الإفلاس المعنوي
الأربعاء - 18 سبتمبر 2024
Wed - 18 Sep 2024
هرم ماسلو في الاحتياجات البشرية الذي يبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية وينتهي بمرحلة تقدير الذات، رغم أنه يضع تصورا علويا لمشهد الحياة الشخصية إلا أنه كلما تذكرته أو تهامست معلوماته لدي يثير فيني إشعارات الإنذار ونواقيس التفكر، وكل تلك الضوضاء الفكرية التي تحدث مفادها أرجوك أمن احتياجاتك سريعا من الطبقات السفلى في الهرم حتى تتمكن من الانتقال إلى تحقيق أمور أعلى وأهداف وجودية تحقق فيها ذاتك وتضيف فيها للحياة معنى وجوديا جديدا، وهذه الفكرة هي من أضغاث الأفكار التي ليست صحيحة بشكل كلي، فليس بالضرورة بأنه لن تصل لمعانٍ وجودية جديدة إلا بعد أن تتسلق تلك الطبقات السفلى من الهرم الماسلوي، الحياة أكبر وأكثر تعقيدا من ربطها بمعادلة من الدرجة الأولى، وليس هذا موضوع مقالي بقدر ما أن هذا الهرم يجعلني كثير التأمل حول معاني الإفلاس المعنوي التي قد تحدث للإنسان لفترة زمنية قد ينالها الطول والقصر، وهي أن يكون قابعا تحت سلطة تأمين الاحتياجات الفسيولوجية أو احتياجات الأمان رغم أنه قد يكون غطى الحد الأدنى منها، ولكنه يركض ويركض دون توقف خلف سراب يحسبه الظمآن ماء.
لحظات الحياة تركض وتمضي، ونماذج البشر الراكضة خلف ذلك السراب متكررة وسائدة، وخاصة في هذا العصر الذي يمتلئ بالماديات، وقد يمر بها الإنسان، لحظات قصيرة أو طويلة أو تمتد لتشمل كل لحظات الحياة، وكأن هناك هدرا لطاقة بشرية تبددت دون أن يكون لها شأن جديد ومختلف يمكن أن تظهر فيه هذه الطاقة الثمينة.
على سبيل المثال وليس الحصر عندما يأتي حديث متكرر عن الأهداف الحياتية الصادقة في كثير من الأحيان تجدها ترتبط بشكل أو بآخر بالجوانب المالية وكيفية تعزيزها، أو أهداف أخرى كثيرة وكلها مرتبطة أيضا بزيادة الغلة المالية، وليس في ذلك عيب أو خطأ، ولكن أعتقد أنه سيكون إفلاسا معنويا عندما تسيطر لغة المال فقط على جميع الأهداف الشخصية.
لذلك تتعثر الإجابات عندما يطرح سؤال ما هي الأهداف الشخصية مع فرضية وجود مثلا أموال طائلة لديك في حسابك المالي تغطي احتياجاتك واحتياجات الجيل الرابع الذي يأتي من بعدك.
ليس الهدف من المثال السابق هو تقييد الفكرة الرئيسية، ولكنه كتوضيح أن هناك تبديدا للثروة البشرية عندما تنحصر همومها وأهدافها فقط في الركض خلف المال أو بقية الاحتياجات الأخرى، دون وجود أهداف وجودية تضيف مزيجا مختلفا لوجود الإنسان وتأثيره في هذه الحياة، هذه الدوامة وخاصة إذا كانت دائمة الوجود في حياة الإنسان، أعتقد صعوبة الخروج منها ما لم يكن هناك رحلات لا نهائية داخل النفس تثير التفكر المتكرر في أسئلة الهوية: من أنا؟ وماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ هذه الرحلات هي قد تكون سياقا آمنا بعد توفيق الله تساعد على الخروج من كل تلك الدوامات التي لا تريدك أن تخرج من الصندوق أو الطبقات السفلى الماسلوية.
fahdabdullahz@
لحظات الحياة تركض وتمضي، ونماذج البشر الراكضة خلف ذلك السراب متكررة وسائدة، وخاصة في هذا العصر الذي يمتلئ بالماديات، وقد يمر بها الإنسان، لحظات قصيرة أو طويلة أو تمتد لتشمل كل لحظات الحياة، وكأن هناك هدرا لطاقة بشرية تبددت دون أن يكون لها شأن جديد ومختلف يمكن أن تظهر فيه هذه الطاقة الثمينة.
على سبيل المثال وليس الحصر عندما يأتي حديث متكرر عن الأهداف الحياتية الصادقة في كثير من الأحيان تجدها ترتبط بشكل أو بآخر بالجوانب المالية وكيفية تعزيزها، أو أهداف أخرى كثيرة وكلها مرتبطة أيضا بزيادة الغلة المالية، وليس في ذلك عيب أو خطأ، ولكن أعتقد أنه سيكون إفلاسا معنويا عندما تسيطر لغة المال فقط على جميع الأهداف الشخصية.
لذلك تتعثر الإجابات عندما يطرح سؤال ما هي الأهداف الشخصية مع فرضية وجود مثلا أموال طائلة لديك في حسابك المالي تغطي احتياجاتك واحتياجات الجيل الرابع الذي يأتي من بعدك.
ليس الهدف من المثال السابق هو تقييد الفكرة الرئيسية، ولكنه كتوضيح أن هناك تبديدا للثروة البشرية عندما تنحصر همومها وأهدافها فقط في الركض خلف المال أو بقية الاحتياجات الأخرى، دون وجود أهداف وجودية تضيف مزيجا مختلفا لوجود الإنسان وتأثيره في هذه الحياة، هذه الدوامة وخاصة إذا كانت دائمة الوجود في حياة الإنسان، أعتقد صعوبة الخروج منها ما لم يكن هناك رحلات لا نهائية داخل النفس تثير التفكر المتكرر في أسئلة الهوية: من أنا؟ وماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ هذه الرحلات هي قد تكون سياقا آمنا بعد توفيق الله تساعد على الخروج من كل تلك الدوامات التي لا تريدك أن تخرج من الصندوق أو الطبقات السفلى الماسلوية.
fahdabdullahz@