سلامة رواد سابك والحديد
الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024
Tue - 01 Oct 2024
سأقتحم لغة الأرقام والنسب أو الإشارة إليهم قبل أن أمتطي جوادي وأنطلق للمرة العاشرة في معضلة رواد سابك والحديد، وأبدأ مع الرقمين 17 و77 لحاجة في نفس يعقوب، فهما من الأرقام التي تستفز من يتعلق بهما أو يقترب منهما ممن يؤمنون "بالأسطورة والخرافة"، فالرقم 17 في إيطاليا مخيف ويتشاءمون منه، والسبب أن مقلوب الرقم 17 معناه في اللغة الإيطالية نهاية الحياة، وهناك أرقام أخرى تتشاءم منها بعض الدول مثل الرقم 4 في الصين، بسبب تشابه اللفظ بين الرقم 4 وكلمة الموت، وهذا الاعتقاد دارج بشكل كبير في الصين لدرجة أنهم لا يرغبون في السكن في الطابق الرابع من المباني السكنية، وهذا الأمر يحدث مثله تماما في الولايات المتحدة ولكن للرقم والطابق 13، ولا يختلف الأمر كثيرا في اليابان عن الصين في التشاؤم من الأرقام، فاليابان تعتبر الرقم 9 هو رقم التشاؤم، وذلك بسبب التشابه بينه وبين كلمة المعاناة أو التعذيب في اللغة اليابانية، أما في أفغانستان فيعتبر الرقم 39 هو رقم التشاؤم، والسبب في ذلك هو أن معناه بالأفغاني كلمة morda-gow، والتي تعني حرفيا بقرة ميتة.
أما الرقم 77 فهو مخيف جدا لدينا وحقيقي وليس بخرافة إذا اخذناه من مبدأ القوانين والبنود التي استحدثتها قبل عدة سنوات وزارة العمل قبل أن تتحول لوزارة موارد بشرية، والمفترض أن تعيد النظر فيه حفظا للحقوق العمالية والتوطين الذي تتفرد بمعدلاته العليا الشركات الكبرى الصناعية والطاقة ومنها سابك مشكورة، وهي كلمة حق تقال لسابك في التوطين والتدريب والتأهيل منذ بداية نشأتها في نهاية السبعينات حتى يومنا هذا، والذي تثبته الحقائق بقوة من مهارة وخبرة منتسبيها، وهو ما يتوافق مع الرؤية 2030، والذي أشار إليها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين حفظه الله في كلمته الأخيرة في مجلس الشورى، بما يخص المواطن "المواطن السعودي هو عماد رؤية 2030 وغايتها".
وبند 77 المقلق الذي سنحت لي الفرصة أن أشارك مع متخصصين وكتاب في 2017 في اجتماع مخصص مع رئيس مجلس الشورى وبعض من أعضائه لمناقشته وتقييمه ووضع التصورات لحذفه أو تطويره بما يخدم التوطين، لكنه بقي صامدا شامخا قويا ومتصديا ومتنفسا يتم التهديد به أحيانا وضمنيا لهواة التسريح والتشريح، والذي يحق وللأسف لصاحب العمل أن يفصل المواطن دون سابق إنذار زمني معتبر يحميه من الضياع حسب ما ينطبق عليه في متنه من تبريرات، ويصبح للأسف "خرافة متعمدة" إذا اتخذه صاحب العمل وسيلة للتخلص من الأفراد باتهامهم بعدم الكفاءة حينما يرغب في الاستبدال بالعمالة الرخيصة الوافدة، خاصة إذا تم إعادة الهيكلة أو تغيرت الإدارة أو تم البيع والاستحواذ من الغير.
الشي بالشي يذكر من منطلق التوطين والحفاظ على المقدرات الفردية والمصادر من الضياع والسعي لإعادة تقييم وتغيير أو الغاء البند 77، فالإخلاص والولاء لا ينبع من أجنبي، إنما ينبع من مواطن محب لوطنه ومخلص، وسابك مثال حي من أمثلة كثيرة اعتمدت على المخلصين من روادها الأوائل ومستمرة ليومنا هذا في بنائها، وهو ما يحتم عليها تقديرهم ورعايتهم صحيا مع أسرهم نظير خدمتهم الطويلة معها وتفانيهم بكل ما يملكون من قدرة مع غياب الامتثال الحقيقي للسلامة والصحة المهنية فترة الثمانينات والتسعينات، والتي أفرزت الكثير من الأمراض المهنية الظاهرة والكامنة، فجورجيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانشقاق أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منها، اعتمدت سياسة مفتوحة لتمليك الأراضي الزراعية، مما أدى إلى وضع مربك اقتصاديا عليها يعيق التوطين، فأعادت النظر في القانون بعد المطالبات ووجود الثغرات التي استغلها المحامون لوقفه وتحييده على مواطني جورجيا ومقيميها الدائمين.
