الأسرة ودعم سيكولوجية التعلم
الخميس - 05 سبتمبر 2024
Thu - 05 Sep 2024
تشرفت مسبقا من جريدة مكة بنشرها مقالتين لي بهذه المساحة المباركة بصفحة الرأي، الأولى بعنوان "كاد أن يكون رسولا" بتاريخ 22 -8- 2024، والثانية في "نور على نور" 29 -8-2024؛ واللتين تعمدت من خلالهما بمناسبة العام الدراسي الجديد تسليط الضوء على مكانة المعلم والمعلمة مقدمي العلم، ودور الطالب والطالبة متلقي العلم، اللذين أعتبرهما الضلعين المتقابلين للعملية التعليمية، وبهذا المقال يكتمل ضلع القاعدة ليتشكل مثلث فلسفة التعلم الذي يقوم عليه الضلعان لضمان ثبات المثلث من أي تدخل قد يخلخل أركانه وزواياه المتسقة.
فلسفة التعلم فيما أراه بأنها بذل عدة أساليب وتطبيق مجموعة نظريات واستخدام جملة آليات تنعكس لإحداث التغير الإيجابي في قيم المتعلم ومهاراته وسلوكياته، وتضيف له الخبرات التي تساعده وتمكنه من التفكير المنضبط ليعيش حياته بوعي وإدراك يساعده على اختيار أفضل البدائل المتاحة وتقرير مصيره لتحقيق جودة حياته.
الأسرة أعتبرها المظلة المكونة من عدة أقطاب متشعبة من إخوة وأخوات يجتمعون على عمود ارتكازي واحد يضم الأب والأم لبناء الأساس التربوي الصالح للطالب والطالبة؛ ولا يفوتني أن أشير لمن يقوم بالدور المساند للأسرة، كالأقارب المحتضنين وبيوت الرعاية والأسر البديلة، الذين يعززون الجانب النفسي للطلاب في حال غياب الأسر الأساسية.
سيكولوجية الأسرة لدعم التعلم والتعليم أرى بأنها الدعم المعنوي لفهم النواحي النفسية العميقة بملاحظة وتقصي سلوكيات الأبناء واستقراء ردود أفعالهم العفوية والمقصودة بلغة الجسد؛ سواء الشفوية بالنطق والفعلية بالتصرف والإيمائية بالتعبير، والتي تحتاج لفهم وإدراك أسري مسبق عن سبب تلك الإشارات اليدوية، أو ما الداعي لذلك العبوس ولماذا التكاسل في الذهاب للمدرسة، أو المسبب لإصدار الكلمات غير المستحبة التي ينطق بها الأبناء حتى تتم الإحاطة بالوقائع الحالية وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية مرحليا.
في فترة الهياج العاطفي وعدم الاستقرار المشاعري هنالك تبعات تظهر على المرحلة العمرية الحرجة لدى الطلاب، ما تسمى بفترة المراهقة؛ الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز ثلاثة مقومات، أولا آلية الصبر والتصبر، ثانيا الحنان والاحتضان، ثالثا التشارك الوجداني والحوار؛ والبعد عن ثلاثة مدمرات، أولا الصراخ والتضجر، ثانيا الشجار الزوجي المتكرر، ثالثا الإهمال وعدم السؤال.
استدراك نفسية الطلاب بجميع المراحل التعليمية وعدم التدخل بالإجبار لدراسة تخصص معين أو عقد المقارنة بينهم وبين آخرين هو جوهر الدعم الأسري لسيكولوجية التعلم، بترك المجال ليستقر لديهم النضج التعليمي ويختارون المسار المناسب بحسب ميولهم وتفضيلاتهم النفسية والعقلية.
قد يتساءل القراء الأفاضل هل من الضروري دراسة تخصص علم النفس لنستطيع التعامل مع الأبناء ونستوعب سلوكياتهم؟
ليس بالضرورة إطلاقا؛ لكن من حق الأبناء على أسرهم التكامل والتكاتف بالتثقيف النفسي الذاتي بكيفية التعامل مع مراحل النمو المختلفة للإناث والذكور، والوعي بمراكمة الخبرات من نصائح السابقين المربين والمستشارين المتخصصين، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة المتاحة وانتقاء أصحاب الفكر والراي في الشأن التربوي.
