في دمي سكر!!
الأربعاء - 30 أكتوبر 2024
Wed - 30 Oct 2024
تلعب التوعية الصحية دورا كبيرا في تعريف أفراد المجتمعات في جميع دول العالم بالأمراض وكيفية الوقاية منها، وخصوصا تلك الأمراض التي يمكن تجنبها والوقاية منها، ومنها على سبيل المثال داء السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة والعوامل الأخرى التي تساعد وتعزز من الوصول إلى الإصابة، وقبلها بالطبع هناك مرحلة تحذيرية وتنبيهية للفرد بإنه بحاجة ماسة إلى تصحيح نمط حياته في جوانب التغذية الصحية والرياضة والحركة لتخفيف الوزن إلى أن يتم تصحيح مساره كثيرا في تجنب الوصول إلى مرض السكري، وهنا ندرك أهمية الوقاية في حياة الإنسان لتفادي وتجنب الأمراض.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة هو سؤال وردني في رسالة من أحد الأشخاص يقول فيها: بدأت أشكو منذ أيام بسيطة من ظهور بعض الأعراض مثل العطش الشديد وكثرة التبول وتقلب المزاج والشعور بعض الأحيان بأعراض الدوخان، وتوجهت إلى الطبيب الذي أوصى في حينه بإجراء تحليل سكر الدم وتحليل آخر في اليوم التالي في حالة الصيام، وذلك لرصد المؤشرات الرقمية لنسبة سكر الدم، وكانت النتائج غير مبشرة، إذ اتضح عدم استقرار سكر دمي وصعود أرقامه للأعلى، وقال لي الطبيب بطريقة طريفة "في دمك سكر" والسبب السمنة التي أشكو منها، والآن عليك باتباع نمط صحي وخطة علاجية مع تناول الدواء الموصوف.
ويستكمل السائل رسالته: بصراحة يا دكتور عندما عرفت بمرضي انتابتني حالة غريبة ومخاوف وتوتر، ولا سيما أن بعض أصدقائي الذين أصيبوا بالسكري تعرضوا لمشاكل ومضاعفات وصلت إلى حد البتر وتدهور شبكية العين ومشاكل في الكلى، فبماذا تنصحوني يا دكتور حتى أتجنب كل المشاكل التي ذكرتها؟
أولا: سلامتك وخطاك السوء، ما شعرت به من توتر ومخاوف بسبب معرفتك بالإصابة السكرية هو رد فعل طبيعي وقد يختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يتعرض لخليط من المشاعر يشوبها الخوف والقلق حول إمكانية تعرضه لمضاعفات مستقبلا بسبب المرض - لا سمح الله -، ولكن جميع هذه المشاعر تظل مؤقتة، لذا خير ما أنصحك به هو أن تكون شخصا إيجابيا في مواجهة المرض وأن تتقيد بالنصائح والخطة العلاجية، بمعنى التعايش السلمي مع المرض.
ثانيا: طالما شخصت حالتك بالسكري النمط الثاني أي غير المعتمد على الإنسولين فقد أصبح الأمر واقعا ويجب مجاراته عبر اتباع الخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب المعالج حتى تتجنب أي مضاعفات مرتبطة بالمرض.
ثالثا: عدم الالتفات إلى ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي عن تجارب بعض المجتهدين حول مرض السكري واستخدام الأعشاب وتجاربهم الوهمية ووجود علاجات نهائية لمرضى السكري وجميع ما يذهب إليه هؤلاء المجتهدون هو مجرد تضليل وتسويق الوهم للمرضى، ففي الأخير لا علاج للسكري إلا ما حدده الطب القائم على البراهين، والحرص على استقاء المعلومات من الطبيب المعالج والمصادر الصحية الرسمية.
الطبيب عادة ما يبدأ علاج مريض السكري من النوع الثاني بتقليل وزنه وممارسة الرياضة وتعديل نمط حياته، أي تغيير العوامل التي تؤدي لحدوث المرض، وهذا يفسر سبب تسمية هذا المرض باسم السكري غير المعتمد على الإنسولين، إذ توجد مجموعة من العوامل المرتبطة بذلك وهي زيادة الوزن، قلة النشاط الجسدي والخمول، التغذية غير الصحية، بجانب عامل الوراثة فاحتمالية المرض تزداد إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أو أحد الإخوة مصابا بالسكري من النوع الثاني.
ومن هنا.. فليس هناك أخي العزيز ما يدعوك للقلق والخوف، بل يجب عليك الآن تبني فكرة بأن السكري بعيدا عن كونه مرضا هو حالة صحية يجب عليك أن تتعايش معها وتلائم لها ما يناسبها، فالسكري لا يدعوك إلى تجنب كل من حولك، بل بالعكس تماما عليك بممارسة حياتك الطبيعية بكل همة ونشاط والالتزام بكل الوصايا الصحية التي تحميك - بإذن الله - من تفاقم أعراض المرض.
أخيرا.. هناك عدة نقاط تعزز التعايش مع مرض السكري وهي: اتباع نظام غذائي صحي من خلال تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم، واختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف ومنخفضة في السعرات الحرارية والدهون المشبعة والكولسترول، وأيضا ممارسة النشاط البدني، فذلك يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الجسم للإنسولين، بالإضافة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم من خلال تسجيل القراءات وتقديمها للمعالج لتقييم العلاج ومتابعة وضع المريض، وبجانب ذلك الحرص على تناول الأدوية بانتظام، تجنب التوتر والقلق، ومراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة وتقييم العلاج إذا لزم ذلك.
