هل كامالا هاريس هي رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية المقبلة؟
الأحد - 27 أكتوبر 2024
Sun - 27 Oct 2024
لو فازت السيدة كامالا هاريس بمنصب رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية فسوف يكون هذا تطورا تاريخيا لم يسبق له مثيل لأنها سوف تصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب، بالإضافة سوف تكون أول سيدة سوداء أيضا من أصول آسيوية وهندية تعتلي العرش السياسي للولايات المتحدة، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه هو هل ستفوز كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر عقدها الثلاثاء الموافق الخامس من نوفمبر لعام 2024؟
تقتضي الإجابة عن هذا السؤال طرح كل العوامل التي هي في مصلحة كامالا هاريس، والتي أيضا هي ضدها. هي في منصب هام ونائبة لرئيس الجمهورية وأيضا هي المرشحة الرسمية من قبل الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس. كما أنها اختارت حاكم ولاية مينيسوتا السيد تيم والز الذي يدعم فرصها في الفوز بالولايات المتأرجحة. كما تبرز السيدة هاريس قدرتها على الحصول على العديد من الأموال التي تمكنها من دعم قدراتها على إقامة الدعاية التي تهاجم منافسها الرئيس دونالد ترامب، وأيضا إقامة الدعاية التي تدعو إلى انتخابها. كما تشير استطلاعات الرأي العام إلى تفوقها على ترامب على مستوى التصويت الشعبي وأيضا في العديد من الولايات التي يحتاج كلا المرشحين للفوز بهم لضمان الوصول للبيت الأبيض. هناك أيضا استطاعتها تحقيق شعبية بعد دخولها المعركة الانتخابية بالمقارنة بما كان عليه حال الرئيس الحالي جو بايدن. وتشير عدة تقارير صحفية إلى أنها قد ربحت المناظرة التي واجهت فيها الرئيس ترامب، والتي شاهدها الملايين من الأمريكيين. لا شك أن كل هذه المعطيات سوف تساعد كامالا هاريس في أن تهزم دونالد ترامب.
لكن من الناحية الأخرى، هناك عوامل قد تضعف من فوز كامالا هاريس بمنصب رئيسة الجمهورية. أحد تلك العوامل هو كثرة الإشارة إلى أنها تؤيد حق المرأة في الإجهاض. ووصل الأمر إلى أنها تذكر هذا الموقف السياسي في كل إعلان ينشر أو يذاع من قبل حملتها الانتخابية. وهذا يدعو إلى تساؤلات عديدة منها على سبيل المثال: هل الانتخابات الرئاسية الحالية هي فقط خاصة بقضية الإجهاض عند المرأة، دون التعرض للعديد من القضايا التي تشغل الملايين من الأمريكيين وأيضا من دول اخرى في كافة أنحاء العالم؟ قد يتفق الكثير من النساء وبالذات من هم في أعمار صغيرة مع السيدة كامالا هاريس في دعوتها لإباحة الإجهاض. لكن قد يختلف الكثير معها أيضا من النساء في ضرورة منح المرأة حق قتل جنينها. وفي الحقيقة أن الرئيس ترامب نفسه قال عدة مرات إنه لن يصدر قرارا بمنع الإجهاض بل هو الرئيس الذي أعطى الأولوية في هذا الأمر لحكومات وأجهزة القضاء في الولايات الأمريكية المختلفة. لكن تصر السيدة هاريس على تصوير منع المرأة من حقها في قتل الجنين على أنه أمر مأساوي يهدد صحة الأم وحياتها وصحة الجنين أيضا.
وفي هذا المضمار، طالما تذكر السيدة كامالا هاريس قصة سيدة كانت صغيرة في العمر وبسبب القيود على الإجهاض لم تستطع التخلص من الجنين وأصبحت صحتها في خطر، وأدى هذا إلى وفاتها في عمر مبكر. لكن الغالبية العظمى من حالات الإجهاض لا تتم بهذه الطريقة الصعبة والشنيعة، لأن هناك تدخلا مبكرا من قبل الأسرة، ومن قبل الجهات الطبية المختصة، والتي تسعى لسلامة صحة المرأة الحامل وأيضا صحة الجنين إلى أن تتم الولادة بصورة طبيعية.
