التحولات العالمية في استثمارات التقنية الحيوية
الأربعاء - 18 سبتمبر 2024
Wed - 18 Sep 2024
شهد نشاط رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية تفاوتات كبيرة عبر الدول والمناطق المختلفة خلال العقد الماضي.
وفي 2024 يكشف المشهد العالمي لتمويل التقنية الحيوية عن فرص وتحديات متنوعة في دول مثل الولايات المتحدة، أوروبا، الصين، واليابان.
نهدف في هذا المقال عزيزي القارئ إلى استعراض نبذة عن نشاط رأس المال الجريء في عدد من الدول المتقدمة من 2010 إلى 2024، مع التركيز على الاتجاهات التي تؤثر على السوق العالمي.
تظل الولايات المتحدة الأمريكية المحور الرئيسي لتمويل رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية، حيث شهدت نموا مستمرا على مدار العقد الماضي، ففي 2010 تم جمع 2.5 مليار دولار، ولكن هذا الرقم شهد قفزة هائلة ليصل إلى 30.2 مليار دولار في 2021.
يعزى هذا الارتفاع الكبير إلى الطلب المتزايد على الابتكار في مجال التقنية الحيوية ومنها جائحة COVID-19، خاصة في تطوير اللقاحات والمنصات العلاجية، مع ذلك شهد السوق تراجعا في عامي 2022 و2023، مما يعكس إعادة تقييم المستثمرين للمخاطر.
وبحلول 2024 انخفض المبلغ المجمع إلى 11.0 مليار دولار حتى تاريخ هذه المقالة، مع انخفاض عدد جولات التمويل.
يعكس هذا التراجع بيئة استثمارية أكثر حذرا، حيث يركز المستثمرون على الجودة وتعطى الأولوية للشركات ذات القواعد العلمية القوية والإمكانات السوقية الواضحة.
شهد نشاط رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية في أوروبا نموا أكثر اعتدالا مقارنة بالولايات المتحدة.
فقد ارتفع إجمالي التمويل من 0.9 مليار دولار في 2010 إلى 3.9 مليارات دولار في 2020، حيث زادت الجائحة من دعم القطاع ليصل إلى ذروته عند 6.3 مليارات دولار في 2021، ومع ذلك شهدت أوروبا أيضا تراجعا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض المبلغ المجموع إلى 2.2 مليار دولار في 2024 حتى هذه السنة.
يعكس هذا التراجع التركيز على الاستثمار الانتقائي في الشركات ذات الإمكانات العالية. تستمر أوروبا في جذب رأس المال الجريء بفضل اهتمامها بالاستدامة والصحة الرقمية والمنصات المبتكرة، لكن بوتيرة أبطأ.
كما شهد قطاع التقنية الحيوية في الصين نشاطا متزايدا في رأس المال الجريء من 2017 إلى 2021، حيث قفز إجمالي التمويل من 0.8 مليار دولار في 2017 إلى 6.2 مليارات دولار في 2021، بفضل جهود الصين لتعزيز الابتكار في مجال التقنية الحيوية وتطوير الشركات الدوائية المحلية.
ولكن عزيزي القارئ القطاع واجه تراجعا حادا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض التمويل إلى 0.7 مليار دولار في 2024 حتى هذه السنة.
يعكس هذا التراجع التحديات التي تواجه قطاع التقنية الحيوية الصيني، بما في ذلك العقبات التنظيمية والتوترات الجيوسياسية وبيئة استثمارية أكثر حذرا، ومع ذلك تظل الصين لاعبا رئيسيا في مشهد التقنية الحيوية العالمي، مع إمكانية تحقيق نمو في المستقبل.
يتسم نشاط رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية في اليابان بالتقلب على مدى العقد الماضي، حيث تراوح إجمالي التمويل بين 9 ملايين دولار في 2014 و88 مليون دولار في 2018، مما يعكس الديناميكيات الفريدة للسوق في هذه المنطقة.
شهدت اليابان انتعاشا في النشاط في 2021، حيث تم جمع 88 مليون دولار بفضل الاهتمام المتزايد بالعلاجات المبتكرة ومنصات الصحة الرقمية.
لكن اليابان عزيزي القارئ شهدت أيضا تراجعا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض التمويل إلى 38 مليون دولار في 2024 حتى تاريخه، وعلى الرغم من هذا التقلب تستمر اليابان في جذب رأس المال الجريء، خاصة في المجالات المتخصصة مثل الطب التجديدي والعلاج الجيني والرعاية الصحية الشخصية.
عزيزي القارئ، بينما تظل الولايات المتحدة القوة المهيمنة، تلعب مناطق أخرى مثل أوروبا والصين واليابان أدوارا حاسمة في دفع الابتكار في التقنية الحيوية.
يظهر التراجع في نشاط رأس المال الجريء عبر جميع المناطق منذ ذروة الجائحة أهمية الاستثمارات الاستراتيجية وضرورة أن تقدم الشركات عروض قيمة واضحة.
أصبح المستثمرون أكثر انتقائية، مع التركيز على الشركات ذات الأسس العلمية القوية والمسارات التنظيمية الواضحة والنماذج التجارية المتينة.
مع تقدمنا في 2024، يقدم مشهد رأس المال الجريء العالمي في مجال التقنية الحيوية فرصا وتحديات على حد سواء.
يعكس التراجع في النشاط الاستثماري منذ ذروة الجائحة بيئة استثمارية أكثر حذرا، لكن التركيز المستمر على الابتكار والصحة الرقمية والاستدامة يوفر فرصا واعدة للنمو.
