نحو طريق تطور البنية التحتية الداعمة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة

الثلاثاء - 03 سبتمبر 2024

Tue - 03 Sep 2024

لمواكبة الثورة الرقمية التي خلقت مفاهيم وأساليب حديثة لإدارة الأعمال وخدمات المستهلك، يشهد العالم تغيرات متسارعة على صعيد تغير نماذج تطوير الأعمال والانتقال بها لمراحل متقدمة من الرقمنة. وتعتبر تقنية الحوسبة السحابية إحدى أبرز التقنيات المؤثرة في مسيرة أعمال وخدمات قطاعات عديدة أهمها الصحة، والقطاع الصناعي والمصارف والحكومات الالكترونية.

وانطلاقاً من أهمية التعاون في مجال تسريع تبني مفهوم الحوسبة السحابية داخل مؤسسات القطاعين العام والخاص في المملكة العربية السعودية، تم إنشاء جمعية الحوسبة السحابية السعودية عام 2019 من قبل مجموعة من المختــصين، وإطلاق "سياسة الحوسبة السحابية أولاً" التي تهدف إلى تسريع انتقال الجهات الحكومية لحلول الحوسبة السحابية، إحدى الركائز الأساسية لدعم وقيادة التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية.

وتواصل المملكة احتضان الشركات العالمية الرائدة في الحوسبة السحابية وعقد شراكات إستراتيجية معها. وضمن هذا الإطار، تم تنظيم قمة هواوي كلاود السعودية 2024 في العاصمة الرياض، و أعلنت هواوي فيها عن مجموعة من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى بناء بنية تحتية متينة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة في المملكة. ويأتي تنظيم الحدث في سياق دعم تحقيق رؤية 2030 لتسريع التحول الرقمي في المملكة ضمن مختلف القطاعات، وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رائد للابتكار الرقمي.

استعرض الحدث الذي حضره أكثر من 600 ضيف من دول المنطقة والعالم، أحدث التطورات في تقنيات الذكاء الاصطناعي الرئيسية، ولا سيما عمليات استدلال وتدريب النماذج الداعمة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والموارد الخاصة بالنظام الإيكولوجي للسحابة من شركة هواوي بمختلف أطياف شركاءه الدوليين والصينيين. وعرضت الشركة على الأعمال من القطاعات الحكومية والشركات الكبرى منتجاتها وحلولها التي يمكن أن تساعدهم على تعزيز القدرات التنافسية والارتقاء بتجارب العملاء، وفي مقدمتها استخدام نماذج بانغو (Pangu) لتسريع اعتماد التقنيات الذكية في قطاعات الأعمال.

وأوضح مسؤولي الشركة خلال القمة بأن هواوي ملتزمة بمساعدة الحكومة السعودية على تحفيز تبني نهج الانتقال للسحابة كأحد أهم محفزات نمو وتطوير الأعمال والخدمات ضمن القطاعات العامة والخاصة، حيث تشمل محفظة هواوي الكاملة من قدرات الذكاء الاصطناعي تقنيات تدعم توفير الحوسبة في كل مكان، وتسهم في خفض التكاليف، وتعزيز أمن البيانات، والارتقاء بتجربة خدمة السحابة الطرفية. وتتميز هواوي كلاود بتوفير زمن استجابة منخفض يصل إلى 25 مللي ثانية في جميع أنحاء المملكة. ووفرت الشركة مجموعة من حلول الذكاء الاصطناعي في السوق السعودي تدعم مختلف القطاعات، بما فيها الخدمات الحكومية وتجارة التجزئة والتمويل، والتي تستفيد من تقنيات وخبرات هواوي المتطورة.

في القطاع الحكومي، تساعد هواوي كلاود الحكومة السعودية في إنشاء منصة بيانات ضخمة لتعزيز كفاءة مشاركة البيانات بين الدوائر الحكومية، حيث يتم استخدام نموذج Pangu للخدمات الحكومية لدعم تنفيذ المدن الذكية بفعالية أكبر. وفي قطاعي التجزئة والتجارة الإلكترونية، تدعم هواوي كلاود شركة التجارة الإلكترونية المحلية "زود" للتوسع في سوق التجارة الإلكترونية والتجزئة السعودية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم هواوي كلاود حلولاً مبتكرة في مجال الخدمات المصرفية الرقمية، والتي تدعم شركات القطاع من خلال تزويدها بخدمات توصيل فعالة وإجراءات أمن سيبراني قوية.

