الحمائية الزائدة ليست حبا إنما ضرر
السبت - 07 ديسمبر 2024
Sat - 07 Dec 2024
لكل حال طرفا نقيض من الإفراط والتفريط، والحال المثالي هو الذي يتوسط طرفي النقيض، ومن أبرز عيوب العلاقات المقربة والأسرية الحمائية الزائدة، أي السلوكيات التي يفترض صاحبها أنه يقوم بها لحماية الآخر مما يعتبرها أخطارا مادية أو معنوية.
التوسط في الحمائية له مثال البيضة التي تحمي الجنين داخلها من أخطار وعوامل العالم الخارجي ريثما ينضج، بما فيه الكفاية لمواجهة العالم الخارجي، وتسمح له بالخروج منها متى صار مستعدا لذلك، وهذا مثال نوع الحمائية الصحيح المناسب للأبناء، فهو يحميهم من أخطار العالم الخارجي، لكنه في الوقت نفسه لا يمنعهم من الخروج إليه متى صاروا مؤهلين لذلك، لكن نوع الحماية الذي يحبس الشخص داخل بيضته طوال حياته ولا يسمح له بالخروج للعالم الخارجي أبدا هو نوع الحمائية الذي سيقتله، إن لم يكن ماديا بالانتحار فهو يقتله معنويا بمنعه عن خبرات الحياة بحجة حمايته من أخطارها.
الواقع أثبت أن ضحية الحمائية الزائدة متى تمردت عليها، بخاصة في حالة النساء، يقوم من يزعم الحماية بقتلها وهذا يدل على أن الحمائية الزائدة ليست بحق رغبة في حماية ضحيتها من الخطر والضرر، إنما هي رغبة في السيطرة عليها وتملكها بحجة الحماية، وهذه حقيقة يجب التوعية بها ليعرف الإنسان دوافع سلوكه المفرط في الحمائية، وأنه رغبة في تملك الآخر أكثر منه حماية له، وضحية الحمائية الزائدة يعاني من العديد من العقد والعصاب والأمراض النفسية والقصور في التطور الاجتماعي والعملي، مثل عدم القدرة على التواصل مع الناس والافتقار للمهارات الاجتماعية والخجل المفرط وضعف الشخصية والاكتئاب والهلع والوسواس القهري، ويشعر أن الحمائية الزائدة تخنقه وتحبسه وتأسر حريته وحقه في عيش حياة طبيعية، ولا يراها على أنها حب زائد إنما يراها على أنها ضرر وأنانية ممن يفرضها عليه.
من حق الإنسان أن يخوض مختلف الخبرات الحياتية وإن كان فيها إمكانية تعرضه للخطر، فهو لن يمكنه أن ينمو وينضج ويتطور ويزدهر إلا عبر خوض الخبرات الحياتية المختلفة، بما فيها الخطرة، ومنعه عنها لحمايته هو منع له عن النمو والتطور والازدهار؛ فماذا بقي له من سعادة بالحياة؟ فوضع الإنسان في قفص بحجة حمايته هو أمر يجب أن لا يكون مقبولا لدى الجميع مهما كانت الحجج، ويجب تعريف من يمارسه بأنه مخطئ بدل تبرير سلوكه بأنه حماية وحب زائد.
للأسف تسود كثير من الأنماط المرضية في العلاقات الشخصية والعامة بسبب ضعف شيوع الثقافة النفسية؛ فغالبا من يقوم بالحمائية الزائدة يعتقد أنه يقوم بالشيء الصحيح ولم يخطر له أنه يمارس نمطا مرضيا يؤدي الى عواقب سلبية ومرضية على ضحيته، وحماية الأحبة من الأخطار المختلفة للعالم الخارجي لا يتطلب أكثر من توجيه النصائح لهم دون تقييد حياتهم وحقوقهم.
وعلى طرف النقيض الآخر هناك المفرطون الذين لا يقدمون أي حماية لأبنائهم الصغار الذين ما زالوا يفتقرون للقدرة على تمييز الأخطار المحدقة بهم، مثل من يترك أبناءه يتواصلون مع الكبار عبر مواقع التواصل والألعاب دون إجراءات وبرامج الحماية، ودون توعيتهم بمخاطر التجاوب مع طلبات الكبار، مثل طلب أن يصور الطفل نفسه أو يعطي عنوانه أو يقابلهم في الواقع، وكثير من أسباب انتحار الصغار هو تعرضهم للابتزاز الجنسي من قبل أشخاص تعرفوا عليهم عبر الإنترنت ثم يزعم أنهم انتحروا بسبب لعبة، ومن لا يعرف إجراءات وبرامج الحماية للصغار الواجب توفرها بكل أجهزتهم يمكنه الاستعانة بخبرة فني متخصص فالجهل ليس عذرا.
