وسقط الأسد
الاثنين - 09 ديسمبر 2024
Mon - 09 Dec 2024
شهدت الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في عام 2011 تحولات كبيرة على مدى السنوات، وكان أبرزها الهزائم المتتالية التي تعرض لها جيش النظام السوري في الأيام الأولى من الصراع.
يمكن تلخيص أسباب هذه الهزائم السريعة في عدة نقاط.
كان الجيش السوري يعاني من تفكك داخلي بسبب الانشقاقات المتكررة، حيث انشق عدد كبير من الضباط والجنود، وانضموا إلى صفوف المعارضة.
ضعف الروح المعنوية للجنود الذين كانوا مجبرين في كثير من الأحيان على القتال دون اقتناع، خاصة مع ازدياد قمع النظام ضد المدنيين واستخدامه أساليب عنيفة أثارت استياء العديد من عناصر الجيش.
عانى الجيش السوري من مستويات عالية من الفساد، حيث كانت الموارد العسكرية تُستنزف بسبب سوء الإدارة والاختلاسات.
ضعف تسليح الجنود في الخطوط الأمامية، مقابل احتفاظ القيادات العليا بالمزايا والامتيازات، مما أدى إلى انهيار الثقة بين القيادة والجنود.
من جانب اخر ظهرت المعارضة المسلحة بقوة مع بداية الثورة، وتمكنت من تنظيم نفسها بشكل سريع مستفيدة من الدعم المحلي والإقليمي.
اعتمدت المعارضة على تكتيكات حرب العصابات، التي صعبت على جيش النظام التعامل معها، خاصة في ظل افتقار الأخير للتدريب اللازم لمواجهة هذا النوع من الحروب.
اضطر جيش النظام إلى الانتشار على رقعة جغرافية واسعة، مما أدى إلى استنزاف قواته وعدم قدرته على تأمين جميع المناطق، وبالتالي ترك ثغرات استخدمتها المعارضة لصالحها.
كانت الثورة السورية في بدايتها ذات طابع شعبي واسع، حيث احتضنت العديد من المناطق المعارضة وقدمت دعما لوجستيا وبشريا للجماعات المسلحة.
أدى ذلك إلى ضعف سيطرة النظام على المناطق الريفية والمدن الكبرى، حيث انقلبت هذه المناطق إلى معاقل للمعارضة.
رغم أن روسيا وإيران أصبحا فيما بعد الداعمين الأساسيين للنظام السوري، إلا أن غيابهما في المراحل الأولى للصراع يعود لعدة أسباب:
في بداية الثورة اعتقدت روسيا وإيران أن النظام السوري قادر على السيطرة على الوضع بنفسه دون الحاجة إلى تدخل خارجي كبير.
لم يكن حجم التهديد الذي تشكله المعارضة واضحا لهم في المراحل الأولى، واعتقدوا أن النظام قادر على قمع الاحتجاجات بسرعة.
فضّلت روسيا وإيران في البداية تجنب التدخل المباشر لتجنب توتر العلاقات مع المجتمع الدولي.
كانت روسيا تحاول الحفاظ على صورة الحياد النسبي في الأمم المتحدة، بينما ركزت إيران على دعم محدود عبر قنوات غير رسمية مثل حزب الله.
إيران كانت تعاني من أزمات اقتصادية نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، مما جعلها غير قادرة على تحمل تكلفة تدخل عسكري واسع في البداية.
روسيا كانت تواجه تحديات اقتصادية وسياسية داخلية ولم تكن مستعدة للانخراط في حرب مكلفة إلى جانب ما تعانيه في اوكرانيا.
في بداية الثورة كانت هناك فصائل معارضة متعددة ولم تكن الصورة واضحة بشأن من هي القوى المسيطرة فعليا على الأرض.
أراد الحليفان الانتظار لمعرفة موازين القوى قبل اتخاذ قرار بالتدخل العسكري المباشر.
مع تزايد ضعف النظام السوري وتراجع سيطرته على الأرض، قررت روسيا وإيران التدخل بشكل أكبر.
إيران دعمت النظام عبر إرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين من حزب الله، بينما تدخلت روسيا عسكريا بشكل مباشر في 2015 عبر قواتها الجوية لضمان بقاء النظام ومنع سقوطه.
في المجمل، أسباب الهزيمة السريعة للنظام السوري في البداية تعود لضعف بنيته الداخلية وقوة المعارضة، بينما تأخر الدعم الروسي والإيراني يعود إلى اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية تغيرت مع مرور الوقت.
