أثر الدعاء كأداة تربوية
الخميس - 05 ديسمبر 2024
Thu - 05 Dec 2024
جبلت النفوس على محبة من يحسن إليها، فكل روح تنمو وتزدهر عندما تُغذى بالحب والرحمة، كما تنتعش بالدعاء الصادق والثناء المبارك، وإن مدح الأطفال وتشجيعهم على القيام بالتصرفات الطيبة لا يغذي فقط أرواحهم، بل يحفزهم أيضا على بذل المزيد من الجهد والاستمرار في الخير والنشاط، وهذا الثناء يبني فيهم الثقة ويشعل في قلوبهم الحافز للمزيد من العمل الصالح، وقد تجلى تأثير المدح النبوي في حياة الصحابة رضي الله عنهم، كما في قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، الذي تأثر كثيرا بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم له في شأن قيام الليل، مما جعله يداوم على الصلاة في الليل بعد هذا المدح النبوي.
وأخرج البخاري رحمه الله عن عبدالله بن عمر رضي الله عليهما أنه كان الرجل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا، فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذا بي، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم تُرَع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل" فكان بَعدُ لا ينام من الليل إلا قليلا" صحيح البخاري، رقم الحديث: 1070".
وكذلك فإن دعاء الولد الصالح لوالديه مستجاب - بإذن الله عز وجل؛ ولذا لا يجب على الآباء أن يحرموا أنفسهم من هذه الدعاء المبارك، بل ينبغي لهم أن يعينوا أبناءهم على البر بهم، وذلك بالحث على الطاعات والاهتمام بتربيتهم الأخلاقية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" "صحيح مسلم، رقم الحديث: 1631".
ومن المهم أيضا أن نختار الوقت والمكان المناسبين لتوجيه النصح للطفل، حيث يجب أن يتم ذلك بحكمة، بعيدا عن الإحراج أو إلحاق الأذى بمشاعره، فقد نصح النبي عليه الصلاة والسلام عبدالله بن عباس وهما يركبان الدابة في الهواء الطلق، فعن ابن عباس قال: كنت خلف النبي عليه الصلاة والسلام يوما، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. "سنن الترمذي، رقم الحديث: 3094".
وعندما يشكو الأب من تصرفات ابنه، لا ينبغي له أن يفرط في لومه أو توبيخه، بل عليه أن يتذكر أن الدعاء والتوجيه بالحكمة هو الحل الأمثل، وقال عليه الصلاة والسلام "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء، فيستجيب لكم". "صحيح أبي داود، رقم الحديث: 1532 وقال الألباني: صحيح".
ولا يجوز الدعاء على الطفل بالهلاك والضرر، بل الصحيح الدعاء له بالهداية، ولا أن يكثر الآباء من توجيه اللوم للأبناء في كل وقت، فقد جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك يشكو له عقوق ولده، فقال له "هل دعوت عليه؟ فقال: بلى، فقال عبد الله بن المبارك: أنت أفسدته" "إحياء علوم الدين، 2/217".
إن الدعاء والثناء على الأطفال يمثلان أحد أقوى العوامل في تنمية شخصياتهم وتهذيب سلوكهم، ويجب أن نكون حذرين في اختيار كلماتنا، وأن نتبع أساليب نبينا صلى الله عليه وسلم في النصح والتوجيه، فذلك يقود إلى تربية أبناء صالحين قادرين على النجاح في الدنيا والآخرة.
وأخرج البخاري رحمه الله عن عبدالله بن عمر رضي الله عليهما أنه كان الرجل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا، فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذا بي، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم تُرَع. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل" فكان بَعدُ لا ينام من الليل إلا قليلا" صحيح البخاري، رقم الحديث: 1070".
وكذلك فإن دعاء الولد الصالح لوالديه مستجاب - بإذن الله عز وجل؛ ولذا لا يجب على الآباء أن يحرموا أنفسهم من هذه الدعاء المبارك، بل ينبغي لهم أن يعينوا أبناءهم على البر بهم، وذلك بالحث على الطاعات والاهتمام بتربيتهم الأخلاقية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" "صحيح مسلم، رقم الحديث: 1631".
ومن المهم أيضا أن نختار الوقت والمكان المناسبين لتوجيه النصح للطفل، حيث يجب أن يتم ذلك بحكمة، بعيدا عن الإحراج أو إلحاق الأذى بمشاعره، فقد نصح النبي عليه الصلاة والسلام عبدالله بن عباس وهما يركبان الدابة في الهواء الطلق، فعن ابن عباس قال: كنت خلف النبي عليه الصلاة والسلام يوما، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. "سنن الترمذي، رقم الحديث: 3094".
وعندما يشكو الأب من تصرفات ابنه، لا ينبغي له أن يفرط في لومه أو توبيخه، بل عليه أن يتذكر أن الدعاء والتوجيه بالحكمة هو الحل الأمثل، وقال عليه الصلاة والسلام "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء، فيستجيب لكم". "صحيح أبي داود، رقم الحديث: 1532 وقال الألباني: صحيح".
ولا يجوز الدعاء على الطفل بالهلاك والضرر، بل الصحيح الدعاء له بالهداية، ولا أن يكثر الآباء من توجيه اللوم للأبناء في كل وقت، فقد جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك يشكو له عقوق ولده، فقال له "هل دعوت عليه؟ فقال: بلى، فقال عبد الله بن المبارك: أنت أفسدته" "إحياء علوم الدين، 2/217".
إن الدعاء والثناء على الأطفال يمثلان أحد أقوى العوامل في تنمية شخصياتهم وتهذيب سلوكهم، ويجب أن نكون حذرين في اختيار كلماتنا، وأن نتبع أساليب نبينا صلى الله عليه وسلم في النصح والتوجيه، فذلك يقود إلى تربية أبناء صالحين قادرين على النجاح في الدنيا والآخرة.