ما قاله الرحالة عن الملك عبدالعزيز
الاثنين - 23 سبتمبر 2024
Mon - 23 Sep 2024
تحل ذكرى اليوم الوطني لتوقظ مناسبة غالية وذكرى تتجدد في القلوب كل عام، يحتفل بها المواطنون وأبناء العالمين العربي والإسلامي، حيث تتجدد ذكرى رحلات من قصدوا البقاع الطاهرة لأداء فريضة الحج فواجهتهم الصعوبات والمشاق، ويقف الأبناء اليوم أمام ذكريات لأحداث مضت، ورحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب، وبين ماض غدا، وحاضر زاهر، نستذكر كلمات دونت، وجملا حفظت عن المعاناة التي كانت تواجه ضيوف الرحمن في رحلتهم للبيت الحرام، ومنها ما سطر أحداثها أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله:
ضج الحجاز وضج البيت والحرم
واستصرخت ربها في مكة الأمم
قد مسها في حماك الضر فاقض لها
خليفة الله أنت السيد الحكم
كما تحدث الرحالة وضابط الاستخبارات الروسية عبدالعزيز دولتشين الذي جاء للحج عام 1899م، بهدف التعرف على مدى تأثر المسلمين الروس في مواسم الحج بأفكار الوحدة الإسلامية التي كانت منتشرة، ومدى تقبلهم لدور السلطان عبدالحميد إلى خطورة قطاع الطرق وقال "سمعت بين الناس شتى الإشاعات والمخاوف عن هجوم البدو؛ اليوم سلبوا أحد الحجاج 5 ليرات، وقتلوا آخر وأخذوا 40 ليرة، في حضوري جاء جندي وأبلغ الضابط أن رفيقه الذي راح معه من جدة إلى مكة قتلوه بالحجارة".
وذكر ضابط شؤون الحجاج الملاويين، في الربع الأول من القرن العشرين، الحاج عبدالماجد زين الدين، معاناة رحلة الحج بقوله في قصته التي رصدت ضمن موسوعة الحج والحرمين الشريفين التابعة لدارة الملك عبدالعزيز: إن رحلة الحج في ذلك العهد تبدأ من لحظة المغادرة من ميناء جدة إلى مكة المكرمة في رحلة تستغرق ليلتين عن طريق قوافل الإبل، ويوضع على ظهر كل جمل «سرج خشبي» يعرف بـ«الشقدف» حتى يمكنه حمل حاجين على الجهتين، لتستمر الرحلة «بحرة» يقضي فيها الحجاج راحتهم في طريقهم إلى مكة المكرمة. وتحدث عن رحلة السفر من مكة إلى المدينة بعد الحج، مبينا في وريقات كتبها عام 1923م أنها تستغرق 12 ليلة، تمر بـ10 مواقف مختلفة، هي: وادي فاطمة، عسفان، سرف، القديد، رابغ، مستورة، بئر الشيخ، بئر حسن، بئر خريص، بئر درويش.
وبعد أن بسط الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الأمن والأمان على ربوع الجزيرة العربية، وأخذت قوافل الحجيج تتوافد بشكل منتظم دون خوف أو قلق، دون أمير البيان شكيب أرسلان في كتابه (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج لأقدس مطاف)، مآثر الحكم السعودي، وقال "لو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة وارفة الظلال على الأرواح والأموال التي جعلت صحاري الحجاز وفيافي نجد، آمن من شوارع الحواضر الأوروبية، لكان ذلك كافيا في استجلاب القلوب واستنطاق الألسن في الثناء عليه".
فيما تحدث أستاذ الشريعة في جامعة القاهرة، الأستاذ عباس متولي في كتابه "مشاهداتي في الحجاز" 1354هـ، عن موقف عاشه أكد على توفر الأمن في طرق الحجاج بعد أن تعطلت سيارتهم في الطريق ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ قال «جاء بعض الأعراب يطلبون إحسانا، فتقدم إلي أحدهم يطلب مني صدقة فأعطيت غيره متظاهرا بالغنى والثراء، فقال أعطني يا حاج، فقلت خذ ما تريد من جيبي! فقال: حرام عليك وما جنيت؟ أتريد قطع يدي لا يا بوي لا أطلب شيئا، فقلت: إننا في عزلة عنهم (يقصد بذلك الحكومة)، فازداد الرجل إصرارا. فدهشت لهذا ورددت قول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (إن الله ليزع بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن) وأعطيته ما تيسر، ولقد مكثنا في مكاننا إلى ساعة متأخرة من الليل، أحضروا أثناءها الماء واللبن وأكرموا وفادتنا من غير أن يتعرض أحد منهم لنا بسوء». ويقول "استتباب الأمن بهذا الشكل لم يوجد في الحجاز إلا بعد تنفيذ شريعة الله، وإقامة حدوده".