مما لا شك فيه أن السيدة هاريس سوف تستمر في الدعوة للتأكيد على حق المرأة في الإجهاض. وهذا يلقي بدوره عدة تساؤلات عن قدرة مرشحة الحزب الديموقراطي على جذب أصوات الكثير من الناخبين من أصحاب التوجه المحافظ. إن الحزب الديموقراطي لدى قطاع كبير من الناخبين من أصحاب الآراء السياسية المحافظة. وهذا موضوع تعرضت له صحيفة "بوليتيكو" التي تتناول الكثير من القضايا السياسية. ذكرت الصحيفة أن ولاية بنسلفانيا وبالتحديد في مناطق الشمال الشرقي فيها يسكنها العديد من المحافظين الديموقراطيين والذين هم من الملتزمين دينيا، وبالتالي لن تستطيع كامالا هاريس أن تكسب أصواتهم. ولو علمنا أن نجاح كامالا هاريس يتوقف على أن تربح ولاية بنسلفانيا، لاستدركنا مستخدمين مناهج التحليل السياسي المتعددة بأن خسارة كامالا هاريس للسباق نحو البيت الأبيض قد تكون بسبب تصويت هذه الولاية للرئيس دونالد ترامب.
كما أن بعض المواقف التي تمت من قبل هاريس قد تثير الشكوك حولها. هي مثلا لا تعطي أحاديث صحفية إلا نادرا. وحتى عندما أجرت أحاديث صحفية كانت إجابتها مختصرة وعامة. وهذا ما دعا أحد كتاب صحيفة النيويورك تايمز لوصف إجابات هاريس في الأحاديث الصحفية بأنها "مراوغة كالطرق الدائرية." ومن ثم فإن هذا الأسلوب من قبل كامالا هاريس قد يدفع الكثيرين بعدم التصويت لها لأنهم لا يعرفون ما هي مواقفها تجاه أمور كثيرة خاصة بحياتهم وحاضرهم ومستقبلها.
لدى السيدة هاريس عدة آراء خاصة بالسياسة الدولية. أثناء خطابها في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي ذكرت أن القرن الحادي والعشرين سوف يكون مسعى الولايات المتحدة للتفوق وهزيمة الصين. معنى هذا أن سياسة الولايات المتحدة ستقتضي تكوين تحالفات دولية وإقليمية من أجل تحقيق انتصارات على جمهورية الصين الشعبية. وهذا ليس مسعى حميدا لأنه سوف يجعل أمريكا تطالب معظم دول العالم بأن تكون في صفها في مواجهاتها المتكررة والمتوقعة مع الصين. وقد يعني هذا تحويل منطقة الشرق الاوسط والخليج إلى ساحة صراع استراتيجي ما بين أمريكا والصين. هذا أمر ليس في مصلحة حكومات وشعوب دول الشرق الأوسط والخليج.
كما تفضل السيدة هاريس أن تعود أمريكا مرة أخرى للالتزام بالاتفاق النووي مع إيران. وقد انتقدت أيضا سلوك إسرائيل في الضفة الغربية. لكن للأسف، قامت السيدة كامالا هاريس بشن هجوم على المملكة العربية السعودية وطالبتها بوقف الحرب في اليمن. كما ذكرت أن على الولايات المتحدة أن ترسخ من قيمها ومبادئها في تعاملاتها مع المملكة وبالذات قضايا حقوق الإنسان. وهنا يجب الرد على السيدة هاريس. إن التدخل السعودي في اليمن كان لوقف تدخل قوى أجنبية أخرى والتي هي السبب في الحروب الداخلية في هذا البلد. أما عن قضية حقوق الإنسان، فإن السعودية توفر وبسخاء الحقوق الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأساسية من حق السكن وحق التعليم والصحة والحصول على عمل بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية. هذه الحقوق الرئيسية غير متوفرة في الولايات المتحدة للملايين من الأمريكيين.
