ياسر عمر سندي

الموز علينا حق

الأربعاء - 09 أكتوبر 2024

Wed - 09 Oct 2024

من الأسباب المؤدية لتغذية العقل والجسد معنويا وعضويا للمساعدة بتعديل المزاج وشحن الطاقة والقدرة على استمرارية التفكير والإحساس بالنشوة بلا شك تناول الطعام؛ والأهم من ذلك انتقاء المفيد من الغذاء الصحي الذي يدعم جميع ما سبق.

ثمرة الموز بنانا أو banana في نطق اللغة الإنجليزية ومعظم اللغات الأجنبية؛ والأرجح أن لها جذورا عربية لأصل الكلمة، فيقال إصبع الموز وبنان الموز، وفي الآية الرابعة بسورة القيامة قال تعالى "بلى قادرين على أن نسوي بنانه" والبنان أصابع الإنسان.

من الجانب النفسي والطبي لهذه الفاكهة أثر إيجابي عظيم بتقوية المناعة المزاجية وتعزيز قابلية الإنجاز وحالة الاستعداد طوال اليوم، إذا تم تناول موزة واحدة صفراء في بداية النهار وأخرى بنهايته للشخص الطبيعي؛ وعلى العكس يفضل تناول موزة واحدة فقط خضراء في الفترة المسائية لمن يعانون من مرض السكري، ومن خلال عدد من التقارير الطبية والغذائية أجريت على مدار 40 عاما مضت، أفادت بأن الموز يؤدي إلى تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض معدل ضغط الدم، والحد من الإصابة بالسكتة الدماغية وتحسين عملية الهضم، وتقوية الجهاز الهضمي والأمعاء، وتعزيز صحة القولون، والمساعدة في تخفيف آلام قرحة المعدة، لاحتوائه على الألياف، كما أنه يمنع احتباس السوائل بالجسم ويدعم القدرة الجنسية وينشطها.

القشرة الداخلية المبطنة والمغلفة للحاء الأبيض تفيد في علاج الالتهابات والتقرحات الخفيفة والحساسية الموسمية؛ كذلك تركيبة ألياف الموز الداخلية خالية من البذور مما يسهل طريقة الأكل وانسيابيته.

من الجانب الاقتصادي يصنف الموز من فصيلة الأعشاب وينمو بطريقة التفافية على الفلقة الواحدة التي تتكاثر بانفصال الفرع عن الأصل، أو باستحداث تقنية الأنسجة النباتية التي تزيد من المحاصيل لدعم صادرات بعض الدول تجاريا وزراعيا محليا وخارجيا؛ وبطبيعة الحال يدخل الموز في صناعة مختلف المنتجات الغذائية الاستهلاكية الطازجة والمعلبة.

وعلى الصعيد الرياضي ينصح مختصو التغذية العلاجية بتناول الموز قبل وأثناء وبعد التمارين لاحتوائه على ثلاثة أنواع من السكريات الداعمة للطاقة السكروز والفركتوز والجلوكوز، بالإضافة لاحتوائه على معادن وفيتامينات مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والحديد، وذلك لدعم الصحة البدنية وسهولة انتقال الأوكسجين للدم وبالتالي المساعدة في مرونة العضلات وتخفيف حدوث الشد العضلي.

وعلى الجانب الإبداعي الفكري تسمى قديما فاكهة الفلاسفة وغذاء الحكماء؛ حيث يعمل الموز على حفز الأفكار وتوليدها وإبقائها في حالة نشاط مستدام وحضور تام بسبب إفراز السيروتين "هرمون السعادة".

ومن خلال استقصاء سابق يروي البعض أن رائحة الموز المتميزة ولونه الأخاذ بين الأخضر والأصفر يرتبطان بالذاكرة المشاعرية ويدخلان الفرح والسرور.

وأخيرا فإن رمزية ارتباط الموز بالقردة ليس سوى الاشتراك في البيئة الاستوائية نفسها فقط؛ مما يعني التصريح المريح بحب هذه الفاكهة الرائعة ورفع شعار الموز علينا حق.

Yos123Omar@