عودة للرقم 17 لارتباطه بشركة حديد التي استقلت عن سابك بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، واعتمدته مؤخرا بوضعه كعرض 17 راتبا لمن أكمل 25 سنة فما فوق للرحيل، وقد وافقت عليه أعداد كبيرة جدا من رواد حديد كما نقل لي خوفا من الرقم 77 الذي لربما ضمنيا يتم تطبيقه للترحيل حسب ما في متنه من تبريرات وقيود، مع أنني لو كنت مكانهم، لن أقبل بالرقم 17 وسأعتبره رقم شؤم، فلم أعهد في حياتي العملية عرضا ضعيفا جدا مثله، وأخجل أن أعرضه لو كنت مسؤولا، وسأرفضه بشدة وبثقة ولو تم تطبيق بند 77 للترحيل، فلن يكون الضرر كبيرا وقد لا يكون هناك أصلا ضرر بعد الانتقال للتأمينات الاجتماعية بالتقاعد المبكر متبوعا بالرفع بالأضرار من الأمراض المهنية للمئات من رواد حديد السابقين واللاحقين، وفقا للفترات الزمنية التي سبقت الامتثال بالسلامة والصحة المهنية الذي ذكرناه تحليلا دقيقا في مقال "جودة حياة رواد الصناعة قبل الامتثال"، ولا يزال الأمر متاحا للرفع للتأمينات بتحمل الشركات السابقة ولو بعد التقاعد حسب اجتماع سابق مع التأمينات بخصوص رواد سابك.
صناعة الصلب والحديد تعتبر من أخطر الصناعات في العالم، والأمثلة موجودة وبالتقارير الطبية للكثير من رواد حديد السابقين، مع أن رواد حديد وموظفيها الحاليين من أمهر وأفضل من يتبعون السلامة والصحة المهنية بسبب ارتباطهم السابق بسابك الرائدة في السلامة بعد الامتثال، فربما أكون آفلا عن نية حديد وتستحق الشكر والثناء الجزيل على توجهها وعرضها 17 راتبا، وهو الخوف على صحة روادها المتأثرين ممن كانوا متواجدين قبل الامتثال لتريحهم وتستريح، وتخرج من دائرة الحرج والتقاطعات وتحمل المسؤولية التي قد تثيرها القوانين حينما يتم طرح سؤال مهم وهو "هل تم بيع حديد مع الأراض المهنية بما قبل الامتثال؟".
zuhairaltaha@
أما الرقم 77 فهو مخيف جدا لدينا وحقيقي وليس بخرافة إذا اخذناه من مبدأ القوانين والبنود التي استحدثتها قبل عدة سنوات وزارة العمل قبل أن تتحول لوزارة موارد بشرية، والمفترض أن تعيد النظر فيه حفظا للحقوق العمالية والتوطين الذي تتفرد بمعدلاته العليا الشركات الكبرى الصناعية والطاقة ومنها سابك مشكورة، وهي كلمة حق تقال لسابك في التوطين والتدريب والتأهيل منذ بداية نشأتها في نهاية السبعينات حتى يومنا هذا، والذي تثبته الحقائق بقوة من مهارة وخبرة منتسبيها، وهو ما يتوافق مع الرؤية 2030، والذي أشار إليها سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين حفظه الله في كلمته الأخيرة في مجلس الشورى، بما يخص المواطن "المواطن السعودي هو عماد رؤية 2030 وغايتها".
