الملل والسقم واعتياد النعم
الخميس - 17 أكتوبر 2024
Thu - 17 Oct 2024
عندما تزور بعض البلدان النامية في آسيا أو أفريقيا ستجد مظاهر متفاوتة للحياة أبرزها الفقر والحاجة في العديد من المناطق والقرى.
فمن التحديات الكبيرة التي ستراها هي في جلب المياه النظيفة للشرب والغسيل والبحث عن المصادر المتاحة والتي قد تتطلب المشي على الأقدام لساعات وساعات في مختلف فصول السنة.
وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء وتوافر الإنارة للبيوت وأبسط التجهيزات لتلطيف الأجواء مع المشقة طوال أيام الشتاء في توفير معدات التدفئة ومنع مياه الأمطار من غمر البيوت والأثاث المتواجد فيه.
وتجد في بعض الأماكن استمرار مظاهر الخوف من قطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة والحشرات السامة وغيرها كثير من التحديات التي يعيشها الناس هنالك.
فالواحد لا يسأل هناك عن سرعة الإنترنت، وإنما يتمنى توافر المسكن المريح والكهرباء والمياه النظيفة والأمن.
وفي المقابل نجد أن الواحد فينا إذا أراد الماء فما عليه إلا أن يفتح الصنبور ويضبط درجة الماء البارد أو الحار، وإذا أردنا البرودة شغلنا التكييف والمراوح أو نشغل التدفئة عندما تنخفض درجات الحرارة.
ومشاورينا أغلبها بالسيارات والطائرات ومختلف وسائل النقل المريحة وهل بقي أحد يتنقل من منطقة لأخرى مشياً على الأقدام!!
وبينما نحن كذلك إذ بالأمن مستتب، وكلنا نأمن على بيوتنا وأرواحنا ونشتري جميع احتياجاتنا من المتاجر الكثيرة المتوافرة بيننا، وغيرها كثير من النعم التي لا نلتفت لها ولا نستشعر قيمتها.
ومع كل طفرة وزيادة بالنعم صرنا نطلب المزيد باستمرار، والقليل منا من يتأمل في ما عنده من النعم التي لا تعد ويحمد الله عليها وعلى توافرها بين يديه وسهولة الوصول إليها.
قال تعالى في سورة النحل (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم).
فمتى ستتوقف عن التذمر والشكوى وتحمد الله على ما لديك من نعم وخيرات؟ ومتى ستفيق من إلف النعم التي لديك وتترك الحسد والتطلع إلى ما في أيدي الآخرين؟
لا نقول لك اقنع ما لديك وتوقف عن السعي، بل استمر في السعي والعمل لتحسين واقعك ولكن احذر أن يعميك ذلك عن النظر لما تمتلك أو التفريط في النعم التي لا تعوض كنعمة الوالدين والأسرة والأبناء والصحة والدين.
فما قيمة أن تحصل على المزيد من المال أو المكانة وقد خسرت هذه النعم التي كانت بين يديك!!
أختم باقتباس ملهم للكاتب إسلام جمال من كتابه – لكنود – قال فيه "فأيًا كان ما نملكه معظمنا يتطلع للمزيد! لا من أجل تعمير الأرض أو الارتقاء بحياة أناس آخرين بل من أجل السعادة والرضا الذاتي، فنظل نتطلع ونبحث دون فائدة لأننا في الاتجاه الخطأ، فكيف لنا أن نجد السعادة إن كنا دائما نعلقها على إنجاز جديد فندفعها عنا أبعد وأبعد..".
muhamedishaq@
فمن التحديات الكبيرة التي ستراها هي في جلب المياه النظيفة للشرب والغسيل والبحث عن المصادر المتاحة والتي قد تتطلب المشي على الأقدام لساعات وساعات في مختلف فصول السنة.
وكذلك الأمر بالنسبة للكهرباء وتوافر الإنارة للبيوت وأبسط التجهيزات لتلطيف الأجواء مع المشقة طوال أيام الشتاء في توفير معدات التدفئة ومنع مياه الأمطار من غمر البيوت والأثاث المتواجد فيه.
وتجد في بعض الأماكن استمرار مظاهر الخوف من قطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة والحشرات السامة وغيرها كثير من التحديات التي يعيشها الناس هنالك.
فالواحد لا يسأل هناك عن سرعة الإنترنت، وإنما يتمنى توافر المسكن المريح والكهرباء والمياه النظيفة والأمن.
وفي المقابل نجد أن الواحد فينا إذا أراد الماء فما عليه إلا أن يفتح الصنبور ويضبط درجة الماء البارد أو الحار، وإذا أردنا البرودة شغلنا التكييف والمراوح أو نشغل التدفئة عندما تنخفض درجات الحرارة.
ومشاورينا أغلبها بالسيارات والطائرات ومختلف وسائل النقل المريحة وهل بقي أحد يتنقل من منطقة لأخرى مشياً على الأقدام!!
وبينما نحن كذلك إذ بالأمن مستتب، وكلنا نأمن على بيوتنا وأرواحنا ونشتري جميع احتياجاتنا من المتاجر الكثيرة المتوافرة بيننا، وغيرها كثير من النعم التي لا نلتفت لها ولا نستشعر قيمتها.
ومع كل طفرة وزيادة بالنعم صرنا نطلب المزيد باستمرار، والقليل منا من يتأمل في ما عنده من النعم التي لا تعد ويحمد الله عليها وعلى توافرها بين يديه وسهولة الوصول إليها.
قال تعالى في سورة النحل (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم).
فمتى ستتوقف عن التذمر والشكوى وتحمد الله على ما لديك من نعم وخيرات؟ ومتى ستفيق من إلف النعم التي لديك وتترك الحسد والتطلع إلى ما في أيدي الآخرين؟
لا نقول لك اقنع ما لديك وتوقف عن السعي، بل استمر في السعي والعمل لتحسين واقعك ولكن احذر أن يعميك ذلك عن النظر لما تمتلك أو التفريط في النعم التي لا تعوض كنعمة الوالدين والأسرة والأبناء والصحة والدين.
فما قيمة أن تحصل على المزيد من المال أو المكانة وقد خسرت هذه النعم التي كانت بين يديك!!
أختم باقتباس ملهم للكاتب إسلام جمال من كتابه – لكنود – قال فيه "فأيًا كان ما نملكه معظمنا يتطلع للمزيد! لا من أجل تعمير الأرض أو الارتقاء بحياة أناس آخرين بل من أجل السعادة والرضا الذاتي، فنظل نتطلع ونبحث دون فائدة لأننا في الاتجاه الخطأ، فكيف لنا أن نجد السعادة إن كنا دائما نعلقها على إنجاز جديد فندفعها عنا أبعد وأبعد..".
muhamedishaq@