وإيمان أعمى بمرويات وشعارات تملى عليهم صبحة وعشية، بكهنوت يحرضهم، ويجمع التبرعات لدعمهم، وتجنيدهم للذهاب لميادين الجهاد المزعوم، بينما يستمر المحرضون يتنعمون بالحياة الزائلة مع أبنائهم المحصنين من سموم مستنقعات غسلوا فيها أدمغة البراعم الإرهابية.
البعوضة حينما تشتد شوكتها، وتحمل جراثيم المرض، تصبح خطرا يهدد كل من يقترب منها مستأمنا من غدرها.
مشكلة الإرهاب كما الملاريا، وجودها لا ينتهي، مهما جهدت وسائل المكافحة عالميا، وتطورت الأدوية والمعالجة، كون شرورهما تتحوصل مختبئة تحت سطح السياسات الراكدة، حتى يحين زمانها، وتستثار شراستها، وحسب ما ينالها من رعاية حواضن مستفيدة، وتغذية وتحفيز وخطط تستغل غفلة الحكومات، المتقاعسة عن تطهير الحواضن، ومتابعة الأفكار الهدامة، ومراجعة وتعديل القوانين، وحراسة الحدود، وطمر التجمعات.
بعوض الإرهاب تم مطاردته وطرده من بعض الدول العربية والإسلامية، فاتجه طنين أجنحة أسرابه لدول الغرب، طلبا للجوء، بأشكال مدعية، وتقية تحميهم، لنيل حواضن حرية في أحضان الديمقراطية وحقوق الإنسان.
طور ركود قرر البعوض خلاله تحطيم حواضنه من داخلها، طعنا ودهسا وتفجيرا في دول ظنت أنها سترضيهم بالنعمة وبرودة المستنقعات، وعلى أمل أن تطلقهم مجددا على الدول العربية، ليساعدوها في الهيمنة والحلّب.
والبعض نفر لدول إقليمية تحتاجهم، وتبذل المال والسلاح والتدريب لهم، ليساعدوها في تحقيق مطامع توسعهم بالشرق.
اكتشفت دول الغرب خطيئتها مؤخرا، وما ورطت فيه سياساتها الديمقراطية بتمكين الإرهاب وحمايته بقوانين حقوق الإنسان، ما جعل اليمين المتطرف يتنبه، ويتحرك عكسيا، ففاز في الانتخابات الغربية، بنوايا الحد من قبول بعوض المهاجرين، وهش أغلبيتهم للدول الأفريقية، للتخلص من سموم الملاريا القاتل.
أعشاش بعوض الإرهاب في شرقنا ما تزال خطيرة، ويزيد من خطورتها ما أبدته بعض الدول العربية من اللين في سياساتها مع أرتال البعوض، وتسامح شروطها وقوانينها، وإفراجها عن المساجين المدانين، والتلميح بأن مزاولة السياسة ليست محرمة على البعوض، وكأنها تسلم بأن الدورة الكارثية الجديدة للإرهاب قادمة لا محالة، بإرهاب متطور، وأشواك وسموم جديدة، وداعمين يجهدون من كل صوب!
منطقيا، فداء الملاريا القاتل لن يختفي عن الوجود، وسيعود مرات ومرات وبأشكال معدلة متطورة، وعسى دولنا العربية أن تعي وتعالج الأسباب الحقيقية الأساسية لديمومة فكر الإرهاب، وأن تحطم دورات حياته، وتجفف المستنقعات، وتقضي على رؤوس الفتنة، وتهش من يخلطون الدين بالسياسة، وأن تبذل جهودها لإسعاد مواطنيها، بعيدا عن حرقة اللسع، وصنع الشبكات المتطرفة، والموت من حمى الإرهاب التي تشعل الأبدان والبلدان، بشكل دوري ممنهج.
