دردشات وألعاب الاتجار بالبشر
الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024
Tue - 08 Oct 2024
ليس كل ما يظهر هو نفسه ما يبطن في عالم البلاوي، وليس كل ترفيه بريء، ولا كل دعاية مجرد ترويج للعبة، أو موقع دردشة، قد نظنها تسلية وهي مصيدة ضخمة تقتنص من يجربونها، لمعاناة وقباحة تبلغ درجات الاتجار بالبشر.
نعم، اشطب من برواز عينك إغراءات دعاياتهم، ببنات جميلات وشباب وسيمين، وبعض ما سيصبح ورطة عمرك.
لا تصدق أنها دعاية تطبيق أو لعبة مسلية، أو دردشة تعارف بريئة، فهي تحاول جر "فداغة" المتابع، ليدخل ويسجل معلوماته، ثم يشخشخ جيوبه، رغم أنهم يصرحون بأنك لن تدفع مزيدا من الفلوس، عدى رسوم ضمان الخصوصية المزعومة، وقدرة استعراض صور المنغمسات والمنغمسين في وحل الإغواء، الكافية لجرجرة الغشيم بصور ملعوب فيها بالذكاء الاصطناعي لنساء لسن كالنساء، ملعوب في أصواتهن، ومقاسات أجسادهن، وخوارزميات تهبهن أضخم الصدور، وأعظم المؤخرات، والخصور المائلة، والبشرة الصافية، والملامح الخرافية، بعجب لا تراه ولو عشت رجبا.
مشغلو تلك المواقع جهات خارجية محترفة، واستخبارات دول تعمل بالظلام، وتبحث عما يعري الشخص، ويسرق صوره ومقاطعه، وهو في أرذل وأحقر أحواله، وتحويلها لمناطق قوة لهم، وكسر عين، وفضيحة يظلون بها يهددون، ويضغطون، ويبتزون حتى يجعلونه عبدا لهم.
نساء ورجال يدخلون بمغامرة التجربة، وما بعدها يكون مسارا مريعا، يتطور ويتفرع ويغري بالمشاركة الجسدية، وليس فقط عن البعد.
إغراءات، فمن تلين لهم، يمتلكونها جسدا وعقلا وروحا، ويجعلونها بحفنة ريالات تدور في الخواء، وتغادر الكرامة، ولا تعصى أوامرهم، يوجهونها لزبائن تتعلم معهم بيع جسدها، غافلة عن تصوير يزيد القيود، ويعاظم الابتزاز، ويحيلها لماكنة جنس بين أصابعهم يحركونها ويضغطون عليها، ولا يعودون يكتفون، إلا بعد أن يملها الزبائن.
إغراءات خيالية، ووعود بالثراء، وأحلام غباء متهورة متهاونة، تمر بمراحل التورط في المخدرات، لخلق عبودية مدمنة مكلكعة بالعقد، لا يخرجها من دوامتها إلا للموت.
الدردشات فترينات عرض صور، ومنطقة اختيار مغشوشة، وشبكات تصطاد الذكر والأنثى، والنتيجة تفريغ الشخص من كيانه، فلا يمتلك مصيره، ولا الخروج من الدوامة، والتي تبعده شيئا فشيئا عن قيمه وأسرته، وحياته، وعقله، ليرمي كل حباله وأقفاله بين أيدي شبكاتهم الإجرامية المنظمة، والتي لا تكتفي باللحم والعظم، بل تمتص الدماء والنقاء والأخلاق والكرامة والقيمة الإنسانية، وما يتبقى من حقوق إنسانية، لا تعود تحلم بها.
أعداؤنا لم يعودوا بعيدين عنا، دخلوا بيوتنا، وعاشروا وحدتنا، ومسحوا بالأرض كرامة من يلين لهم، ولو بفضول يقتل القطط.
كارثة نقوم بتوريط أنفسنا فيها، على هواتفنا، ومن مجرد إعلان غريب شد انتباهنا، وجعلنا نتهور بالتجريب، دون أن نمتلك الخبرة، والفهم والحيطة، بأننا لا نتعامل مع لعبة ودردشة، بقدر ما تلعب بنا قوى أجنبية، تتغلغل بيننا، وتقتل فينا المعاني وتمسح اعتزازنا بأنفسنا، وتحرك الغافل منا بأعين مغمضة، وبطرق لا تنتهي مفاجآتها.
وقليل من يخرج من التجربة دون فضيحة وفقد كرامة، ودون انحطاط وإذلال جسدي ونفسي وجنسي وابتزاز مالي يبلغ حد الانتحار للهروب من واقع أليم.