لدى السيدة هاريس فرصة للفوز بالبيت الأبيض، لكن من الواضح أنها تضع بنفسها عراقيل لشخصها لن تجعلها قادرة على الفوز بمنصب الرئاسة.
تقتضي الإجابة عن هذا السؤال طرح كل العوامل التي هي في مصلحة كامالا هاريس، والتي أيضا هي ضدها. هي في منصب هام ونائبة لرئيس الجمهورية وأيضا هي المرشحة الرسمية من قبل الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس. كما أنها اختارت حاكم ولاية مينيسوتا السيد تيم والز الذي يدعم فرصها في الفوز بالولايات المتأرجحة. كما تبرز السيدة هاريس قدرتها على الحصول على العديد من الأموال التي تمكنها من دعم قدراتها على إقامة الدعاية التي تهاجم منافسها الرئيس دونالد ترامب، وأيضا إقامة الدعاية التي تدعو إلى انتخابها. كما تشير استطلاعات الرأي العام إلى تفوقها على ترامب على مستوى التصويت الشعبي وأيضا في العديد من الولايات التي يحتاج كلا المرشحين للفوز بهم لضمان الوصول للبيت الأبيض. هناك أيضا استطاعتها تحقيق شعبية بعد دخولها المعركة الانتخابية بالمقارنة بما كان عليه حال الرئيس الحالي جو بايدن. وتشير عدة تقارير صحفية إلى أنها قد ربحت المناظرة التي واجهت فيها الرئيس ترامب، والتي شاهدها الملايين من الأمريكيين. لا شك أن كل هذه المعطيات سوف تساعد كامالا هاريس في أن تهزم دونالد ترامب.
لكن من الناحية الأخرى، هناك عوامل قد تضعف من فوز كامالا هاريس بمنصب رئيسة الجمهورية. أحد تلك العوامل هو كثرة الإشارة إلى أنها تؤيد حق المرأة في الإجهاض. ووصل الأمر إلى أنها تذكر هذا الموقف السياسي في كل إعلان ينشر أو يذاع من قبل حملتها الانتخابية. وهذا يدعو إلى تساؤلات عديدة منها على سبيل المثال: هل الانتخابات الرئاسية الحالية هي فقط خاصة بقضية الإجهاض عند المرأة، دون التعرض للعديد من القضايا التي تشغل الملايين من الأمريكيين وأيضا من دول اخرى في كافة أنحاء العالم؟ قد يتفق الكثير من النساء وبالذات من هم في أعمار صغيرة مع السيدة كامالا هاريس في دعوتها لإباحة الإجهاض. لكن قد يختلف الكثير معها أيضا من النساء في ضرورة منح المرأة حق قتل جنينها. وفي الحقيقة أن الرئيس ترامب نفسه قال عدة مرات إنه لن يصدر قرارا بمنع الإجهاض بل هو الرئيس الذي أعطى الأولوية في هذا الأمر لحكومات وأجهزة القضاء في الولايات الأمريكية المختلفة. لكن تصر السيدة هاريس على تصوير منع المرأة من حقها في قتل الجنين على أنه أمر مأساوي يهدد صحة الأم وحياتها وصحة الجنين أيضا.
وفي هذا المضمار، طالما تذكر السيدة كامالا هاريس قصة سيدة كانت صغيرة في العمر وبسبب القيود على الإجهاض لم تستطع التخلص من الجنين وأصبحت صحتها في خطر، وأدى هذا إلى وفاتها في عمر مبكر. لكن الغالبية العظمى من حالات الإجهاض لا تتم بهذه الطريقة الصعبة والشنيعة، لأن هناك تدخلا مبكرا من قبل الأسرة، ومن قبل الجهات الطبية المختصة، والتي تسعى لسلامة صحة المرأة الحامل وأيضا صحة الجنين إلى أن تتم الولادة بصورة طبيعية.