shaheralnahari@
دورة حياة تحتاج لمستنقع من التشدد يحتضن بيضها تحت ركود مياهه، وفتاوى شيوخ ظلام سرية، وتجار دين، ورعاية لليافعين بندوات وأنشطة وتجمعات، يحولون التشدد فيها إلى أطوار تطرف لشباب صغار يسهل غسيل أدمغتهم، وتحت ظروف اجتماعية تزيد من كرههم لدولهم، فيعادون الجميع ويكفرون الحكومات، ويستحلون الدماء، وينسفون علاقاتهم الأسرية والاجتماعية بأطوار تتابع تكامل دورة حياة إرهاب بما يتخمر في جوفهم وسط مستنقعاتهم من سموم السخط والكره والعنصرية، والشعور بالمظلومية، واحتقار الحياة الدنيا، والتبعية لمن يحقق لهم مطامعهم، بتجهيل وضغوطات ثورة غرائزهم، وإيمان أعمى بمرويات وشعارات تملى عليهم صبحة وعشية، بكهنوت يحرضهم، ويجمع التبرعات لدعمهم، وتجنيدهم للذهاب لميادين الجهاد المزعوم، بينما يستمر المحرضون يتنعمون بالحياة الزائلة مع أبنائهم المحصنين من سموم مستنقعات غسلوا فيها أدمغة البراعم الإرهابية.
البعوضة حينما تشتد شوكتها، وتحمل جراثيم المرض، تصبح خطرا يهدد كل من يقترب منها مستأمنا من غدرها.
مشكلة الإرهاب كما الملاريا، وجودها لا ينتهي، مهما جهدت وسائل المكافحة عالميا، وتطورت الأدوية والمعالجة، كون شرورهما تتحوصل مختبئة تحت سطح السياسات الراكدة، حتى يحين زمانها، وتستثار شراستها، وحسب ما ينالها من رعاية حواضن مستفيدة، وتغذية وتحفيز وخطط تستغل غفلة الحكومات، المتقاعسة عن تطهير الحواضن، ومتابعة الأفكار الهدامة، ومراجعة وتعديل القوانين، وحراسة الحدود، وطمر التجمعات.
بعوض الإرهاب تم مطاردته وطرده من بعض الدول العربية والإسلامية، فاتجه طنين أجنحة أسرابه لدول الغرب، طلبا للجوء، بأشكال مدعية، وتقية تحميهم، لنيل حواضن حرية في أحضان الديمقراطية وحقوق الإنسان.
طور ركود قرر البعوض خلاله تحطيم حواضنه من داخلها، طعنا ودهسا وتفجيرا في دول ظنت أنها سترضيهم بالنعمة وبرودة المستنقعات، وعلى أمل أن تطلقهم مجددا على الدول العربية، ليساعدوها في الهيمنة والحلّب.
والبعض نفر لدول إقليمية تحتاجهم، وتبذل المال والسلاح والتدريب لهم، ليساعدوها في تحقيق مطامع توسعهم بالشرق.
اكتشفت دول الغرب خطيئتها مؤخرا، وما ورطت فيه سياساتها الديمقراطية بتمكين الإرهاب وحمايته بقوانين حقوق الإنسان، ما جعل اليمين المتطرف يتنبه، ويتحرك عكسيا، ففاز في الانتخابات الغربية، بنوايا الحد من قبول بعوض المهاجرين، وهش أغلبيتهم للدول الأفريقية، للتخلص من سموم الملاريا القاتل.
أعشاش بعوض الإرهاب في شرقنا ما تزال خطيرة، ويزيد من خطورتها ما أبدته بعض الدول العربية من اللين في سياساتها مع أرتال البعوض، وتسامح شروطها وقوانينها، وإفراجها عن المساجين المدانين، والتلميح بأن مزاولة السياسة ليست محرمة على البعوض، وكأنها تسلم بأن الدورة الكارثية الجديدة للإرهاب قادمة لا محالة، بإرهاب متطور، وأشواك وسموم جديدة، وداعمين يجهدون من كل صوب!
منطقيا، فداء الملاريا القاتل لن يختفي عن الوجود، وسيعود مرات ومرات وبأشكال معدلة متطورة، وعسى دولنا العربية أن تعي وتعالج الأسباب الحقيقية الأساسية لديمومة فكر الإرهاب، وأن تحطم دورات حياته، وتجفف المستنقعات، وتقضي على رؤوس الفتنة، وتهش من يخلطون الدين بالسياسة، وأن تبذل جهودها لإسعاد مواطنيها، بعيدا عن حرقة اللسع، وصنع الشبكات المتطرفة، والموت من حمى الإرهاب التي تشعل الأبدان والبلدان، بشكل دوري ممنهج.
shaheralnahari@