السياحة هوية لا يليق بها الانطواء
الاثنين - 18 نوفمبر 2024
Mon - 18 Nov 2024
هناك العديد من المنظرين لدراسة مفاهيم السياحة وعلاقها بتنمية الهوية المحلية من حيث الكفاءة في إدارة الموارد السياحية تعزيزا لمفهوم الاستدامة لأجل إثراء تجربة سياحية أصيلة تبرز فيها سمات ثقافية تساهم في تنمية السياحة شكلا ومضمونا.
كما هو معلوم ومعروف أن المنظمات السياحية والأمانات والبلديات والجهات ذات الصلة تقوم بدورها الحقيقي لبناء حلقة وصل متينة لتشكيل هوية واضحة الملامح لا تنفك عن أصالتها وأبعادها الثقافية المحلية بأدوات عصرية حديثة تنعكس على توازن وعدالة تنمية المورد لكي يصبح موردا سياحيا مستديما. بل يزيد من اعتزاز المجتمع بهويته الثقافية في إطارها السياحي الممنهج بتوجيه ذي كفاءة عالية لتحقيق أرقام قياسية تبرز فيها الصوت والصورة والتجربة المغمورة، لأجل إشباع فضول السائح والمستهلك على المستوى المحلي والعالمي بكل اقتدار وفعالية.
وفقا لنظرية الهوية الثقافية لجين كولير وميلت توماس، فقد جمعا بين إثنوغرافيا التواصل والبناء الاجتماعي من أجل تأطير خصائص الهوية الثقافية. تشير هذه الخصائص إلى أنها هي الطريقة التي يعبر بها المجتمعات عن هويتهم. ولأهمية وجود هوية ثقافية تساهم في تقدم ومنافسة المنتج السياحي لكي يصبح جديرا بالتجربة، فقد أكد نايجل بوند وجون فالك، أحد مناصري النظرية من منظور سياحي، أن الدوافع المتعلقة بالهوية تعتبر دوافع أساسية لجميع التجارب السياحية، ليس فقط بسبب انخراط الأفراد في السياحة، ولكن هناك فوائد يستمدونها من التجربة، مثل دافع الاستكشاف والفضول المعرفي، التي يسافر من أجلها كل فرد أو مجموعة سياحية لفهم واكتساب تجربة سياحية ثقافية أصيلة جاذبة ذات جذور محلية تقوم على أسس ثقافية يستحق الحفاظ عليها وتكرار الزيارة والتجربة مرة أخرى.
ومع ذلك فإن عدم فرض سياسات جديدة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على هوية المنتجات والمشاريع الريادية السياحية المحلية وإبرازها بشكل يزيد من استدامتها الثقافية لهو مدعاة للانطواء والانسلاخ عن ذاتها المخبوءة بين مولود مقرود ومفقود قد أصبح اليوم منشود.
هنا وهناك بعض من الشواهد والتجارب لمشاريع تستحق الإشادة في حفاظها على الهوية وإبرازها كمورد سياحي ثقافي يروج عن أهمية جذب السائح من خلال هوية ثقافية أصيلة متعلقة بثقافة المجتمع المحلي، قام على تفعيلها وإثرائها المواطن بكل مقاييس الجودة المطلوبة. بينما في المقابل توجد مشاريع ما زلت تعج بالغث والسمين من قبل رواد مشاريع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، سواء المتمثلة في تقديم خدمات الطعام والمشروبات أو حتى بعض الفعاليات الثقافية في بعض مناطق الجذب السياحي الريفية والتراثية، والزراعية، والثقافية، والترفيهية. لذلك قد يشك السائح أحيانا أنه في المقصد السياحي المنشود لوجود هويات وصور تنقل رسائل غير مفهومة لا تمت بصلة لثقافة الوجهة السياحية المقصودة. في بلد لا ينقل صورة ذهنية ولا انطباعا واضحا للسائح المحلي والأجنبي كيف له أن يتكبد ويتحمل وعثاء السفر إليه؟ هل هو فعلا ما تبحث عنه أو كنت تتوقعه وتتصوره عزيزي السائح أم أنه نوع من الشرود والعمى والانبهار الثقافي بكل ما هو غير محلي وصولا للرفاه الاجتماعي الهش المؤقت المرهون عمره بعمر الدعاية والإعلان الصفري الذي يحمل جناحيه طائر من سناب وتك توك؟ فعلا عمره قصير لا يكاد محاولة التحليق إلا وقد خذلته سطحية المستهلك وعدم مصداقية التجربة.
