الاختيار القيادي
الخميس - 17 أكتوبر 2024
Thu - 17 Oct 2024
القيادة تتطلب الوعي العام من ممارسيها بتحري درجة النضج وكمية الوهج اللذين يرفعان من أسلوب الإحاطة المثلى التي تعني المعرفة بالحد المطلوب بمجريات الأنشطة التخصصية والأحداث الحياتية، بحيث يصبح الشخص المؤهل فاهما ومدركا بمجاله.
من أحسن القصص بسورة يوسف والتي أجدها في الآية 54 تختزل مجمل أساسيات القيادة الواقعية من شخصية "المفوض" لشخصية "قابل التفويض" المبنية على معياري التمكين والأمانة لدعم الاختيار القيادي؛ قال تعالى "وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين".
نستدل على الشاهد القيادي الأول بأن معيار "التمكين" خارجي يأتي من المسؤول صاحب القرار بأن يمنح الشخص المرشح السلطة التي تساعده بأربعة أسس.
الأساس الأول "قال الملك"، تعكس لنا القوة ونستشعر من خلالها التوجيه المباشر والنفوذ السيادي الآمر اللذين يؤديان للتمكين المطلق.
الأساس الثاني "ائتوني به استخلصه لنفسي" وهو فعل مشابه لما يقوم به مسؤولو الاستقطاب والتعيين صائدو العقول “Headhunters” بالبحث عن صاحب الكفاءة والمعرفة ليكون من المقربين أصحاب المشورة والرأي لسببين، لما يتمتع به من القدرة والوعي اللذين يؤهلانه لتولي المهمة القيادية بالمتابعة الفورية والمرحلية والإنجاز بالتطبيق والتوثيق.
ومدلول الاستخلاص يعني المبادرة بإخراج شيء مهم من شيء أعم بمعنى التقط وأخرج المهارات المتميزة والمرغوبة من الشخصية العامة التي تليق بالمنصب لمنحه المكانة المقربة التي تشكل لديه الولاء والقوة لصقل الشخصية المناسبة للمكان المناسب.
الأساس الثالث "فلما كلمه" من هذا الشاهد نستدرك أن هنالك تفاوضا ونقاشا قد تم وجها لوجه بين صاحب القرار والمرشح للاستعداد بتولي المهمة التي تشابه في واقعنا المعاصر المقابلة الشخصية الخاصة للمناصب القيادية مع الشخص المستهدف، والتي ترتكز على التقييم المعنوي والمادي النفسي والجسدي المسبق ليتم فهم الشخصية واكتشاف جوانب الكاريزما المؤهلة التي تساعد على تولي زمام الأمور.
الأساس الرابع يأتي العرض المقدم من صاحب السلطة من هو في أعلى الهرم التنظيمي لتوقيع العقد الثنائي المبرم "قال إنك اليوم لدينا مكين أمين".
ننتقل للمعيار الثاني "الأمانة" وهي المعيار الداخلي الذاتي الذي يبرزه الشخص المرشح للمنصب باستعراض ما يمتلكه من مؤشرات كامنة وظاهرة تقنع الطرف الآخر بجهوزيته لتولي المنصب، والتي تبنى كذلك على أربعة أسس:
الأساس الأول: الصدق حيث كان مشاعا عن يوسف عليه السلام بيوسف الصديق.
الثاني: النزاهة، ويقال عن الشخص إنه نزيه بدلائل استقامته ووضوحه وخلوه من النقائص.
الثالث: العلم والمعرفة، وهي المعلومات والخبرات الحياتية التراكمية المكتسبة من الدراسة والعمل نظريا وتطبيقيا.
الرابع: الذكاء، القدرة على التفكير المجرد باستدراك الوقائع واستقراء الأحداث والسرعة بإيجاد الحلول.
وضوح الأساسات يساعد على رسم استراتيجية اختيار القيادة للمنظمات؛ والمهم وجود معياري التمكين بمنح الصلاحيات والأمانة باستعراض الممكنات، هما جناحا القيادة ومن المتطلبات الرئيسة لها، وغياب أي منهما سيؤثر سلبا على جميع المجريات اللاحقة؛ فالإخفاق في التمكين سيضعف الشخص المفوض في أخذ القرارات والإخفاق في الأمانة سيضيع الأخلاقيات.
