ياسر عمر سندي

أهمية تجديد الهوية

الخميس - 24 أكتوبر 2024

Thu - 24 Oct 2024

من الطبيعي أن تكون لنا بصمة خاصة تميزنا عن غيرنا، ومن الضروري امتلاك وثائق رسمية ثبوتية للدلالة على ماهيتنا الحيوية البيولوجية والجندرية، كأسمائنا وجنسنا وجنسياتنا التي تدعمنا لما نحمله من شهادات وتخصصات ومهارات وما نقوم به من وظائف وحرف وهوايات مجتمعية؛ ولكن هنالك أهمية بالغة أن نصدر لذواتنا هوية نفسية خاصة نلجأ إليها كلما دعت الحاجة إلى إبرازها لكل ما يواجهنا من نقاط تحول حياتية وعقبات نفسية.

ما نعيشه في واقعنا الحالي المعاصر من تحديات عملية متسارعة وعلمية متنامية واجتماعية معقدة واقتصادية مقلقة وسياسية متذبذبة تندمج جميعها لتنعكس على الإنسان وبالتالي تجد طريقها كمخرجات مرهقة ومؤلمة ومشتتة على المستوى الفكري والنفسي والمشاعري، بالتالي فإن المستويات الثلاثة حينما تتأثر حتما ستنتقل إلى المستوى الجسدي فتؤثر على أعضائه بطريقة مباشرة وغير مباشرة تجبره على تلقي الصدمات ومن ثم حدوث الأزمات.

الهوية النفسية تتشكل من خلال تراكمات وخبرات طويلة جدا منذ ولادة الإنسان وحتى وفاته، والتي تعمل على تكوين مجموعة من الخصائص والسلوكيات التي تمكن الشخص من أن يتعرف على نفسه من خلالها، وكذلك يعرف مدى العلاقة الارتباطية بجماعة الأسرة والعائلة والقبيلة والرفاق والدولة التي ينتمي إليها، وبالتالي تعمل على تكوينه في جميع مراحله العمرية.

هذه الهوية النفسية لاشعورية بطبيعتها تحتاج لعنصر الوعي والمعرفة للوصول إلى حالة التحديث المستدام الذي يعمل كأسلوب وقائي وعلاجي يتسبب في تقليص الفجوة بين حالات الانفعال كالغضب والحزن والتوتر والانهزام التي يعيشها الفرد، وبين المواقف الحياتية المختلفة؛ الأمر الذي يحتم إلى وجود 6 آليات تجديد داعمة:
  1. الإقناع الذاتي الخفي: والذي يعتمد على حديث الروح وترديد العبارات واستجداء تخيلات جديرة بأن تنقذ من مواقف معينة؛ مثال ذلك، إذا حدث موقف سابق مع زميل وأغضبني ومن ثم واجهت موقفا مشابها مع زميل آخر، فإن تلك إشارة تصلني بوجوب استدعاء الموقف السابق من صندوق الخبرات لمعالجة الموقف اللاحق.
  2. الكلمات الإيحائية الإيجابية: مثل أنا أستطيع عمل ذلك لأن قدراتي وإمكاناتي تدفعني وتحفزني؛ أو بمشيئة الله سوف أجتاز هذه العقبة لإيماني الراسخ.
  3. اللوم النفسي الناعم: وذلك بمعاتبة النفس على تجاوزها والبعد عن جلد الذات باستشعار العفو والمغفرة.
  4. التحكم في الحوار: بتعزيز مفاتيح الجذب مع الآخرين، الابتسامة وتصدير الكلمات الجميلة وانتقاء المحتوى الحواري الهادف.
  5. تقنين لغة الجسد: في الصوت والوقفة والإيماءات وإرسال الإشارات لأن جميعها لغة تواصل واتصال.
  6. تعزيز الثقة: كلما أشعرت الآخرين بحضورك وتمكنك من الآليات السابقة كلما عززت الثقة لديهم وبالتالي تنعكس لديك.

    جودة الحياة تتطلب اتباع الآليات النفسية المهمة لبناء الوعي المعرفي والأهم المسارعة بتجديد الهوية النفسية قبل انتهائها والحصول على المخالفة المجتمعية.

Yos123Omar@