نبيل عبدالحفيظ الحكمي

قيادة النمو.. في السوق الدوائي العالمي

الخميس - 03 أكتوبر 2024

Thu - 03 Oct 2024

في عام 2024 أظهرت أسواق الأسهم أنماطا مميزة في أداء شركات الأدوية بناء على قيمتها السوقية.

وفقا للبيانات، تفوقت الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة والضخمة على نظيراتها ذات القيمة المتوسطة.

عزيزي القارئ، سوف نستعرض في هذا المقال الأسباب وراء هذا الاتجاه ونستكشف تأثيراته على المستثمرين.

شهدت الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة نسبيا والتي تقل عن 100 مليون دولار، انتعاشا قويا في 2024 مع تحقيق نمو بنسبة تجاوزت الـ10%، حيث تركز العديد من الشركات الصغيرة في قطاع الصناعات الدوائية على التقنيات الابتكارية، سواء كان ذلك في تطوير علاجات دوائية جديدة أو أجهزة طبية أو تقنيات حيوية، فإن هذه الشركات تجذب اهتمام المستثمرين بإمكاناتها في إحداث ثورة كبيرة وخلق أسواق جديدة في قطاع الرعاية الصحية.

غالبا ما تكون الشركات الصغيرة أهدافا جذابة للاستحواذ من قبل شركات أكبر تسعى لتوسيع محفظتها.

زيادة نشاط الاندماجات والاستحواذات في 2024 ساهمت على الأرجح في ارتفاع أسعار أسهم الشركات الصغيرة، حيث يتوقع المستثمرون عمليات شراء محتملة واسعة.

تعمل الشركات الصغيرة غالبا في أسواق متخصصة، مما يسمح لها بالاستفادة من اتجاهات معينة أو احتياجات غير ملباة في قطاعات الرعاية الصحية بشكل عام، يمكن أن يؤدي هذا التركيز على الأسواق المتخصصة إلى تحقيق مكاسب كبيرة عندما تحقق هذه الشركات نجاحات كبيرة.

على النقيض الآخر شهدت الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة والتي تزيد قيمتها السوقية على 100 مليار دولار، عاما مميزا أيضا، حيث حققت مكاسب بنسبة قاربت الـ16%.

يعود هذا النمو الكبير بشكل أساسي إلى عمالقة الصناعة مثل شركة "نوفو نورديسك" وشركة "إيلي ليلي" اللتين كانتا في طليعة الاتجاهات الرئيسية في قطاع الصناعات الدوائية، حيث حققت هاتان الشركتان تقدما كبيرا في تطوير وتسويق علاجات السمنة والسكري.

لم تحسن هذه التطورات من نتائج المرضى فحسب، بل ساهمت أيضا في نمو الإيرادات بشكل كبير، مما عزز ثقة المستثمرين ورفع أسعار الأسهم. وتستفيد الشركات الضخمة من انتشارها العالمي وحضورها القوي في الأسواق، فهي أكثر قدرة على تجاوز التحديات التنظيمية وتوسيع المنتجات بسرعة، واستغلال مواردها الكبيرة للهيمنة على الأسواق الرئيسية، كما تعتبر الشركات الضخمة غالبا استثمارات آمنة نظرا لاستقرارها المالي.

في أوقات عدم اليقين الاقتصادي يميل المستثمرون إلى هذه الشركات بحثا عن الأمان النسبي مقارنة بالشركات الصغيرة الأكثر تقلبا.

على الرغم من حجمها، تستمر العديد من الشركات الضخمة في استثمار مبالغ ضخمة في البحث والتطوير، مما يدفع الابتكار في خطوط إنتاجها. قدرتها على الابتكار المستمر تحافظ على تنافسيتها وتجعلها جذابة للمستثمرين.

بينما تألقت الشركات الصغيرة والضخمة في 2024، واجهت الشركات المتوسطة في الحجم والتي تتراوح قيمتها السوقية بين 100 مليون و10 مليارات دولار تحديات، حيث سجل بعضها عوائد سلبية، حيث شهدت انخفاضا طفيفا بنسبة -2.6%.. بينما الشركات المتوسطة التي تتراوح قيمتها السوقية بين 1 مليار و10 مليارات دولار واجهت انخفاضا طفيفا بنسبة -1.0%.

غالبا ما تتنافس الشركات المتوسطة مباشرة مع الشركات الصغيرة المرنة والشركات الضخمة الغنية بالموارد، مما قد يضغط على حصتها السوقية ويحد من فرص النمو.

قد تكون بعض الشركات المتوسطة مبالغ في تقييمها عند دخول 2024، مما أدى إلى تصحيح في الأسعار مع إعادة تقييم المستثمرين لتوقعات النمو الخاصة بها.

بينما يمكن أن يعزز نشاط الاندماجات والاستحواذات أسهم الشركات الصغيرة، قد تواجه الشركات المتوسطة تحديات في هذا المجال، فهي غالبا لا تكون أهدافا جاذبة للاستحواذ مثل الشركات الأصغر، وقد تكافح للتنافس مع الشركات الأكبر في عمليات الاستحواذ الاستراتيجية.

وأيضا قد تواجه الشركات المتوسطة تحديات تشغيلية تحد من قدرتها على التوسع بفعالية، مثل صعوبات في التوسع في أسواق جديدة أو إدارة سلاسل الإمداد أو تنفيذ مبادرات بحث وتطوير معقدة.

حققت الشركات التي تتراوح قيمتها السوقية بين 10 مليارات و100 مليار دولار نموا متواضعا بنسبة 2.3% في 2024.

قد تستفيد هذه الشركات من مزيج من الاستقرار وإمكانات النمو، لكنها تفتقر إلى التوسع الكبير في النمو الذي شوهد في الشركات الصغيرة أو مزايا الحجم التي تتمتع بها الشركات الضخمة.

تشير البيانات بشكل عام إلى أن المستثمرين يفضلون الشركات في طرفي حجم القيمة السوقية، سواء تلك ذات القيمة الصغيرة جدا أو الضخمة جدا.

يعكس هذا الاستقطاب الديناميكيات الأوسع للسوق، حيث يكون الابتكار والشهية للمخاطرة والاستقرار المالي عوامل رئيسية تؤثر على قرارات الاستثمار.

nabilalhakamy@