هل تصلح التجارب ما سقط منا على طريق المعرفة؟
الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024
Tue - 29 Oct 2024
في الواقع لا تغني التجربة عن المعرفة ولا تغني المعرفة أيضا عن التجربة، فلكل منهما صناعته التي يصنعها في عقولنا وفي نفوسنا، ولا يمكننا إدارة الحياة والعمل بالتجربة وحدها ولا بالمعرفة وحدها، ولكن أيهما أهم لنضمن استمرارية تفوقنا وريادتنا على مستوى الذات والمجتمع؟
كما أن لكل عنصر من عناصر بنائنا (المعرفة والتجربة) دوره، فإن شواهد الحياة تثبت يوما بعد آخر أن المعرفة تربح في سباق التنافس مع التجربة، لأن المعرفة تقدم لنا أيضا تجارب الآخرين وتعرفنا بها، وتنقل المعرفة الإنسان قليل الخبرة إلى مرحلة فهم عدد من التجارب المحلية والعالمية، مستفيدا أيضا من ما سيقرأه من نقد وتحليل لتلك التجارب، على عكس التجارب الذاتية التي قد تكون في بعض الأحيان مشوشة أو غير مفهومة بشكل كامل.
مع ذلك ستظل التجربة الذاتية مهمة لأنها تبني فينا العلاقة بين العقل والانفعالات، وتساعدنا لكي نتدرب على ضبط أحوالنا في مواقف الحياة المتعددة، وتتيح لنا معرفة ردود أفعال الآخرين، ما يبني لدينا في النهاية القدرة على إدارة السلوك، وهي القدرة التي لا توفرها لنا بشكل موسع أو تطبيقي المعرفة!
أيهما أهم؟ هذا سؤال الإجابة عنه تتعلق بكل موقف على حدة. عندما نتناول قضايا مثل دور المعرفة في بناء الإنسان وبناء المؤسسة، فنحن بكل تأكيد نحتاج إلى المعرفة، ولكن عندما نتحدث عن دور القائد داخل المؤسسة، فنحن من دون شك نحتاج إلى حصيلة معرفية جنبا إلى جنب مع خبرة عملية حقيقية ممارسة.
على مستوى الأفراد الذين يسعون إلى البناء الذاتي، وتحسين فرص المستقبل، وتطوير الإمكانات الفردية، يمكن أن تلعب المعرفة دورا أهم في هذه المرحلة، لأن التجارب بطبعها بطيئة وتتطلب الكثير من الوقت، فهي نتاج حراك اجتماعي تفاعلي اتصالي كما هو معروف، والمعرفة كل يوم تتطور وتنتقل إلى مستويات مختلفة، وبسبب سرعة انتقالاتها فإنها لن تنتظر التجارب حتى تكتمل أو تنضج، لذا على مستوى تطوير الذات وتحسين قدراتك وإمكاناتك العملية، فلا شك أنك بحاجة إلى التركيز على المعرفة، والتأكد من أنك تحصل على المعرفة الصحيحة النوعيّة وليس الكميّة، وأنك تحصل عليها من المصادر الصحيحة.
ستظل المعرفة قاطرة لحياتنا جميعا، وستظل التجربة ذلك المسار الذي تسير فوقه تلك القاطرة، فبينما نحن في رحلة اكتساب المعرفة، ستنقلنا المعرفة نفسها إلى تجارب، ليتحد في النهاية طرفا تشكيل عقولنا وسلوكنا فينتج عنهما الإنسان الذي نسعى أن نكونه!
hananabid10@
كما أن لكل عنصر من عناصر بنائنا (المعرفة والتجربة) دوره، فإن شواهد الحياة تثبت يوما بعد آخر أن المعرفة تربح في سباق التنافس مع التجربة، لأن المعرفة تقدم لنا أيضا تجارب الآخرين وتعرفنا بها، وتنقل المعرفة الإنسان قليل الخبرة إلى مرحلة فهم عدد من التجارب المحلية والعالمية، مستفيدا أيضا من ما سيقرأه من نقد وتحليل لتلك التجارب، على عكس التجارب الذاتية التي قد تكون في بعض الأحيان مشوشة أو غير مفهومة بشكل كامل.
مع ذلك ستظل التجربة الذاتية مهمة لأنها تبني فينا العلاقة بين العقل والانفعالات، وتساعدنا لكي نتدرب على ضبط أحوالنا في مواقف الحياة المتعددة، وتتيح لنا معرفة ردود أفعال الآخرين، ما يبني لدينا في النهاية القدرة على إدارة السلوك، وهي القدرة التي لا توفرها لنا بشكل موسع أو تطبيقي المعرفة!
أيهما أهم؟ هذا سؤال الإجابة عنه تتعلق بكل موقف على حدة. عندما نتناول قضايا مثل دور المعرفة في بناء الإنسان وبناء المؤسسة، فنحن بكل تأكيد نحتاج إلى المعرفة، ولكن عندما نتحدث عن دور القائد داخل المؤسسة، فنحن من دون شك نحتاج إلى حصيلة معرفية جنبا إلى جنب مع خبرة عملية حقيقية ممارسة.
على مستوى الأفراد الذين يسعون إلى البناء الذاتي، وتحسين فرص المستقبل، وتطوير الإمكانات الفردية، يمكن أن تلعب المعرفة دورا أهم في هذه المرحلة، لأن التجارب بطبعها بطيئة وتتطلب الكثير من الوقت، فهي نتاج حراك اجتماعي تفاعلي اتصالي كما هو معروف، والمعرفة كل يوم تتطور وتنتقل إلى مستويات مختلفة، وبسبب سرعة انتقالاتها فإنها لن تنتظر التجارب حتى تكتمل أو تنضج، لذا على مستوى تطوير الذات وتحسين قدراتك وإمكاناتك العملية، فلا شك أنك بحاجة إلى التركيز على المعرفة، والتأكد من أنك تحصل على المعرفة الصحيحة النوعيّة وليس الكميّة، وأنك تحصل عليها من المصادر الصحيحة.
ستظل المعرفة قاطرة لحياتنا جميعا، وستظل التجربة ذلك المسار الذي تسير فوقه تلك القاطرة، فبينما نحن في رحلة اكتساب المعرفة، ستنقلنا المعرفة نفسها إلى تجارب، ليتحد في النهاية طرفا تشكيل عقولنا وسلوكنا فينتج عنهما الإنسان الذي نسعى أن نكونه!
hananabid10@