توازن.. تنوع.. توسع تاءات ثلاث ترسم ملامح الجولة الآسيوية

الاثنين - 29 أغسطس 2016

Mon - 29 Aug 2016

أعادت الجولة الآسيوية التي بدأها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، من باكستان، مرورا بمحطتها الحالية الصين، وانتهاء باليابان نهاية هذا الأسبوع، سياسة التاءات الثلاث القائمة على التوازن والتنوع والتوسع والتي اختطتها الرياض لنفسها، إلى الواجهة من جديد.



وتأتي الجولة الآسيوية الحالية لولي ولي العهد بعد الزيارتين الناجحتين لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا قبل 3 أشهر، لتعطي دلالة على مفهوم التوازن في السياسة السعودية بين الغرب والشرق.



ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي أن «زيارات الأمير محمد بن سلمان للصين واليابان تمثل رسالة سياسية سعودية إلى العالم بأن الرياض لديها مصالح كبرى في الشرق، وأنها لن تهملها لحساب جهة معينة أو محور معين طالما أن ذلك يحقق مصالحها ويخدم سياستها وقضاياها التي تدافع عنها».



وينتظر أن يكون جدول ولي ولي العهد في ثاني أيام زيارته إلى الصين زاخرا باللقاءات السياسية عالية المستوى، فيما ينتظر أن تشهد بكين انطلاقة أعمال الدورة الأولى للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى.وأمام ذلك أكد زهير الحارثي لـ»مكة» أن زيارة الضيف السعودي الكبير إلى الصين واليابان تعمل على تدشين مرحلة لافتة في مفهوم الشراكات الاستراتيجية، من منطلق أن الرياض لا تضع بيضها في سلة واحدة ولا ترهن سياستها لجهة واحدة.



تفعيل للسياسة الجديدة

وعد عضو مجلس الشورى وعضو لجنتها الخارجية الجولة الآسيوية الحالية لولي ولي العهد، تأتي في إطار «تفعيل السياسة السعودية الجديدة والبناء على ما سبق من زيارات واتفاقيات ولا سيما في الملف العسكري وملفي الطاقة والاستثمار»، مضيفا أن «السعودية من خلال هذه الزيارات تهدف لتعزيز علاقاتها، ودعم موقفها كدولة محورية في السياسة الدولية، واستثمار دورها في الاقتصاد العالمي كدولة نفطية مهمة فضلا عن تنويع مصادر شراء الأسلحة وفتح شراكات اقتصادية تتسق مع مضامين رؤيتها الاقتصادية 2030».



رسالة إلى الحليف الغربي

وتذهب بعض القراءات إلى اعتبار أن تحول البوصلة السعودية باتجاه الشرق رسالة إلى حليفها الغربي. لكن عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الحارثي يرى من وجهة نظره أن الرياض تنطلق في علاقاتها مع الآخرين من خلال معيار أساسي يتمثل فيما يحقق مصالحها.



ويضيف «هناك من يحاول تفسير الجولة الآسيوية بأنها رسالة سياسية للغرب وبغض النظر عن صحة تلك القراءات من عدمها فإن السعودية دولة لها سيادة وبيدها قرارها وخياراتها، والمتابع لخطواتها واتفاقياتها يجد سياسة التوازن والتنوع والتوسع، مما يضمن لها مردودا سياسيا واقتصاديا وعسكريا يسهم في تحقيق أمنها ومصالحها الوطنية»، مبينا أن الزيارة الحالية لولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لباكستان ثم الصين واليابان تندرج تحت ذلك المفهوم وتلك الرؤية، مما يؤكد قدرة صانع القرار السياسي في قراءة المتغيرات الراهنة على الساحة الدولية.



تموضع على الخارطة

الحضور السعودي البارز بمشاركة ولي ولي العهد ينظر إليه الدكتور زهير الحارثي على أنه يكرس تموضعا لافتا للسعودية في الخارطة الدولية؛ بدليل مشاركتها في صياغة القرارات الاقتصادية العالمية، وهو ما يضع على عاتقها مسؤوليات للحفاظ على ما وصلت إليه من مكانة، مما يعني مضيها في تنفيذ رؤية 2030 بما يعزز بقاءها في ساحة اللاعبين الكبار، لافتا إلى أن من أهم دلالات تواجد بلد مثل السعودية في مجموعة الـ20، ومشاركتها في الاجتماع المقبل «ترسيخ موقعها وثقل مكانتها وحضورها ويعزز من دورها في الانخراط في منظومة الاقتصاد العالمي، فاقتصادها يعد الأكبر عربيا وفي منطقة الشرق الأوسط»، مبينا أن تصنيف السعودية كواحدة من أكبر 20 اقتصادا في العالم، واحتلالها المركز التاسع عالميا من حيث الاستقرار الاقتصادي، يجعلان منها دولة مؤثرة في سوق الطاقة العالمية، واستطاعت أن تكسب احترام الجميع بسبب سياساتها البترولية المتوازنة التي تدفع باتجاه الاستقرار وعدم الإضرار بمصلحة كل الأطراف، ناهيك عن مساهماتها في المساعدات الإنمائية والدولية.



10 رسائل للانفتاح على الشرق.. تعرف عليها

1 الرياض لديها مصالح كبرى لن تهملها لحساب جهة معينة أو محور معين طالما يحقق مصالحها ويخدم سياستها وقضاياها

2 تدشين مرحلة لافتة في مفهوم الشراكات الاستراتيجية

3 عدم وضع البيض في سلة واحدة أو الارتهان لسياسة جهة واحدة

4 تفعيل السياسة السعودية الجديدة والبناء على ما سبق من زيارات واتفاقيات ولا سيما في الملف العسكري والطاقة والاستثمار

5 دعم موقفها كدولة محورية في السياسة الدولية

6 استثمار دورها في الاقتصاد العالمي كدولة نفطية مهمة

7 تنويع مصادر شراء الأسلحة

8 فتح شراكات اقتصادية تتسق مع مضامين الرؤية السعودية 2030

9 انتهاج سياسة التوازن والتنوع والتوسع بما يضمن مردودا سياسيا واقتصاديا وعسكريا يسهم في تحقيق أمنها ومصالحها الوطنية

10 ترسيخ موقعها وثقل مكانتها وحضورها بما يعزز دورها في الانخراط بمنظومة الاقتصاد العالمي