في المقابل لا أرى أن وجود بعض المنتجات العالمية أمر مثير للجدل طالما أن النقيض الآخر قد أصبح محليا يستطيع المنافسة بصبغة ثقافية تحمل في طياتها عراقة وتنوع مجتمع مترامي الأطراف دون إفراط ولا تفريط.
للمعلومية عزيزي القارئ لا أخفيك أن هناك أسواقا ما زالت تقوم على مبدأ كل مستثمر حر في موزه، ولكنها صدقني أسواق مؤقتة خاسرة عمرها قصير. بل لا تستطيع المقاومة وغير قادرة على أن تشكل لها هوية سياحية واضحة المعالم ينجذب اليها السياح من كل مكان لعدة أسباب: أولها عدم تميزها بنوع معين من الأنماط والأشكال والأوجه والتجارب السياحية الفريدة، ثانيها لا تستطيع أن تبقي أثرا وانطباعا وصورة مميزة في ذهنية السائح وحتى لا تستطيع أن تفوز بميزة تنافسية في الأسواق السياحية لا على الصعيد المحلي ولا العالمي.
في الختام، يعتبر الحفاظ على الثقافة المحلية عاملا أساسيا في تنمية السياحة المستدامة. والترويج للتراث المحلي والأصالة الثقافية يعزز من تجارب السياح، ويمنح السكان المحليين فرصة للفخر بثقافتهم والاستفادة منها. وبذلك يمكن للسياحة أن تسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وتعزيز الترابط الاجتماعي والثقافي بين الشعوب، مع ضرورة احترام الطابع الثقافي الفريد لكل مجتمع وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
كما هو معلوم ومعروف أن المنظمات السياحية والأمانات والبلديات والجهات ذات الصلة تقوم بدورها الحقيقي لبناء حلقة وصل متينة لتشكيل هوية واضحة الملامح لا تنفك عن أصالتها وأبعادها الثقافية المحلية بأدوات عصرية حديثة تنعكس على توازن وعدالة تنمية المورد لكي يصبح موردا سياحيا مستديما. بل يزيد من اعتزاز المجتمع بهويته الثقافية في إطارها السياحي الممنهج بتوجيه ذي كفاءة عالية لتحقيق أرقام قياسية تبرز فيها الصوت والصورة والتجربة المغمورة، لأجل إشباع فضول السائح والمستهلك على المستوى المحلي والعالمي بكل اقتدار وفعالية.
وفقا لنظرية الهوية الثقافية لجين كولير وميلت توماس، فقد جمعا بين إثنوغرافيا التواصل والبناء الاجتماعي من أجل تأطير خصائص الهوية الثقافية. تشير هذه الخصائص إلى أنها هي الطريقة التي يعبر بها المجتمعات عن هويتهم. ولأهمية وجود هوية ثقافية تساهم في تقدم ومنافسة المنتج السياحي لكي يصبح جديرا بالتجربة، فقد أكد نايجل بوند وجون فالك، أحد مناصري النظرية من منظور سياحي، أن الدوافع المتعلقة بالهوية تعتبر دوافع أساسية لجميع التجارب السياحية، ليس فقط بسبب انخراط الأفراد في السياحة، ولكن هناك فوائد يستمدونها من التجربة، مثل دافع الاستكشاف والفضول المعرفي، التي يسافر من أجلها كل فرد أو مجموعة سياحية لفهم واكتساب تجربة سياحية ثقافية أصيلة جاذبة ذات جذور محلية تقوم على أسس ثقافية يستحق الحفاظ عليها وتكرار الزيارة والتجربة مرة أخرى.
