الحكم الرشيد والدولة الوطنية
الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024
Tue - 01 Oct 2024
لا تزال منطقة الشرق الأوسط هي الجغرافية الأكثر أهمية في العالم، وحديثنا اليوم عن تناقض وتباين مفاهيم أساليب الحكم في المنطقة، فكيف لدول استطاعت أن ترقى بشعوبها ومقدراتها إلى مصاف الدولة المتقدمة كدول الخليج مثلا، لا شك أن الحكم الرشيد والدولة الوطنية هو السبب الرئيسي لهذه النتيجة، بخلاف بقية النماذج التي رفضت هذا المفهوم، ووقعت في أسر الأيدولوجيا الضيقة ورهنت بلادها ومقدراتها للمشاريع الخارجية.
لا شك أن مآسي الدمار والأحداث الواقعة اليوم في غزة وبيروت وصنعاء هي نتيجة حتمية لغياب دور الدولة الوطنية لصالح الجماعات المتعملقة على سيادة الدولة، وحتى نفهم معنى الدولة الوطنية فإن ذلك يقودنا إلى أمرين مهمين، أولا: القدرة السيادية الحقيقية على الأرض دون الارتهان إلى مشاريع القوى الخارجية.
وثانيا: تعميق مفهوم الوطن بين أفراد الشعب ليكون دائرة الهوية الكبرى التي تضم جميع الهويات الصغرى، كهويات العقائد والأديان والمذاهب والأفكار وغيرها.
ولذا نلاحظ غياب ذلك في تلك الدول التي تعاني من ويلات الحروب والدمار.
هناك دوائر هوية تحيط بالفرد وتتأثر بعوامل عديدة كجغرافية المكان وذهنيته المكتسبة من ذلك المكان، لكنها هويات صغرى تظل ضمن مفهوم الدائرة الوطنية، ولو تأملنا نماذج الحكم في عالمنا الإسلامي، لوجدنا أن معيار نجاح الدولة والرهان الأول يكون دائما حول دائرة هوية الوطن، بمعنى أن تلك الدائرة يجب أن تكون هي الأكبر والتي يستظل بها عموم الشعب، وداخلها تتقاطع دوائر الهويات الأخرى كدوائر العقيدة والقبيلة والمصالح والأيديولوجيا وغيرها، فلا هوية تعلو فوق هوية الوطن، ومن هنا تتشكل الدولة الوطنية، وتتشكل بين تلك الهويات الداخلية ثقافات التسامح والتعايش والمواطنة وقبول الآخر.
عندما تبدأ إحدى تلك الدوائر الداخلية (الصغرى) بالتعملق على دائرة الوطن تبدأ الأزمات السياسية في ذلك البلد، فمثلا دائرة الأيدولوجيا والتي عادة ما يكون تضخمها ملازما لرؤية متطرفة، وهذا ما حصل في ألمانيا قبل أكثر من عام ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي تبنتها أحزاب يمينية متطرفة في برلين، وقد وقعت مثل هذه الحادثة كثيرا في بعض البلدان العربية، فمحاولات الجماعات الدينية المتكررة بشقيها السني والشيعي للوصول إلى سدة الحكم هو تضخيم دائرة الأيدولوجيا الدينية المتطرفة لتكون أكبر من دائرة الوطن، فتضيع هيبة الدولة وأنظمتها وأنموذجها لصالح رؤية الأيديولوجيا الضيقة، ولهذا فشلت في أغلب تجاربها ومآلاتها جلية اليوم كما أسلفنا في غزة وبيروت وصنعاء، لأنها ببساطة لا ترتكز على مفهوم الدائرة الوطنية الأكبر.
في الختام، قبل عدة أيام رأينا كيف احتفل الشعب السعودي فرحا بذكرى اليوم الوطني، متفاخرا بالحكم الرشيد لقيادته الحكيمة، ومعتزا بوطنه الكبير ومنجزاته التنموية في كل الميادين، هذه المناسبة الغالية عزيزة على قلوبنا جميعا، مشاهد حضارية تصور مدى التحام القيادة بالشعب، نسأل الله أن يحفظ بلادنا من شرور الفتن وأن يديم على قيادتنا وبلادنا نعمة الأمن والاستقرار.
albakry1814@
لا شك أن مآسي الدمار والأحداث الواقعة اليوم في غزة وبيروت وصنعاء هي نتيجة حتمية لغياب دور الدولة الوطنية لصالح الجماعات المتعملقة على سيادة الدولة، وحتى نفهم معنى الدولة الوطنية فإن ذلك يقودنا إلى أمرين مهمين، أولا: القدرة السيادية الحقيقية على الأرض دون الارتهان إلى مشاريع القوى الخارجية.
وثانيا: تعميق مفهوم الوطن بين أفراد الشعب ليكون دائرة الهوية الكبرى التي تضم جميع الهويات الصغرى، كهويات العقائد والأديان والمذاهب والأفكار وغيرها.
ولذا نلاحظ غياب ذلك في تلك الدول التي تعاني من ويلات الحروب والدمار.
هناك دوائر هوية تحيط بالفرد وتتأثر بعوامل عديدة كجغرافية المكان وذهنيته المكتسبة من ذلك المكان، لكنها هويات صغرى تظل ضمن مفهوم الدائرة الوطنية، ولو تأملنا نماذج الحكم في عالمنا الإسلامي، لوجدنا أن معيار نجاح الدولة والرهان الأول يكون دائما حول دائرة هوية الوطن، بمعنى أن تلك الدائرة يجب أن تكون هي الأكبر والتي يستظل بها عموم الشعب، وداخلها تتقاطع دوائر الهويات الأخرى كدوائر العقيدة والقبيلة والمصالح والأيديولوجيا وغيرها، فلا هوية تعلو فوق هوية الوطن، ومن هنا تتشكل الدولة الوطنية، وتتشكل بين تلك الهويات الداخلية ثقافات التسامح والتعايش والمواطنة وقبول الآخر.
عندما تبدأ إحدى تلك الدوائر الداخلية (الصغرى) بالتعملق على دائرة الوطن تبدأ الأزمات السياسية في ذلك البلد، فمثلا دائرة الأيدولوجيا والتي عادة ما يكون تضخمها ملازما لرؤية متطرفة، وهذا ما حصل في ألمانيا قبل أكثر من عام ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي تبنتها أحزاب يمينية متطرفة في برلين، وقد وقعت مثل هذه الحادثة كثيرا في بعض البلدان العربية، فمحاولات الجماعات الدينية المتكررة بشقيها السني والشيعي للوصول إلى سدة الحكم هو تضخيم دائرة الأيدولوجيا الدينية المتطرفة لتكون أكبر من دائرة الوطن، فتضيع هيبة الدولة وأنظمتها وأنموذجها لصالح رؤية الأيديولوجيا الضيقة، ولهذا فشلت في أغلب تجاربها ومآلاتها جلية اليوم كما أسلفنا في غزة وبيروت وصنعاء، لأنها ببساطة لا ترتكز على مفهوم الدائرة الوطنية الأكبر.
في الختام، قبل عدة أيام رأينا كيف احتفل الشعب السعودي فرحا بذكرى اليوم الوطني، متفاخرا بالحكم الرشيد لقيادته الحكيمة، ومعتزا بوطنه الكبير ومنجزاته التنموية في كل الميادين، هذه المناسبة الغالية عزيزة على قلوبنا جميعا، مشاهد حضارية تصور مدى التحام القيادة بالشعب، نسأل الله أن يحفظ بلادنا من شرور الفتن وأن يديم على قيادتنا وبلادنا نعمة الأمن والاستقرار.
albakry1814@