"السعرات الحرارية" وصحة أبنائنا 

تحدثت في مقالي السابق عن القرار الإيجابي الذي اتخذته وزارة التعليم بمنع 30 صنفا من الأطعمة والمشروبات في المقاصف المدرسية، والتي تعتبر مضرة بصحة أبنائنا الطلبة، فجميع الأصناف التي منعت بالفعل لا تشكل أي قيمة غذائية على صحة الفرد بل تتسبب في حدوث الكثير من المشاكل الصحية.

والقرار السابق تبعه تعليمات جديدة موجهة لمتعهدي المقاصف المدرسية بضرورة الالتزام بالسعرات الحرارية في الوجبات الغذائية المقدمة للطلاب، إذ بينت في الدليل المحدث للاشتراطات الصحية في المقاصف المدرسية، أن تكون الوجبات المقدمة للطلاب مبنية على نظام غذائي لا يتجاوز 1500 سعرة حرارية لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية في اليوم الدراسي كاملا، و2000 سعرة حرارية لطلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية، مع أهمية الالتزام باشتراطات المشروبات والأغذية والوجبات متوازنة العناصر الغذائية، وألا تتجاوز السعرات الحرارية للوجبة الواحدة 450 للمرحلة الابتدائية، و600 للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ولا تتجاوز 200 سعرة حرارية للمنتج الواحد، على أن تكون الدهون أقل من 30% من السعرات الحرارية، والدهون المشبعة أقل من 10% من السعرات الحرارية، والسكر الكلي أقل من 35% من السعرات الحرارية، والسكر المضاف أقل من 10% من السعرات الحرارية، والصوديوم أقل من 400 ملغم.

والواقع أن كلمة "السعرات الحرارية" تتردد على مسامع الجميع، ولكن الغالبية العظمى وخصوصا طلبة المدارس لا يدركون معناها أو المقصود بها، ورأيت من المهم أن أتناول هذا الموضوع في مقال هذا الأسبوع لكون السعرات الحرارية مرتبطة بارتفاع الوزن أو انخفاضه، فالجسم يحتاج إلى إمداد يومي من السعرات الحرارية التي تأتيه عبر الغذاء، ودونه لا تجد الخلايا الطاقة اللازمة لقيامها بوظائفها، ولذلك فإن الحصول على مقدار مناسب وملائم من السعرات الحرارية أمر أساسي للجميع.

والسعرات الحرارية "الكالوري" هي وحدة قياس كمية الطاقة في الطعام، والتي من خلالها يتمكن جسم الإنسان من الحركة والقيام بمختلف الأنشطة في حياته اليومية، وهناك متوسط للسعرات الحرارية التي يجب تناولها خلال اليوم لكل فرد، وطبعا تعتمد هذه الكمية على العديد من العوامل، مثل العمر والوزن والجنس والطول ومتوسط النشاط البدني، إذ يحتاج البالغون تقريبا إلى 2000 سعرة حرارية في المتوسط يوميا، وطبعا قد تختلف الاحتياجات الفردية من السعرات الحرارية من شخص لآخر، كما يحتاج الأطفال إلى ما يقارب 1800 سعرة حرارية في اليوم.

وقد يتساءل البعض: هل من المهم أن نعرف كمية السعرات الحرارية المتناولة يوميا؟

بالطبع نعم مهم للجميع، لأن معرفة كمية السعرات الحرارية في الأغذية المتناولة يوميا تساعد الإنسان في التحكم بالوزن، حيث إن زيادة استهلاك السعرات الحرارية يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، والتي بدورها تؤدي للعديد من الأمراض مثل: مرض السكري ومضاعفاته، أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، ولتفادي زيادة استهلاك المزيد من السعرات الحرارية يجب تناول الأطعمة الصحية وتفادي قدر الإمكان الوجبات السريعة والأغذية التي تحتوي على كميات عالية من الدهون والسعرات الحرارية، لذا فإن نوعية الطعام المستهلك لها دور كبير في التحكم بالسعرات الحرارية، ويمكن استخدام طرق طبخ لا تؤدي لزيادة السعرات الحرارية عند إعداد الأطعمة، مثل الشوي أو السلق، وينصح بالحد قدر الإمكان من تناول الأطعمة المقلية والتقليل من استخدام الدهون والزيوت في تحضير الوجبات، والحرص على تناول الخضار والفواكه يوميا، لكونها من الخيارات ذات محتوى سعرات حرارية أقل.

الخلاصة: يجب تناول الطعام الصحي الذي يفيد الجسم ولا يؤثر عليه بالأمراض، بجانب الحرص على ممارسة الرياضة، فأهم أضرار زيادة السعرات الحرارية في الجسم هي: الإصابة بالسمنة المفرطة وتراكم الدهون، التعرض للأمراض المزمنة نتيجة السمنة، أبرزها مرض القلب وتصلب الشرايين، زيادة فرص الإصابة بمرض السكر النوع الثاني بسبب البدانة، اضطرابات في الهرمونات والشعور بالتعب والإرهاق الشديد، صعوبة شديدة في الحركة وقلة في النشاط البدني والذهني، سهولة التعرض للأمراض النفسية مثل الاكتئاب والتوتر.