ليس لدينا العذر في هذا العصر؛ جميعنا يستطيع امتلاك الوعي للدعم النفسي للأبناء، والذي يبدأ بفهم الأسرة لفلسفة التعلم والتربية والتعليم.
فإذا صلحت القاعدة استقام عليها ضلعا المثلث التعليمي.
Yos123Omar@
فلسفة التعلم فيما أراه بأنها بذل عدة أساليب وتطبيق مجموعة نظريات واستخدام جملة آليات تنعكس لإحداث التغير الإيجابي في قيم المتعلم ومهاراته وسلوكياته، وتضيف له الخبرات التي تساعده وتمكنه من التفكير المنضبط ليعيش حياته بوعي وإدراك يساعده على اختيار أفضل البدائل المتاحة وتقرير مصيره لتحقيق جودة حياته.
الأسرة أعتبرها المظلة المكونة من عدة أقطاب متشعبة من إخوة وأخوات يجتمعون على عمود ارتكازي واحد يضم الأب والأم لبناء الأساس التربوي الصالح للطالب والطالبة؛ ولا يفوتني أن أشير لمن يقوم بالدور المساند للأسرة، كالأقارب المحتضنين وبيوت الرعاية والأسر البديلة، الذين يعززون الجانب النفسي للطلاب في حال غياب الأسر الأساسية.
سيكولوجية الأسرة لدعم التعلم والتعليم أرى بأنها الدعم المعنوي لفهم النواحي النفسية العميقة بملاحظة وتقصي سلوكيات الأبناء واستقراء ردود أفعالهم العفوية والمقصودة بلغة الجسد؛ سواء الشفوية بالنطق والفعلية بالتصرف والإيمائية بالتعبير، والتي تحتاج لفهم وإدراك أسري مسبق عن سبب تلك الإشارات اليدوية، أو ما الداعي لذلك العبوس ولماذا التكاسل في الذهاب للمدرسة، أو المسبب لإصدار الكلمات غير المستحبة التي ينطق بها الأبناء حتى تتم الإحاطة بالوقائع الحالية وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية مرحليا.
في فترة الهياج العاطفي وعدم الاستقرار المشاعري هنالك تبعات تظهر على المرحلة العمرية الحرجة لدى الطلاب، ما تسمى بفترة المراهقة؛ الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز ثلاثة مقومات، أولا آلية الصبر والتصبر، ثانيا الحنان والاحتضان، ثالثا التشارك الوجداني والحوار؛ والبعد عن ثلاثة مدمرات، أولا الصراخ والتضجر، ثانيا الشجار الزوجي المتكرر، ثالثا الإهمال وعدم السؤال.
استدراك نفسية الطلاب بجميع المراحل التعليمية وعدم التدخل بالإجبار لدراسة تخصص معين أو عقد المقارنة بينهم وبين آخرين هو جوهر الدعم الأسري لسيكولوجية التعلم، بترك المجال ليستقر لديهم النضج التعليمي ويختارون المسار المناسب بحسب ميولهم وتفضيلاتهم النفسية والعقلية.
قد يتساءل القراء الأفاضل هل من الضروري دراسة تخصص علم النفس لنستطيع التعامل مع الأبناء ونستوعب سلوكياتهم؟
ليس بالضرورة إطلاقا؛ لكن من حق الأبناء على أسرهم التكامل والتكاتف بالتثقيف النفسي الذاتي بكيفية التعامل مع مراحل النمو المختلفة للإناث والذكور، والوعي بمراكمة الخبرات من نصائح السابقين المربين والمستشارين المتخصصين، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة المتاحة وانتقاء أصحاب الفكر والراي في الشأن التربوي.
ليس لدينا العذر في هذا العصر؛ جميعنا يستطيع امتلاك الوعي للدعم النفسي للأبناء، والذي يبدأ بفهم الأسرة لفلسفة التعلم والتربية والتعليم.
فإذا صلحت القاعدة استقام عليها ضلعا المثلث التعليمي.
Yos123Omar@