التفرقة بين النقد عن حب.. وعن كراهية
الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024
Tue - 01 Oct 2024
من أهم ثمرات التطور في التعقيد الفكري والنفسي الرفيع؛ القدرة على التمييز الدقيق بين المتشابهات عبر البصيرة في الأصل الذي تتولد عنه، وعلى سبيل المثال؛ في مجال الانتقاد هناك من انتقاده يكون متولدا عن أبغض صفة إلى الله وهي صفة الولع بالمناوأة والخصومة والعدوانية المعنوية "أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" البخاري.
وأيضا من باب خالف تعرف أي طلبا لنشوة انتشار ذكره عبر استنكار نقده المقذع، وهناك من انتقاده متولد عن الحرص على مصلحة من يتم انتقاده وإرادة الخير له، ومن الظلم جمع الأضداد معا في تصنيف واحد دون الاعتبار للأصل الذي تولدت عنه مواقفهم، والذي يظهر من خلال لغة خطابهم؛ فالكلام عن محبة وحرص يختلف عن الكلام عن عداوة، ولو فقه الناس وجود هذا الفارق الدقيق لزال الحاجز الأكبر الذي يعرقل المبادرات التصحيحية التي تصحح الأخطاء السائدة في الفرد والمجتمع، والتي تستمر لتخوف الناس من ردات الأفعال السلبية على النقد والتصنيفات السلبية بسببه، ومن الأمثلة من ينتقد الظواهر السلبية لدى المسلمين كالإرهاب والتطرف واللاعقلانية واضطهاد النساء والأقليات، من حرصه على تنقية الواقع الإسلامي من تلك العيوب وجعله على أفضل وأمثل الأحوال، ودافعه حب الإسلام والمسلمين لكن يتم وصمه بوصمة العداوة نفسها التي يوصم بها من يتعدى على المقدسات الدينية ودافعه هو كراهية الإسلام والمسلمين، فلا تجوز التسوية بين النقيضين في وصمة الإدانة.
يجب الاعتراف بحقيقة أن "صديقُك من صدَقَك لا من صدَّقك" أي صديقك الحقيقي هو الذي ينتقدك وليس الذي يؤيدك بالمطلق، لأنه للأسف في الثقافة السائدة النقد يتساوى مع العداوة ولا تفترض الثقافة السائدة أن الناقد يمكن أن يكون دافعه هو الحب والصداقة الحقيقية، أي الحرص على مصلحة من يتم انتقاده، بينما التأييد المطلق غالبا يكون تملقا ونفاقا، والنقد هو النصيحة التي تعتبر في الإسلام واجبا دينيا على الجميع القيام به، وليس فقط ضرورة أخلاقية وسلوكية وفكرية للفرد والجماعة؛ ورد بالصحيح "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة".
لولا أهمية وضرورة النقد لصلاح الأحوال لما كانت له هذه المكانة الدينية، وللأسف أنه حتى في المجال الفردي تؤخذ النصيحة أو النقد على محمل سلبي مهما كان الدافع وراءها في الحقيقة نبيلا ويقصد نفع المنصوح؛ فافتراض العداوة لا ينحصر في القضايا العامة، فكثير من الأفراد قد ينهي علاقته بأحد المقربين وإن كان من الأقارب إن قام بنصحه أي نقده، وهذا من تضخم نرجسية غرور الأنا التي تجعل صاحبها يفترض أنه فوق مستوى النقد، ومن الافتقار للوعي بالذات الذي يجعل الشخص لا يعي بأوجه نقصه وعيوبه وأخطائه وتقصيره، وبالتالي لا يكون متقبلا لمن ينبهه عليها.
أخذ النقد أو النصيحة على أنها عداوة يلغي فائدتها، فالنقد أو النصيحة لتكون نافعة للطرف الآخر يجب أن يأخذها الطرف الآخر على أن غايتها إيجابية وتهدف إلى نفعه، ولا يأخذها على أنها دليل عداوة فينبذها، ولذا يجب تصحيح المفاهيم حول النقد أو النصيحة لكي تؤخذ دائما على محمل إيجابي، مع العلم أن حتى النقد الصادر عن عداوة حقيقية يمكن أن يكون مفيدا إن أخذ على محمل إيجابي وتم تقبله، لأنه يساعد المنصوح على تصحيح أخطائه وعيوبه وقصوره، مما يجعله أفضل وأكمل وأجمل، وصدق القائل "رحم اللَّه امرأ أهدى إلي عيوبي".