Yos123Omar@
من أحسن القصص بسورة يوسف والتي أجدها في الآية 54 تختزل مجمل أساسيات القيادة الواقعية من شخصية "المفوض" لشخصية "قابل التفويض" المبنية على معياري التمكين والأمانة لدعم الاختيار القيادي؛ قال تعالى "وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين".
نستدل على الشاهد القيادي الأول بأن معيار "التمكين" خارجي يأتي من المسؤول صاحب القرار بأن يمنح الشخص المرشح السلطة التي تساعده بأربعة أسس.
الأساس الأول "قال الملك"، تعكس لنا القوة ونستشعر من خلالها التوجيه المباشر والنفوذ السيادي الآمر اللذين يؤديان للتمكين المطلق.
الأساس الثاني "ائتوني به استخلصه لنفسي" وهو فعل مشابه لما يقوم به مسؤولو الاستقطاب والتعيين صائدو العقول “Headhunters” بالبحث عن صاحب الكفاءة والمعرفة ليكون من المقربين أصحاب المشورة والرأي لسببين، لما يتمتع به من القدرة والوعي اللذين يؤهلانه لتولي المهمة القيادية بالمتابعة الفورية والمرحلية والإنجاز بالتطبيق والتوثيق.
ومدلول الاستخلاص يعني المبادرة بإخراج شيء مهم من شيء أعم بمعنى التقط وأخرج المهارات المتميزة والمرغوبة من الشخصية العامة التي تليق بالمنصب لمنحه المكانة المقربة التي تشكل لديه الولاء والقوة لصقل الشخصية المناسبة للمكان المناسب.
الأساس الثالث "فلما كلمه" من هذا الشاهد نستدرك أن هنالك تفاوضا ونقاشا قد تم وجها لوجه بين صاحب القرار والمرشح للاستعداد بتولي المهمة التي تشابه في واقعنا المعاصر المقابلة الشخصية الخاصة للمناصب القيادية مع الشخص المستهدف، والتي ترتكز على التقييم المعنوي والمادي النفسي والجسدي المسبق ليتم فهم الشخصية واكتشاف جوانب الكاريزما المؤهلة التي تساعد على تولي زمام الأمور.
الأساس الرابع يأتي العرض المقدم من صاحب السلطة من هو في أعلى الهرم التنظيمي لتوقيع العقد الثنائي المبرم "قال إنك اليوم لدينا مكين أمين".
ننتقل للمعيار الثاني "الأمانة" وهي المعيار الداخلي الذاتي الذي يبرزه الشخص المرشح للمنصب باستعراض ما يمتلكه من مؤشرات كامنة وظاهرة تقنع الطرف الآخر بجهوزيته لتولي المنصب، والتي تبنى كذلك على أربعة أسس:
الأساس الأول: الصدق حيث كان مشاعا عن يوسف عليه السلام بيوسف الصديق.
الثاني: النزاهة، ويقال عن الشخص إنه نزيه بدلائل استقامته ووضوحه وخلوه من النقائص.
الثالث: العلم والمعرفة، وهي المعلومات والخبرات الحياتية التراكمية المكتسبة من الدراسة والعمل نظريا وتطبيقيا.
الرابع: الذكاء، القدرة على التفكير المجرد باستدراك الوقائع واستقراء الأحداث والسرعة بإيجاد الحلول.
وضوح الأساسات يساعد على رسم استراتيجية اختيار القيادة للمنظمات؛ والمهم وجود معياري التمكين بمنح الصلاحيات والأمانة باستعراض الممكنات، هما جناحا القيادة ومن المتطلبات الرئيسة لها، وغياب أي منهما سيؤثر سلبا على جميع المجريات اللاحقة؛ فالإخفاق في التمكين سيضعف الشخص المفوض في أخذ القرارات والإخفاق في الأمانة سيضيع الأخلاقيات.
Yos123Omar@