وبند 77 المقلق الذي سنحت لي الفرصة أن أشارك مع متخصصين وكتاب في 2017 في اجتماع مخصص مع رئيس مجلس الشورى وبعض من أعضائه لمناقشته وتقييمه ووضع التصورات لحذفه أو تطويره بما يخدم التوطين، لكنه بقي صامدا شامخا قويا ومتصديا ومتنفسا يتم التهديد به أحيانا وضمنيا لهواة التسريح والتشريح، والذي يحق وللأسف لصاحب العمل أن يفصل المواطن دون سابق إنذار زمني معتبر يحميه من الضياع حسب ما ينطبق عليه في متنه من تبريرات، ويصبح للأسف "خرافة متعمدة" إذا اتخذه صاحب العمل وسيلة للتخلص من الأفراد باتهامهم بعدم الكفاءة حينما يرغب في الاستبدال بالعمالة الرخيصة الوافدة، خاصة إذا تم إعادة الهيكلة أو تغيرت الإدارة أو تم البيع والاستحواذ من الغير.
الشي بالشي يذكر من منطلق التوطين والحفاظ على المقدرات الفردية والمصادر من الضياع والسعي لإعادة تقييم وتغيير أو الغاء البند 77، فالإخلاص والولاء لا ينبع من أجنبي، إنما ينبع من مواطن محب لوطنه ومخلص، وسابك مثال حي من أمثلة كثيرة اعتمدت على المخلصين من روادها الأوائل ومستمرة ليومنا هذا في بنائها، وهو ما يحتم عليها تقديرهم ورعايتهم صحيا مع أسرهم نظير خدمتهم الطويلة معها وتفانيهم بكل ما يملكون من قدرة مع غياب الامتثال الحقيقي للسلامة والصحة المهنية فترة الثمانينات والتسعينات، والتي أفرزت الكثير من الأمراض المهنية الظاهرة والكامنة، فجورجيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانشقاق أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منها، اعتمدت سياسة مفتوحة لتمليك الأراضي الزراعية، مما أدى إلى وضع مربك اقتصاديا عليها يعيق التوطين، فأعادت النظر في القانون بعد المطالبات ووجود الثغرات التي استغلها المحامون لوقفه وتحييده على مواطني جورجيا ومقيميها الدائمين.
عودة للرقم 17 لارتباطه بشركة حديد التي استقلت عن سابك بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، واعتمدته مؤخرا بوضعه كعرض 17 راتبا لمن أكمل 25 سنة فما فوق للرحيل، وقد وافقت عليه أعداد كبيرة جدا من رواد حديد كما نقل لي خوفا من الرقم 77 الذي لربما ضمنيا يتم تطبيقه للترحيل حسب ما في متنه من تبريرات وقيود، مع أنني لو كنت مكانهم، لن أقبل بالرقم 17 وسأعتبره رقم شؤم، فلم أعهد في حياتي العملية عرضا ضعيفا جدا مثله، وأخجل أن أعرضه لو كنت مسؤولا، وسأرفضه بشدة وبثقة ولو تم تطبيق بند 77 للترحيل، فلن يكون الضرر كبيرا وقد لا يكون هناك أصلا ضرر بعد الانتقال للتأمينات الاجتماعية بالتقاعد المبكر متبوعا بالرفع بالأضرار من الأمراض المهنية للمئات من رواد حديد السابقين واللاحقين، وفقا للفترات الزمنية التي سبقت الامتثال بالسلامة والصحة المهنية الذي ذكرناه تحليلا دقيقا في مقال "جودة حياة رواد الصناعة قبل الامتثال"، ولا يزال الأمر متاحا للرفع للتأمينات بتحمل الشركات السابقة ولو بعد التقاعد حسب اجتماع سابق مع التأمينات بخصوص رواد سابك.
صناعة الصلب والحديد تعتبر من أخطر الصناعات في العالم، والأمثلة موجودة وبالتقارير الطبية للكثير من رواد حديد السابقين، مع أن رواد حديد وموظفيها الحاليين من أمهر وأفضل من يتبعون السلامة والصحة المهنية بسبب ارتباطهم السابق بسابك الرائدة في السلامة بعد الامتثال، فربما أكون آفلا عن نية حديد وتستحق الشكر والثناء الجزيل على توجهها وعرضها 17 راتبا، وهو الخوف على صحة روادها المتأثرين ممن كانوا متواجدين قبل الامتثال لتريحهم وتستريح، وتخرج من دائرة الحرج والتقاطعات وتحمل المسؤولية التي قد تثيرها القوانين حينما يتم طرح سؤال مهم وهو "هل تم بيع حديد مع الأراض المهنية بما قبل الامتثال؟".
zuhairaltaha@