نموك وتطورك بقدر قيامك بالرعاية
الأربعاء - 13 نوفمبر 2024
Wed - 13 Nov 2024
انتشر في عصرنا انخفاض مستوى نضج الناس مهما تقدموا في العمر، وهذا سبب كثير من الظواهر السلبية مثل كثرة الطلاق والعزوف عن الزواج والعقوق والمراهقة الممتدة وجرائم قتل الأهل والغرباء بدافع الغضب والانفعالات المنفلتة والتهرب المباشر وغير المباشر من الواجبات العائلية والعملية.
والنضج لا يرتبط بسن معين إنما هو ناتج عن خبرات الإنسان في الحياة، والتي أيضا لا تعتمد على عدد سنين العمر إنما نوعية الخبرات في تلك السنين.
العامل الأكبر في إنضاج شخصيات الناس هو قيامهم بالرعاية للآخرين أي تحمل المسؤوليات المادية والمعنوية عن رفاه الآخرين، وحتى الطفل تصبح له أنماط أكثر نضجا عندما يتم تكليفه برعاية حيوانه الأليف أو رعاية أخ أصغر، والأبناء لهم في كل عمر فرصة للقيام برعاية والديهم وأجدادهم وإخوانهم الأصغر، وهذا يساعد في نضجهم وجعلهم أفضل بعكس من لا يتحمل مسؤوليات رعاية أحد.
وهناك من يريد الحصول على الحب دون المسؤوليات الكبرى لرعاية الآخرين فيفضل رعاية حيوان أليف على رعاية والديه وأولاده، وهذا لا ينفي إيجابية رعاية الحيوانات الأليفة لصحة الإنسان النفسية على أن لا تكون بديلا عن رعاية البشر، فهم الأولوية ولا شيء يعوض عنهم، وكثير من أسباب الطلاق سببها الضمني إرادة التهرب من مسؤوليات رعاية الأسرة، ولذا كثيرا ما يحصل الخصام بين الطليقين حول الحضانة ليس من باب رغبة الطرفين في حضانة الأبناء إنما رغبة كل طرف بإلقاء مسؤولية حضانة الأطفال على الطرف الآخر، وهذا يدمر الأبناء نفسيا ويشعرهم أنهم عبء مكروه.
من علامات نضج الإنسان أنه يشعر بحمية ونخوة لتولي رعاية الآخرين وإن لم يكونوا محتاجين لرعايته، مثل من يبقى يرعى إخوانه حتى بعد استقلالهم في حياتهم العائلية فكيف بمن يعتمد اعتمادا كليا على رعاية الآخرين له؟ وحس الرعاية يمتد إلى الجانب العام ويشمل رعاية الشخص لمن يعملون تحت صلاحياته وإدارته، ومعاملة الموظفين بحس الرعاية يزيد من كفاءتهم وإنتاجيتهم وإخلاصهم للعمل، ويحد من التسرب الوظيفي لأنه يخلق بيئة عمل صحية داعمة ومشجعة.
يشمل حس الرعاية العام الرعاية للمجتمع بتقديم المساعدة للمحتاجين والتطوع لخدمة المجتمع، وهناك فارق بين من يتطوع ليحصل على خبرات أو يؤدي التزاما ما وبين من يتطوع لأن لديه إرادة تقديم الرعاية للآخرين، فنية وقناعات الإنسان تصنع الفارق، ولذا يجب أن يكون من ركائز التربية من قبل الوالدين والمدرسة تدريب النشء على حس الرعاية، فهذا ما يجعلهم أكثر نضجا وإيجابية ويحصنهم من الأنماط الأنانية النرجسية السلبية التي تسبب الشقاء للآخرين بخاصة المقربين، فالأبناء الأنانيون الذين يتخلون عن رعاية آبائهم لم يتلقوا تعليما وتدريبا على حس الرعاية منذ الصغر، حيث التعليم كالنقش على الحجر كما يقول المثل، ولذا لم يتجاوزوا غرائز الأنانية النرجسية التي تريد أن تأخذ ولا تعطي بالمقابل، وعندما يتزوجون يبقون غير متحملين لمسؤولية رعاية الأسرة كما في حال كثير من الآباء الذين يقضون يومهم بالاستراحات ولا يعرفون شيئا عن دراسة أبنائهم ولا يقضون معهم أي وقت، ويعاملون المنزل كأنه فندق لا يرجعون إليه إلا للنوم، وهذا يعلم الأبناء نمط التخلي عن رعاية الآخرين، ولذا هو يصنع العقوق ويحرمهم من بناء علاقة عاطفية ونفسية مع الآباء.