وأيضا من باب خالف تعرف أي طلبا لنشوة انتشار ذكره عبر استنكار نقده المقذع، وهناك من انتقاده متولد عن الحرص على مصلحة من يتم انتقاده وإرادة الخير له، ومن الظلم جمع الأضداد معا في تصنيف واحد دون الاعتبار للأصل الذي تولدت عنه مواقفهم، والذي يظهر من خلال لغة خطابهم؛ فالكلام عن محبة وحرص يختلف عن الكلام عن عداوة، ولو فقه الناس وجود هذا الفارق الدقيق لزال الحاجز الأكبر الذي يعرقل المبادرات التصحيحية التي تصحح الأخطاء السائدة في الفرد والمجتمع، والتي تستمر لتخوف الناس من ردات الأفعال السلبية على النقد والتصنيفات السلبية بسببه، ومن الأمثلة من ينتقد الظواهر السلبية لدى المسلمين كالإرهاب والتطرف واللاعقلانية واضطهاد النساء والأقليات، من حرصه على تنقية الواقع الإسلامي من تلك العيوب وجعله على أفضل وأمثل الأحوال، ودافعه حب الإسلام والمسلمين لكن يتم وصمه بوصمة العداوة نفسها التي يوصم بها من يتعدى على المقدسات الدينية ودافعه هو كراهية الإسلام والمسلمين، فلا تجوز التسوية بين النقيضين في وصمة الإدانة.
يجب الاعتراف بحقيقة أن "صديقُك من صدَقَك لا من صدَّقك" أي صديقك الحقيقي هو الذي ينتقدك وليس الذي يؤيدك بالمطلق، لأنه للأسف في الثقافة السائدة النقد يتساوى مع العداوة ولا تفترض الثقافة السائدة أن الناقد يمكن أن يكون دافعه هو الحب والصداقة الحقيقية، أي الحرص على مصلحة من يتم انتقاده، بينما التأييد المطلق غالبا يكون تملقا ونفاقا، والنقد هو النصيحة التي تعتبر في الإسلام واجبا دينيا على الجميع القيام به، وليس فقط ضرورة أخلاقية وسلوكية وفكرية للفرد والجماعة؛ ورد بالصحيح "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة".
لولا أهمية وضرورة النقد لصلاح الأحوال لما كانت له هذه المكانة الدينية، وللأسف أنه حتى في المجال الفردي تؤخذ النصيحة أو النقد على محمل سلبي مهما كان الدافع وراءها في الحقيقة نبيلا ويقصد نفع المنصوح؛ فافتراض العداوة لا ينحصر في القضايا العامة، فكثير من الأفراد قد ينهي علاقته بأحد المقربين وإن كان من الأقارب إن قام بنصحه أي نقده، وهذا من تضخم نرجسية غرور الأنا التي تجعل صاحبها يفترض أنه فوق مستوى النقد، ومن الافتقار للوعي بالذات الذي يجعل الشخص لا يعي بأوجه نقصه وعيوبه وأخطائه وتقصيره، وبالتالي لا يكون متقبلا لمن ينبهه عليها.
أخذ النقد أو النصيحة على أنها عداوة يلغي فائدتها، فالنقد أو النصيحة لتكون نافعة للطرف الآخر يجب أن يأخذها الطرف الآخر على أن غايتها إيجابية وتهدف إلى نفعه، ولا يأخذها على أنها دليل عداوة فينبذها، ولذا يجب تصحيح المفاهيم حول النقد أو النصيحة لكي تؤخذ دائما على محمل إيجابي، مع العلم أن حتى النقد الصادر عن عداوة حقيقية يمكن أن يكون مفيدا إن أخذ على محمل إيجابي وتم تقبله، لأنه يساعد المنصوح على تصحيح أخطائه وعيوبه وقصوره، مما يجعله أفضل وأكمل وأجمل، وصدق القائل "رحم اللَّه امرأ أهدى إلي عيوبي".