ستيجليتز والرأسمالية الجديدة
الأحد - 15 سبتمبر 2024
Sun - 15 Sep 2024
كيف يرى الاقتصاديون اليوم تجربة السوق الحرة التي نتجت عن فكرة النيوليبرالية التي اجتاحت الولايات المتحدة والعالم في سبعينات وثمانينات القرن الماضي؟ لا شك أن مراجعة تلك التجربة أمر في غاية الأهمية لا سيما بعد تراكم الأزمات المالية العالمية خصوصا في الولايات المتحدة نفسها، هنا يبرز اسم العالم الاقتصادي الكبير جوزيف ستيجليتز أحد أهم مناوئي أيدلوجية السوق الحرة.
في 2001م حصل ستيجليتز على جائزة نوبل في الاقتصاد تقديرا لإسهاماته في الاقتصاد العالمي، فقد عمل أستاذا للاقتصاد في عدة جامعات مرموقة كجامعة ييل وجامعة برنستون وجامعة ستانفورد وجامعة كولومبيا، وفي 1993م عمل مستشارا اقتصاديا في البيت الأبيض إبان إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وفي 1997م التحق بالبنك الدولي وشغل منصب الاقتصادي الأول للبنك، ونائبا للرئيس حتى 2000م، ومن خلال هذه الخبرة التراكمية العميقة لستيجليتز تبرز أهميته العالمية كونه جمع بين تدريس العلم التنظيري في الجامعات الأمريكية وبين ممارسة الواقع الاقتصادي خلال عمله في البنك الدولي.
يعتبر ستيجليتز من أنصار المدرسة الكنزية التي ترى ضرورة تدخل الدولة في ضبط الأسواق والحركة التجارية، فهو لا يؤمن باليد الخفية التي تحرك السوق التي جاء بها عالم الاقتصاد الشهير آدم سميث، ولا يؤمن أيضا بأن قانون الطلب والعرض هو البيئة التي يتم من خلالها ضبط حركة الأسواق، بل يرى أن كل ذلك يؤدي إلى فوضى الحركة التجارية، ويستدل ستيجليتز بأن هذه الفوضى هي المسبب الأساسي لكل الأزمات العالمية التي تعصف بالعالم بين وقت وآخر، كأزمة النمور الآسيوية في 1997م، والأزمة العالمية التي حدثت في 2008م، ولذا هو يطلق صيحة التحذير من أزمة اقتصادية قادمة قد تعصف بالنظام الاقتصادي برمته إن لم تنتبه الولايات المتحدة إلى ذلك بحكم أنها الدولة التي رعت منهجية النيوليبرالية العالمية وأصرت عليها، بالإضافة إلى أنها البيئة الحاضنة لمؤسسات الاقتصاد الدولية، فالعالم اليوم يعاني من تبعات هذه المنهجية السلبية كالبطء في النمو وتزايد عدم الاستقرار وتفاقم البطالة حول العالم.
وحول أحداث الانتخابات الأمريكية الحالية، أصدرت دورية فورين بوليسي الأمريكية عددها الأخير تحت عنوان: عزيزتي أمريكا، لتضم مجموعة من المقالات الهامة التي تهم الناخب الأمريكي في جميع قضاياه، ومنها بالطبع الشأن الاقتصادي، ولا شك أن مقالة جوزيف ستيجليتز قد حازت على قصب الاهتمام، ليس بين اقتصاديي الولايات المتحدة وحدها، وإنما اقتصاديو العالم نظرا لأهمية الأفكار التي طرحها، فهو يرى أن الواقع الاقتصادي العالمي اليوم يعكس لنا مدى إخفاقات النيوليبرالية والأسواق المفتوحة التي انحرفت كثيرا عن مبادئ الإنسانية، ويؤكد أن تلك الإخفاقات تتمثل في كل الاتجاهات من البطء في النمو إلى تزايد عدم الاستقرار واللامساواة وتفاقم البطالة وغير ذلك، ويختتم مقالته بدعوته إلى رأسمالية جديدة تتواكب مع المتغيرات العالمية الحالية.