حس الرعاية وإن كان واجبا عائليا واجتماعيا وعمليا فهو قبل ذلك فضيلة شخصية يجب أن يتحلى بها الإنسان، وعدم تحليه بها يبقيه بمستوى النضج النفسي المراهق طوال حياته، فنوعية وعي الإنسان وقناعاته هي ما يكسبه النضج ويجعله يتجاوز عقلية ونفسية المراهقة وليس عدد سنين عمره.
والنضج لا يرتبط بسن معين إنما هو ناتج عن خبرات الإنسان في الحياة، والتي أيضا لا تعتمد على عدد سنين العمر إنما نوعية الخبرات في تلك السنين.
العامل الأكبر في إنضاج شخصيات الناس هو قيامهم بالرعاية للآخرين أي تحمل المسؤوليات المادية والمعنوية عن رفاه الآخرين، وحتى الطفل تصبح له أنماط أكثر نضجا عندما يتم تكليفه برعاية حيوانه الأليف أو رعاية أخ أصغر، والأبناء لهم في كل عمر فرصة للقيام برعاية والديهم وأجدادهم وإخوانهم الأصغر، وهذا يساعد في نضجهم وجعلهم أفضل بعكس من لا يتحمل مسؤوليات رعاية أحد.
وهناك من يريد الحصول على الحب دون المسؤوليات الكبرى لرعاية الآخرين فيفضل رعاية حيوان أليف على رعاية والديه وأولاده، وهذا لا ينفي إيجابية رعاية الحيوانات الأليفة لصحة الإنسان النفسية على أن لا تكون بديلا عن رعاية البشر، فهم الأولوية ولا شيء يعوض عنهم، وكثير من أسباب الطلاق سببها الضمني إرادة التهرب من مسؤوليات رعاية الأسرة، ولذا كثيرا ما يحصل الخصام بين الطليقين حول الحضانة ليس من باب رغبة الطرفين في حضانة الأبناء إنما رغبة كل طرف بإلقاء مسؤولية حضانة الأطفال على الطرف الآخر، وهذا يدمر الأبناء نفسيا ويشعرهم أنهم عبء مكروه.
من علامات نضج الإنسان أنه يشعر بحمية ونخوة لتولي رعاية الآخرين وإن لم يكونوا محتاجين لرعايته، مثل من يبقى يرعى إخوانه حتى بعد استقلالهم في حياتهم العائلية فكيف بمن يعتمد اعتمادا كليا على رعاية الآخرين له؟ وحس الرعاية يمتد إلى الجانب العام ويشمل رعاية الشخص لمن يعملون تحت صلاحياته وإدارته، ومعاملة الموظفين بحس الرعاية يزيد من كفاءتهم وإنتاجيتهم وإخلاصهم للعمل، ويحد من التسرب الوظيفي لأنه يخلق بيئة عمل صحية داعمة ومشجعة.
يشمل حس الرعاية العام الرعاية للمجتمع بتقديم المساعدة للمحتاجين والتطوع لخدمة المجتمع، وهناك فارق بين من يتطوع ليحصل على خبرات أو يؤدي التزاما ما وبين من يتطوع لأن لديه إرادة تقديم الرعاية للآخرين، فنية وقناعات الإنسان تصنع الفارق، ولذا يجب أن يكون من ركائز التربية من قبل الوالدين والمدرسة تدريب النشء على حس الرعاية، فهذا ما يجعلهم أكثر نضجا وإيجابية ويحصنهم من الأنماط الأنانية النرجسية السلبية التي تسبب الشقاء للآخرين بخاصة المقربين، فالأبناء الأنانيون الذين يتخلون عن رعاية آبائهم لم يتلقوا تعليما وتدريبا على حس الرعاية منذ الصغر، حيث التعليم كالنقش على الحجر كما يقول المثل، ولذا لم يتجاوزوا غرائز الأنانية النرجسية التي تريد أن تأخذ ولا تعطي بالمقابل، وعندما يتزوجون يبقون غير متحملين لمسؤولية رعاية الأسرة كما في حال كثير من الآباء الذين يقضون يومهم بالاستراحات ولا يعرفون شيئا عن دراسة أبنائهم ولا يقضون معهم أي وقت، ويعاملون المنزل كأنه فندق لا يرجعون إليه إلا للنوم، وهذا يعلم الأبناء نمط التخلي عن رعاية الآخرين، ولذا هو يصنع العقوق ويحرمهم من بناء علاقة عاطفية ونفسية مع الآباء.
حس الرعاية وإن كان واجبا عائليا واجتماعيا وعمليا فهو قبل ذلك فضيلة شخصية يجب أن يتحلى بها الإنسان، وعدم تحليه بها يبقيه بمستوى النضج النفسي المراهق طوال حياته، فنوعية وعي الإنسان وقناعاته هي ما يكسبه النضج ويجعله يتجاوز عقلية ونفسية المراهقة وليس عدد سنين عمره.