أنتم صاحبات وأصحاب القرار بداية، فلا تسمحوا لعصابات الاتجار بالبشر من دخول خصوصية حياتكم، ولو لثانية، فالبئر السحيق لا سلالم عودة من قعرها، ووحل الغرق يمثل النهاية.
shaheralnahari@
نعم، اشطب من برواز عينك إغراءات دعاياتهم، ببنات جميلات وشباب وسيمين، وبعض ما سيصبح ورطة عمرك.
لا تصدق أنها دعاية تطبيق أو لعبة مسلية، أو دردشة تعارف بريئة، فهي تحاول جر "فداغة" المتابع، ليدخل ويسجل معلوماته، ثم يشخشخ جيوبه، رغم أنهم يصرحون بأنك لن تدفع مزيدا من الفلوس، عدى رسوم ضمان الخصوصية المزعومة، وقدرة استعراض صور المنغمسات والمنغمسين في وحل الإغواء، الكافية لجرجرة الغشيم بصور ملعوب فيها بالذكاء الاصطناعي لنساء لسن كالنساء، ملعوب في أصواتهن، ومقاسات أجسادهن، وخوارزميات تهبهن أضخم الصدور، وأعظم المؤخرات، والخصور المائلة، والبشرة الصافية، والملامح الخرافية، بعجب لا تراه ولو عشت رجبا.
مشغلو تلك المواقع جهات خارجية محترفة، واستخبارات دول تعمل بالظلام، وتبحث عما يعري الشخص، ويسرق صوره ومقاطعه، وهو في أرذل وأحقر أحواله، وتحويلها لمناطق قوة لهم، وكسر عين، وفضيحة يظلون بها يهددون، ويضغطون، ويبتزون حتى يجعلونه عبدا لهم.
نساء ورجال يدخلون بمغامرة التجربة، وما بعدها يكون مسارا مريعا، يتطور ويتفرع ويغري بالمشاركة الجسدية، وليس فقط عن البعد.
إغراءات، فمن تلين لهم، يمتلكونها جسدا وعقلا وروحا، ويجعلونها بحفنة ريالات تدور في الخواء، وتغادر الكرامة، ولا تعصى أوامرهم، يوجهونها لزبائن تتعلم معهم بيع جسدها، غافلة عن تصوير يزيد القيود، ويعاظم الابتزاز، ويحيلها لماكنة جنس بين أصابعهم يحركونها ويضغطون عليها، ولا يعودون يكتفون، إلا بعد أن يملها الزبائن.
إغراءات خيالية، ووعود بالثراء، وأحلام غباء متهورة متهاونة، تمر بمراحل التورط في المخدرات، لخلق عبودية مدمنة مكلكعة بالعقد، لا يخرجها من دوامتها إلا للموت.
الدردشات فترينات عرض صور، ومنطقة اختيار مغشوشة، وشبكات تصطاد الذكر والأنثى، والنتيجة تفريغ الشخص من كيانه، فلا يمتلك مصيره، ولا الخروج من الدوامة، والتي تبعده شيئا فشيئا عن قيمه وأسرته، وحياته، وعقله، ليرمي كل حباله وأقفاله بين أيدي شبكاتهم الإجرامية المنظمة، والتي لا تكتفي باللحم والعظم، بل تمتص الدماء والنقاء والأخلاق والكرامة والقيمة الإنسانية، وما يتبقى من حقوق إنسانية، لا تعود تحلم بها.
أعداؤنا لم يعودوا بعيدين عنا، دخلوا بيوتنا، وعاشروا وحدتنا، ومسحوا بالأرض كرامة من يلين لهم، ولو بفضول يقتل القطط.
كارثة نقوم بتوريط أنفسنا فيها، على هواتفنا، ومن مجرد إعلان غريب شد انتباهنا، وجعلنا نتهور بالتجريب، دون أن نمتلك الخبرة، والفهم والحيطة، بأننا لا نتعامل مع لعبة ودردشة، بقدر ما تلعب بنا قوى أجنبية، تتغلغل بيننا، وتقتل فينا المعاني وتمسح اعتزازنا بأنفسنا، وتحرك الغافل منا بأعين مغمضة، وبطرق لا تنتهي مفاجآتها.
وقليل من يخرج من التجربة دون فضيحة وفقد كرامة، ودون انحطاط وإذلال جسدي ونفسي وجنسي وابتزاز مالي يبلغ حد الانتحار للهروب من واقع أليم.
أنتم صاحبات وأصحاب القرار بداية، فلا تسمحوا لعصابات الاتجار بالبشر من دخول خصوصية حياتكم، ولو لثانية، فالبئر السحيق لا سلالم عودة من قعرها، ووحل الغرق يمثل النهاية.
shaheralnahari@