ضج الحجاز وضج البيت والحرم
واستصرخت ربها في مكة الأمم
قد مسها في حماك الضر فاقض لها
خليفة الله أنت السيد الحكم
كما تحدث الرحالة وضابط الاستخبارات الروسية عبدالعزيز دولتشين الذي جاء للحج عام 1899م، بهدف التعرف على مدى تأثر المسلمين الروس في مواسم الحج بأفكار الوحدة الإسلامية التي كانت منتشرة، ومدى تقبلهم لدور السلطان عبدالحميد إلى خطورة قطاع الطرق وقال "سمعت بين الناس شتى الإشاعات والمخاوف عن هجوم البدو؛ اليوم سلبوا أحد الحجاج 5 ليرات، وقتلوا آخر وأخذوا 40 ليرة، في حضوري جاء جندي وأبلغ الضابط أن رفيقه الذي راح معه من جدة إلى مكة قتلوه بالحجارة".
وذكر ضابط شؤون الحجاج الملاويين، في الربع الأول من القرن العشرين، الحاج عبدالماجد زين الدين، معاناة رحلة الحج بقوله في قصته التي رصدت ضمن موسوعة الحج والحرمين الشريفين التابعة لدارة الملك عبدالعزيز: إن رحلة الحج في ذلك العهد تبدأ من لحظة المغادرة من ميناء جدة إلى مكة المكرمة في رحلة تستغرق ليلتين عن طريق قوافل الإبل، ويوضع على ظهر كل جمل «سرج خشبي» يعرف بـ«الشقدف» حتى يمكنه حمل حاجين على الجهتين، لتستمر الرحلة «بحرة» يقضي فيها الحجاج راحتهم في طريقهم إلى مكة المكرمة. وتحدث عن رحلة السفر من مكة إلى المدينة بعد الحج، مبينا في وريقات كتبها عام 1923م أنها تستغرق 12 ليلة، تمر بـ10 مواقف مختلفة، هي: وادي فاطمة، عسفان، سرف، القديد، رابغ، مستورة، بئر الشيخ، بئر حسن، بئر خريص، بئر درويش.
وبعد أن بسط الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الأمن والأمان على ربوع الجزيرة العربية، وأخذت قوافل الحجيج تتوافد بشكل منتظم دون خوف أو قلق، دون أمير البيان شكيب أرسلان في كتابه (الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج لأقدس مطاف)، مآثر الحكم السعودي، وقال "لو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة وارفة الظلال على الأرواح والأموال التي جعلت صحاري الحجاز وفيافي نجد، آمن من شوارع الحواضر الأوروبية، لكان ذلك كافيا في استجلاب القلوب واستنطاق الألسن في الثناء عليه".
فيما تحدث أستاذ الشريعة في جامعة القاهرة، الأستاذ عباس متولي في كتابه "مشاهداتي في الحجاز" 1354هـ، عن موقف عاشه أكد على توفر الأمن في طرق الحجاج بعد أن تعطلت سيارتهم في الطريق ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إذ قال «جاء بعض الأعراب يطلبون إحسانا، فتقدم إلي أحدهم يطلب مني صدقة فأعطيت غيره متظاهرا بالغنى والثراء، فقال أعطني يا حاج، فقلت خذ ما تريد من جيبي! فقال: حرام عليك وما جنيت؟ أتريد قطع يدي لا يا بوي لا أطلب شيئا، فقلت: إننا في عزلة عنهم (يقصد بذلك الحكومة)، فازداد الرجل إصرارا. فدهشت لهذا ورددت قول سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (إن الله ليزع بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن) وأعطيته ما تيسر، ولقد مكثنا في مكاننا إلى ساعة متأخرة من الليل، أحضروا أثناءها الماء واللبن وأكرموا وفادتنا من غير أن يتعرض أحد منهم لنا بسوء». ويقول "استتباب الأمن بهذا الشكل لم يوجد في الحجاز إلا بعد تنفيذ شريعة الله، وإقامة حدوده".