ومع ذلك فإن عدم فرض سياسات جديدة لتحقيق التوازن بين الحفاظ على هوية المنتجات والمشاريع الريادية السياحية المحلية وإبرازها بشكل يزيد من استدامتها الثقافية لهو مدعاة للانطواء والانسلاخ عن ذاتها المخبوءة بين مولود مقرود ومفقود قد أصبح اليوم منشود.
هنا وهناك بعض من الشواهد والتجارب لمشاريع تستحق الإشادة في حفاظها على الهوية وإبرازها كمورد سياحي ثقافي يروج عن أهمية جذب السائح من خلال هوية ثقافية أصيلة متعلقة بثقافة المجتمع المحلي، قام على تفعيلها وإثرائها المواطن بكل مقاييس الجودة المطلوبة. بينما في المقابل توجد مشاريع ما زلت تعج بالغث والسمين من قبل رواد مشاريع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، سواء المتمثلة في تقديم خدمات الطعام والمشروبات أو حتى بعض الفعاليات الثقافية في بعض مناطق الجذب السياحي الريفية والتراثية، والزراعية، والثقافية، والترفيهية. لذلك قد يشك السائح أحيانا أنه في المقصد السياحي المنشود لوجود هويات وصور تنقل رسائل غير مفهومة لا تمت بصلة لثقافة الوجهة السياحية المقصودة. في بلد لا ينقل صورة ذهنية ولا انطباعا واضحا للسائح المحلي والأجنبي كيف له أن يتكبد ويتحمل وعثاء السفر إليه؟ هل هو فعلا ما تبحث عنه أو كنت تتوقعه وتتصوره عزيزي السائح أم أنه نوع من الشرود والعمى والانبهار الثقافي بكل ما هو غير محلي وصولا للرفاه الاجتماعي الهش المؤقت المرهون عمره بعمر الدعاية والإعلان الصفري الذي يحمل جناحيه طائر من سناب وتك توك؟ فعلا عمره قصير لا يكاد محاولة التحليق إلا وقد خذلته سطحية المستهلك وعدم مصداقية التجربة.
في المقابل لا أرى أن وجود بعض المنتجات العالمية أمر مثير للجدل طالما أن النقيض الآخر قد أصبح محليا يستطيع المنافسة بصبغة ثقافية تحمل في طياتها عراقة وتنوع مجتمع مترامي الأطراف دون إفراط ولا تفريط.
للمعلومية عزيزي القارئ لا أخفيك أن هناك أسواقا ما زالت تقوم على مبدأ كل مستثمر حر في موزه، ولكنها صدقني أسواق مؤقتة خاسرة عمرها قصير. بل لا تستطيع المقاومة وغير قادرة على أن تشكل لها هوية سياحية واضحة المعالم ينجذب اليها السياح من كل مكان لعدة أسباب: أولها عدم تميزها بنوع معين من الأنماط والأشكال والأوجه والتجارب السياحية الفريدة، ثانيها لا تستطيع أن تبقي أثرا وانطباعا وصورة مميزة في ذهنية السائح وحتى لا تستطيع أن تفوز بميزة تنافسية في الأسواق السياحية لا على الصعيد المحلي ولا العالمي.
في الختام، يعتبر الحفاظ على الثقافة المحلية عاملا أساسيا في تنمية السياحة المستدامة. والترويج للتراث المحلي والأصالة الثقافية يعزز من تجارب السياح، ويمنح السكان المحليين فرصة للفخر بثقافتهم والاستفادة منها. وبذلك يمكن للسياحة أن تسهم في تحسين الاقتصاد المحلي وتعزيز الترابط الاجتماعي والثقافي بين الشعوب، مع ضرورة احترام الطابع الثقافي الفريد لكل مجتمع وضمان استمراريته للأجيال القادمة.