بالنسبة للشركات والمستثمرين على حد سواء، سيظل البقاء على اطلاع بالاتجاهات الإقليمية والتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة أمرا حاسما للنجاح في هذا القطاع التنافسي.
nabilalhakamy@
وفي 2024 يكشف المشهد العالمي لتمويل التقنية الحيوية عن فرص وتحديات متنوعة في دول مثل الولايات المتحدة، أوروبا، الصين، واليابان.
نهدف في هذا المقال عزيزي القارئ إلى استعراض نبذة عن نشاط رأس المال الجريء في عدد من الدول المتقدمة من 2010 إلى 2024، مع التركيز على الاتجاهات التي تؤثر على السوق العالمي.
تظل الولايات المتحدة الأمريكية المحور الرئيسي لتمويل رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية، حيث شهدت نموا مستمرا على مدار العقد الماضي، ففي 2010 تم جمع 2.5 مليار دولار، ولكن هذا الرقم شهد قفزة هائلة ليصل إلى 30.2 مليار دولار في 2021.
يعزى هذا الارتفاع الكبير إلى الطلب المتزايد على الابتكار في مجال التقنية الحيوية ومنها جائحة COVID-19، خاصة في تطوير اللقاحات والمنصات العلاجية، مع ذلك شهد السوق تراجعا في عامي 2022 و2023، مما يعكس إعادة تقييم المستثمرين للمخاطر.
وبحلول 2024 انخفض المبلغ المجمع إلى 11.0 مليار دولار حتى تاريخ هذه المقالة، مع انخفاض عدد جولات التمويل.
يعكس هذا التراجع بيئة استثمارية أكثر حذرا، حيث يركز المستثمرون على الجودة وتعطى الأولوية للشركات ذات القواعد العلمية القوية والإمكانات السوقية الواضحة.
شهد نشاط رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية في أوروبا نموا أكثر اعتدالا مقارنة بالولايات المتحدة.
فقد ارتفع إجمالي التمويل من 0.9 مليار دولار في 2010 إلى 3.9 مليارات دولار في 2020، حيث زادت الجائحة من دعم القطاع ليصل إلى ذروته عند 6.3 مليارات دولار في 2021، ومع ذلك شهدت أوروبا أيضا تراجعا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض المبلغ المجموع إلى 2.2 مليار دولار في 2024 حتى هذه السنة.
يعكس هذا التراجع التركيز على الاستثمار الانتقائي في الشركات ذات الإمكانات العالية. تستمر أوروبا في جذب رأس المال الجريء بفضل اهتمامها بالاستدامة والصحة الرقمية والمنصات المبتكرة، لكن بوتيرة أبطأ.
كما شهد قطاع التقنية الحيوية في الصين نشاطا متزايدا في رأس المال الجريء من 2017 إلى 2021، حيث قفز إجمالي التمويل من 0.8 مليار دولار في 2017 إلى 6.2 مليارات دولار في 2021، بفضل جهود الصين لتعزيز الابتكار في مجال التقنية الحيوية وتطوير الشركات الدوائية المحلية.
ولكن عزيزي القارئ القطاع واجه تراجعا حادا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض التمويل إلى 0.7 مليار دولار في 2024 حتى هذه السنة.
يعكس هذا التراجع التحديات التي تواجه قطاع التقنية الحيوية الصيني، بما في ذلك العقبات التنظيمية والتوترات الجيوسياسية وبيئة استثمارية أكثر حذرا، ومع ذلك تظل الصين لاعبا رئيسيا في مشهد التقنية الحيوية العالمي، مع إمكانية تحقيق نمو في المستقبل.
يتسم نشاط رأس المال الجريء في قطاع التقنية الحيوية في اليابان بالتقلب على مدى العقد الماضي، حيث تراوح إجمالي التمويل بين 9 ملايين دولار في 2014 و88 مليون دولار في 2018، مما يعكس الديناميكيات الفريدة للسوق في هذه المنطقة.
شهدت اليابان انتعاشا في النشاط في 2021، حيث تم جمع 88 مليون دولار بفضل الاهتمام المتزايد بالعلاجات المبتكرة ومنصات الصحة الرقمية.
لكن اليابان عزيزي القارئ شهدت أيضا تراجعا في عامي 2022 و2023، حيث انخفض التمويل إلى 38 مليون دولار في 2024 حتى تاريخه، وعلى الرغم من هذا التقلب تستمر اليابان في جذب رأس المال الجريء، خاصة في المجالات المتخصصة مثل الطب التجديدي والعلاج الجيني والرعاية الصحية الشخصية.
عزيزي القارئ، بينما تظل الولايات المتحدة القوة المهيمنة، تلعب مناطق أخرى مثل أوروبا والصين واليابان أدوارا حاسمة في دفع الابتكار في التقنية الحيوية.
يظهر التراجع في نشاط رأس المال الجريء عبر جميع المناطق منذ ذروة الجائحة أهمية الاستثمارات الاستراتيجية وضرورة أن تقدم الشركات عروض قيمة واضحة.
أصبح المستثمرون أكثر انتقائية، مع التركيز على الشركات ذات الأسس العلمية القوية والمسارات التنظيمية الواضحة والنماذج التجارية المتينة.
مع تقدمنا في 2024، يقدم مشهد رأس المال الجريء العالمي في مجال التقنية الحيوية فرصا وتحديات على حد سواء.
يعكس التراجع في النشاط الاستثماري منذ ذروة الجائحة بيئة استثمارية أكثر حذرا، لكن التركيز المستمر على الابتكار والصحة الرقمية والاستدامة يوفر فرصا واعدة للنمو.
بالنسبة للشركات والمستثمرين على حد سواء، سيظل البقاء على اطلاع بالاتجاهات الإقليمية والتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة أمرا حاسما للنجاح في هذا القطاع التنافسي.
nabilalhakamy@