التوسط في الحمائية له مثال البيضة التي تحمي الجنين داخلها من أخطار وعوامل العالم الخارجي ريثما ينضج، بما فيه الكفاية لمواجهة العالم الخارجي، وتسمح له بالخروج منها متى صار مستعدا لذلك، وهذا مثال نوع الحمائية الصحيح المناسب للأبناء، فهو يحميهم من أخطار العالم الخارجي، لكنه في الوقت نفسه لا يمنعهم من الخروج إليه متى صاروا مؤهلين لذلك، لكن نوع الحماية الذي يحبس الشخص داخل بيضته طوال حياته ولا يسمح له بالخروج للعالم الخارجي أبدا هو نوع الحمائية الذي سيقتله، إن لم يكن ماديا بالانتحار فهو يقتله معنويا بمنعه عن خبرات الحياة بحجة حمايته من أخطارها.
الواقع أثبت أن ضحية الحمائية الزائدة متى تمردت عليها، بخاصة في حالة النساء، يقوم من يزعم الحماية بقتلها وهذا يدل على أن الحمائية الزائدة ليست بحق رغبة في حماية ضحيتها من الخطر والضرر، إنما هي رغبة في السيطرة عليها وتملكها بحجة الحماية، وهذه حقيقة يجب التوعية بها ليعرف الإنسان دوافع سلوكه المفرط في الحمائية، وأنه رغبة في تملك الآخر أكثر منه حماية له، وضحية الحمائية الزائدة يعاني من العديد من العقد والعصاب والأمراض النفسية والقصور في التطور الاجتماعي والعملي، مثل عدم القدرة على التواصل مع الناس والافتقار للمهارات الاجتماعية والخجل المفرط وضعف الشخصية والاكتئاب والهلع والوسواس القهري، ويشعر أن الحمائية الزائدة تخنقه وتحبسه وتأسر حريته وحقه في عيش حياة طبيعية، ولا يراها على أنها حب زائد إنما يراها على أنها ضرر وأنانية ممن يفرضها عليه.
من حق الإنسان أن يخوض مختلف الخبرات الحياتية وإن كان فيها إمكانية تعرضه للخطر، فهو لن يمكنه أن ينمو وينضج ويتطور ويزدهر إلا عبر خوض الخبرات الحياتية المختلفة، بما فيها الخطرة، ومنعه عنها لحمايته هو منع له عن النمو والتطور والازدهار؛ فماذا بقي له من سعادة بالحياة؟ فوضع الإنسان في قفص بحجة حمايته هو أمر يجب أن لا يكون مقبولا لدى الجميع مهما كانت الحجج، ويجب تعريف من يمارسه بأنه مخطئ بدل تبرير سلوكه بأنه حماية وحب زائد.
للأسف تسود كثير من الأنماط المرضية في العلاقات الشخصية والعامة بسبب ضعف شيوع الثقافة النفسية؛ فغالبا من يقوم بالحمائية الزائدة يعتقد أنه يقوم بالشيء الصحيح ولم يخطر له أنه يمارس نمطا مرضيا يؤدي الى عواقب سلبية ومرضية على ضحيته، وحماية الأحبة من الأخطار المختلفة للعالم الخارجي لا يتطلب أكثر من توجيه النصائح لهم دون تقييد حياتهم وحقوقهم.
وعلى طرف النقيض الآخر هناك المفرطون الذين لا يقدمون أي حماية لأبنائهم الصغار الذين ما زالوا يفتقرون للقدرة على تمييز الأخطار المحدقة بهم، مثل من يترك أبناءه يتواصلون مع الكبار عبر مواقع التواصل والألعاب دون إجراءات وبرامج الحماية، ودون توعيتهم بمخاطر التجاوب مع طلبات الكبار، مثل طلب أن يصور الطفل نفسه أو يعطي عنوانه أو يقابلهم في الواقع، وكثير من أسباب انتحار الصغار هو تعرضهم للابتزاز الجنسي من قبل أشخاص تعرفوا عليهم عبر الإنترنت ثم يزعم أنهم انتحروا بسبب لعبة، ومن لا يعرف إجراءات وبرامج الحماية للصغار الواجب توفرها بكل أجهزتهم يمكنه الاستعانة بخبرة فني متخصص فالجهل ليس عذرا.