خاتمة القول.. بعد انتشار نظرية ستيجليتز الاقتصادية وتزايد أنصارها حول العالم، هل ستشكل أفكاره النواة الأولى في تدشين نظام اقتصادي عالمي جديد؟
albakry1814@
في 2001م حصل ستيجليتز على جائزة نوبل في الاقتصاد تقديرا لإسهاماته في الاقتصاد العالمي، فقد عمل أستاذا للاقتصاد في عدة جامعات مرموقة كجامعة ييل وجامعة برنستون وجامعة ستانفورد وجامعة كولومبيا، وفي 1993م عمل مستشارا اقتصاديا في البيت الأبيض إبان إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وفي 1997م التحق بالبنك الدولي وشغل منصب الاقتصادي الأول للبنك، ونائبا للرئيس حتى 2000م، ومن خلال هذه الخبرة التراكمية العميقة لستيجليتز تبرز أهميته العالمية كونه جمع بين تدريس العلم التنظيري في الجامعات الأمريكية وبين ممارسة الواقع الاقتصادي خلال عمله في البنك الدولي.
يعتبر ستيجليتز من أنصار المدرسة الكنزية التي ترى ضرورة تدخل الدولة في ضبط الأسواق والحركة التجارية، فهو لا يؤمن باليد الخفية التي تحرك السوق التي جاء بها عالم الاقتصاد الشهير آدم سميث، ولا يؤمن أيضا بأن قانون الطلب والعرض هو البيئة التي يتم من خلالها ضبط حركة الأسواق، بل يرى أن كل ذلك يؤدي إلى فوضى الحركة التجارية، ويستدل ستيجليتز بأن هذه الفوضى هي المسبب الأساسي لكل الأزمات العالمية التي تعصف بالعالم بين وقت وآخر، كأزمة النمور الآسيوية في 1997م، والأزمة العالمية التي حدثت في 2008م، ولذا هو يطلق صيحة التحذير من أزمة اقتصادية قادمة قد تعصف بالنظام الاقتصادي برمته إن لم تنتبه الولايات المتحدة إلى ذلك بحكم أنها الدولة التي رعت منهجية النيوليبرالية العالمية وأصرت عليها، بالإضافة إلى أنها البيئة الحاضنة لمؤسسات الاقتصاد الدولية، فالعالم اليوم يعاني من تبعات هذه المنهجية السلبية كالبطء في النمو وتزايد عدم الاستقرار وتفاقم البطالة حول العالم.
وحول أحداث الانتخابات الأمريكية الحالية، أصدرت دورية فورين بوليسي الأمريكية عددها الأخير تحت عنوان: عزيزتي أمريكا، لتضم مجموعة من المقالات الهامة التي تهم الناخب الأمريكي في جميع قضاياه، ومنها بالطبع الشأن الاقتصادي، ولا شك أن مقالة جوزيف ستيجليتز قد حازت على قصب الاهتمام، ليس بين اقتصاديي الولايات المتحدة وحدها، وإنما اقتصاديو العالم نظرا لأهمية الأفكار التي طرحها، فهو يرى أن الواقع الاقتصادي العالمي اليوم يعكس لنا مدى إخفاقات النيوليبرالية والأسواق المفتوحة التي انحرفت كثيرا عن مبادئ الإنسانية، ويؤكد أن تلك الإخفاقات تتمثل في كل الاتجاهات من البطء في النمو إلى تزايد عدم الاستقرار واللامساواة وتفاقم البطالة وغير ذلك، ويختتم مقالته بدعوته إلى رأسمالية جديدة تتواكب مع المتغيرات العالمية الحالية.
خاتمة القول.. بعد انتشار نظرية ستيجليتز الاقتصادية وتزايد أنصارها حول العالم، هل ستشكل أفكاره النواة الأولى في تدشين نظام اقتصادي عالمي جديد؟
albakry1814@