كما لا يفوتني أن أنصح الأفراد الذين يشكون من زيادة الوزن بتصحيح نمط حياتهم، إذ يمكن منع مرض السكري من النوع الثاني أو تأخيره من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، حيث تظهر الأبحاث أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 58% من خلال فقدان 7% من وزن الجسم، ممارسة الرياضة باعتدال مثل المشي السريع بما يعادل 30 دقيقة في اليوم، أي خمسة أيام في الأسبوع أي 150 دقيقة أسبوعيا وما زاد فهو خير وبركة.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة هو سؤال وردني في رسالة من أحد الأشخاص يقول فيها: بدأت أشكو منذ أيام بسيطة من ظهور بعض الأعراض مثل العطش الشديد وكثرة التبول وتقلب المزاج والشعور بعض الأحيان بأعراض الدوخان، وتوجهت إلى الطبيب الذي أوصى في حينه بإجراء تحليل سكر الدم وتحليل آخر في اليوم التالي في حالة الصيام، وذلك لرصد المؤشرات الرقمية لنسبة سكر الدم، وكانت النتائج غير مبشرة، إذ اتضح عدم استقرار سكر دمي وصعود أرقامه للأعلى، وقال لي الطبيب بطريقة طريفة "في دمك سكر" والسبب السمنة التي أشكو منها، والآن عليك باتباع نمط صحي وخطة علاجية مع تناول الدواء الموصوف.
ويستكمل السائل رسالته: بصراحة يا دكتور عندما عرفت بمرضي انتابتني حالة غريبة ومخاوف وتوتر، ولا سيما أن بعض أصدقائي الذين أصيبوا بالسكري تعرضوا لمشاكل ومضاعفات وصلت إلى حد البتر وتدهور شبكية العين ومشاكل في الكلى، فبماذا تنصحوني يا دكتور حتى أتجنب كل المشاكل التي ذكرتها؟
أولا: سلامتك وخطاك السوء، ما شعرت به من توتر ومخاوف بسبب معرفتك بالإصابة السكرية هو رد فعل طبيعي وقد يختلف من شخص لآخر، فالبعض قد يتعرض لخليط من المشاعر يشوبها الخوف والقلق حول إمكانية تعرضه لمضاعفات مستقبلا بسبب المرض - لا سمح الله -، ولكن جميع هذه المشاعر تظل مؤقتة، لذا خير ما أنصحك به هو أن تكون شخصا إيجابيا في مواجهة المرض وأن تتقيد بالنصائح والخطة العلاجية، بمعنى التعايش السلمي مع المرض.
ثانيا: طالما شخصت حالتك بالسكري النمط الثاني أي غير المعتمد على الإنسولين فقد أصبح الأمر واقعا ويجب مجاراته عبر اتباع الخطة العلاجية الموضوعة من قبل الطبيب المعالج حتى تتجنب أي مضاعفات مرتبطة بالمرض.
ثالثا: عدم الالتفات إلى ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي عن تجارب بعض المجتهدين حول مرض السكري واستخدام الأعشاب وتجاربهم الوهمية ووجود علاجات نهائية لمرضى السكري وجميع ما يذهب إليه هؤلاء المجتهدون هو مجرد تضليل وتسويق الوهم للمرضى، ففي الأخير لا علاج للسكري إلا ما حدده الطب القائم على البراهين، والحرص على استقاء المعلومات من الطبيب المعالج والمصادر الصحية الرسمية.
الطبيب عادة ما يبدأ علاج مريض السكري من النوع الثاني بتقليل وزنه وممارسة الرياضة وتعديل نمط حياته، أي تغيير العوامل التي تؤدي لحدوث المرض، وهذا يفسر سبب تسمية هذا المرض باسم السكري غير المعتمد على الإنسولين، إذ توجد مجموعة من العوامل المرتبطة بذلك وهي زيادة الوزن، قلة النشاط الجسدي والخمول، التغذية غير الصحية، بجانب عامل الوراثة فاحتمالية المرض تزداد إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أو أحد الإخوة مصابا بالسكري من النوع الثاني.
ومن هنا.. فليس هناك أخي العزيز ما يدعوك للقلق والخوف، بل يجب عليك الآن تبني فكرة بأن السكري بعيدا عن كونه مرضا هو حالة صحية يجب عليك أن تتعايش معها وتلائم لها ما يناسبها، فالسكري لا يدعوك إلى تجنب كل من حولك، بل بالعكس تماما عليك بممارسة حياتك الطبيعية بكل همة ونشاط والالتزام بكل الوصايا الصحية التي تحميك - بإذن الله - من تفاقم أعراض المرض.
أخيرا.. هناك عدة نقاط تعزز التعايش مع مرض السكري وهي: اتباع نظام غذائي صحي من خلال تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم، واختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف ومنخفضة في السعرات الحرارية والدهون المشبعة والكولسترول، وأيضا ممارسة النشاط البدني، فذلك يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الجسم للإنسولين، بالإضافة إلى مراقبة مستويات السكر في الدم من خلال تسجيل القراءات وتقديمها للمعالج لتقييم العلاج ومتابعة وضع المريض، وبجانب ذلك الحرص على تناول الأدوية بانتظام، تجنب التوتر والقلق، ومراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة الحالة وتقييم العلاج إذا لزم ذلك.
كما لا يفوتني أن أنصح الأفراد الذين يشكون من زيادة الوزن بتصحيح نمط حياتهم، إذ يمكن منع مرض السكري من النوع الثاني أو تأخيره من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، حيث تظهر الأبحاث أنه يمكن تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 58% من خلال فقدان 7% من وزن الجسم، ممارسة الرياضة باعتدال مثل المشي السريع بما يعادل 30 دقيقة في اليوم، أي خمسة أيام في الأسبوع أي 150 دقيقة أسبوعيا وما زاد فهو خير وبركة.