مما لا شك فيه أن السيدة هاريس سوف تستمر في الدعوة للتأكيد على حق المرأة في الإجهاض. وهذا يلقي بدوره عدة تساؤلات عن قدرة مرشحة الحزب الديموقراطي على جذب أصوات الكثير من الناخبين من أصحاب التوجه المحافظ. إن الحزب الديموقراطي لدى قطاع كبير من الناخبين من أصحاب الآراء السياسية المحافظة. وهذا موضوع تعرضت له صحيفة "بوليتيكو" التي تتناول الكثير من القضايا السياسية. ذكرت الصحيفة أن ولاية بنسلفانيا وبالتحديد في مناطق الشمال الشرقي فيها يسكنها العديد من المحافظين الديموقراطيين والذين هم من الملتزمين دينيا، وبالتالي لن تستطيع كامالا هاريس أن تكسب أصواتهم. ولو علمنا أن نجاح كامالا هاريس يتوقف على أن تربح ولاية بنسلفانيا، لاستدركنا مستخدمين مناهج التحليل السياسي المتعددة بأن خسارة كامالا هاريس للسباق نحو البيت الأبيض قد تكون بسبب تصويت هذه الولاية للرئيس دونالد ترامب.
كما أن بعض المواقف التي تمت من قبل هاريس قد تثير الشكوك حولها. هي مثلا لا تعطي أحاديث صحفية إلا نادرا. وحتى عندما أجرت أحاديث صحفية كانت إجابتها مختصرة وعامة. وهذا ما دعا أحد كتاب صحيفة النيويورك تايمز لوصف إجابات هاريس في الأحاديث الصحفية بأنها "مراوغة كالطرق الدائرية." ومن ثم فإن هذا الأسلوب من قبل كامالا هاريس قد يدفع الكثيرين بعدم التصويت لها لأنهم لا يعرفون ما هي مواقفها تجاه أمور كثيرة خاصة بحياتهم وحاضرهم ومستقبلها.
لدى السيدة هاريس عدة آراء خاصة بالسياسة الدولية. أثناء خطابها في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي ذكرت أن القرن الحادي والعشرين سوف يكون مسعى الولايات المتحدة للتفوق وهزيمة الصين. معنى هذا أن سياسة الولايات المتحدة ستقتضي تكوين تحالفات دولية وإقليمية من أجل تحقيق انتصارات على جمهورية الصين الشعبية. وهذا ليس مسعى حميدا لأنه سوف يجعل أمريكا تطالب معظم دول العالم بأن تكون في صفها في مواجهاتها المتكررة والمتوقعة مع الصين. وقد يعني هذا تحويل منطقة الشرق الاوسط والخليج إلى ساحة صراع استراتيجي ما بين أمريكا والصين. هذا أمر ليس في مصلحة حكومات وشعوب دول الشرق الأوسط والخليج.
كما تفضل السيدة هاريس أن تعود أمريكا مرة أخرى للالتزام بالاتفاق النووي مع إيران. وقد انتقدت أيضا سلوك إسرائيل في الضفة الغربية. لكن للأسف، قامت السيدة كامالا هاريس بشن هجوم على المملكة العربية السعودية وطالبتها بوقف الحرب في اليمن. كما ذكرت أن على الولايات المتحدة أن ترسخ من قيمها ومبادئها في تعاملاتها مع المملكة وبالذات قضايا حقوق الإنسان. وهنا يجب الرد على السيدة هاريس. إن التدخل السعودي في اليمن كان لوقف تدخل قوى أجنبية أخرى والتي هي السبب في الحروب الداخلية في هذا البلد. أما عن قضية حقوق الإنسان، فإن السعودية توفر وبسخاء الحقوق الإنسانية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأساسية من حق السكن وحق التعليم والصحة والحصول على عمل بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية. هذه الحقوق الرئيسية غير متوفرة في الولايات المتحدة للملايين من الأمريكيين.
لدى السيدة هاريس فرصة للفوز بالبيت الأبيض، لكن من الواضح أنها تضع بنفسها عراقيل لشخصها لن تجعلها قادرة على الفوز بمنصب الرئاسة.