MBNwaiser@
يمكن تلخيص أسباب هذه الهزائم السريعة في عدة نقاط.
كان الجيش السوري يعاني من تفكك داخلي بسبب الانشقاقات المتكررة، حيث انشق عدد كبير من الضباط والجنود، وانضموا إلى صفوف المعارضة.
ضعف الروح المعنوية للجنود الذين كانوا مجبرين في كثير من الأحيان على القتال دون اقتناع، خاصة مع ازدياد قمع النظام ضد المدنيين واستخدامه أساليب عنيفة أثارت استياء العديد من عناصر الجيش.
عانى الجيش السوري من مستويات عالية من الفساد، حيث كانت الموارد العسكرية تُستنزف بسبب سوء الإدارة والاختلاسات.
ضعف تسليح الجنود في الخطوط الأمامية، مقابل احتفاظ القيادات العليا بالمزايا والامتيازات، مما أدى إلى انهيار الثقة بين القيادة والجنود.
من جانب اخر ظهرت المعارضة المسلحة بقوة مع بداية الثورة، وتمكنت من تنظيم نفسها بشكل سريع مستفيدة من الدعم المحلي والإقليمي.
اعتمدت المعارضة على تكتيكات حرب العصابات، التي صعبت على جيش النظام التعامل معها، خاصة في ظل افتقار الأخير للتدريب اللازم لمواجهة هذا النوع من الحروب.
اضطر جيش النظام إلى الانتشار على رقعة جغرافية واسعة، مما أدى إلى استنزاف قواته وعدم قدرته على تأمين جميع المناطق، وبالتالي ترك ثغرات استخدمتها المعارضة لصالحها.
كانت الثورة السورية في بدايتها ذات طابع شعبي واسع، حيث احتضنت العديد من المناطق المعارضة وقدمت دعما لوجستيا وبشريا للجماعات المسلحة.
أدى ذلك إلى ضعف سيطرة النظام على المناطق الريفية والمدن الكبرى، حيث انقلبت هذه المناطق إلى معاقل للمعارضة.
رغم أن روسيا وإيران أصبحا فيما بعد الداعمين الأساسيين للنظام السوري، إلا أن غيابهما في المراحل الأولى للصراع يعود لعدة أسباب:
في بداية الثورة اعتقدت روسيا وإيران أن النظام السوري قادر على السيطرة على الوضع بنفسه دون الحاجة إلى تدخل خارجي كبير.
لم يكن حجم التهديد الذي تشكله المعارضة واضحا لهم في المراحل الأولى، واعتقدوا أن النظام قادر على قمع الاحتجاجات بسرعة.
فضّلت روسيا وإيران في البداية تجنب التدخل المباشر لتجنب توتر العلاقات مع المجتمع الدولي.
كانت روسيا تحاول الحفاظ على صورة الحياد النسبي في الأمم المتحدة، بينما ركزت إيران على دعم محدود عبر قنوات غير رسمية مثل حزب الله.
إيران كانت تعاني من أزمات اقتصادية نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، مما جعلها غير قادرة على تحمل تكلفة تدخل عسكري واسع في البداية.
روسيا كانت تواجه تحديات اقتصادية وسياسية داخلية ولم تكن مستعدة للانخراط في حرب مكلفة إلى جانب ما تعانيه في اوكرانيا.
في بداية الثورة كانت هناك فصائل معارضة متعددة ولم تكن الصورة واضحة بشأن من هي القوى المسيطرة فعليا على الأرض.
أراد الحليفان الانتظار لمعرفة موازين القوى قبل اتخاذ قرار بالتدخل العسكري المباشر.
مع تزايد ضعف النظام السوري وتراجع سيطرته على الأرض، قررت روسيا وإيران التدخل بشكل أكبر.
إيران دعمت النظام عبر إرسال مستشارين عسكريين ومقاتلين من حزب الله، بينما تدخلت روسيا عسكريا بشكل مباشر في 2015 عبر قواتها الجوية لضمان بقاء النظام ومنع سقوطه.
في المجمل، أسباب الهزيمة السريعة للنظام السوري في البداية تعود لضعف بنيته الداخلية وقوة المعارضة، بينما تأخر الدعم الروسي والإيراني يعود إلى اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية تغيرت مع مرور الوقت.
MBNwaiser@