وأكد ستيفن يي، رئيس هواوي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى استمرار مساعي الشركة لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية في مجال تبني السحابة في المملكة بالتعاون مع شركائها المحليين والعالميين الذين يدعمون جهود الابتكار المتواصل لتلبية احتياجات مختلف شرائح العملاء في المملكة ومساعدتهم على تسريع اعتماد التقنيات الذكية في قطاعات الأعمال. كما أكد على حرص هواوي على مواصلة العمل لتحسين وتطوير المواهب التقنية في مجالي الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي في المملكة والمنطقة بشكل عام.

يتطلب نمو حلول الحوسبة السحابية بالمملكة توافر بيئة رقمية داعمة من خلال تطوير حلول التخزين الرقمي للبيانات بهدف تقديم خدمات سحابية متكاملة يتحمل في ضوئها مزود خدمات الحوسبة السحابية مسؤولية إدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات للعميل، ودمج التطبيقات، وتطوير قدرات ووظائف جديدة لمواكبة متطلبات السوق والصناعة. كذلك، يتطلب من موفر خدمات الحوسبة السحابية الاستثمار في أحدث تقنيات الأمان باستمرار الاستجابة للتهديدات المحتملة لأنظمة البيانات مع مراعاة الطبيعة الخاصة للأنواع المختلفة من الحوسبة السحابية.

وفي هذا الإطار، قالت جاكلين شي، نائب رئيس شركة هواوي كلاود العالمية ورئيس التسويق والمبيعات لشركة هواوي كلاود العالمية: "لطالما كانت هواوي كلاود سباقة في دعم استراتيجية السيادة الرقمية للمملكة العربية السعودية، حيث باتت أول مزود خدمات سحابية يلتزم كلياً بالسياسات الحكومية المعنية بأمن البيانات. ونحن ملتزمون بحماية سلامة وخصوصية بيانات عملائنا السعوديين من خلال اعتماد التكنولوجيا المتطورة وتوطين الخدمات، والمساهمة في نمو الاقتصاد الرقمي المحلي".

وكانت هواوي كلاود قد أصدرت نموذجًا جديدًا للغة العربية (LLM)، ليكون خطوة هامة لدعم التحول الرقمي في الشركات والصناعات المختلفة في المنطقة، حيث يشمل خدمة التعرف التلقائي على الكلام (ASR)، التي تدعم كافة الوظائف في الدول الناطقة باللغة العربية، ويصل معدل الدقة إلى 96٪. وتم اعداد النموذج اعتمادا على بيانات اللغة العربية التي تضمن فهمًا دقيقًا للثقافة المحلية والتاريخ والمعرفة والعادات في العالم العربي بدلاً من استخدام الترجمة. وساعدت هواوي كلاود الحكومة السعودية على تطوير نموذج لغوي كبير للغة العربية خاص بها، والذي يدعم أكثر من 20 تطبيقاً للذكاء الاصطناعي ويستخدم عدداً كبيراً من الموارد. وفيما يخص خدمات الذكاء الاصطناعي جاء نموذج بانغو Pangu من هواوي كلاود لدعم الصناعات المختلفة بقدرات الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على مجموعات بيانات تغطي أبرز القطاعات المتخصصة.

شهدت إيرادات هواوي في مجال خدمات السحابة العامة بالسعودية نمواً هائلاً بمعدل 10 مرات خلال العام الماضي منذ إطلاق ’هواوي كلاود منطقة الرياض. وتوفر هواوي كلاود خدماتها لأكثر من 300 عميل في المملكة، بمن فيهم وزارات حكومية، و3 من كبرى شركات الاتصالات، وعدد من شركات التكنولوجيا المالية وشركات الإعلام، بالإضافة إلى 90% من الشركات الصينية التي توسع أعمالها إلى المملكة، وجميع شركات صناعة السيارات الصينية في البلد، ما يعكس الثقة المتزايدة التي توليها الشركات السعودية لحلول هواوي السحابية.

وتعتبر هواوي كلاود من الشركات المتسارعة النمو في سوق السحابة العالمي، وتلعب دوراً هاماً في تسهيل أعمال مختلف القطاعات ونموها وتطوير خدماتها، بما فيها الإعلام والترفيه، وتجارة الإلكترونية والتجزئة، والتمويل عبر الإنترنت، والاتصالات، والمركبات الذكية. ومن خلال بنيتها الأساسية للحوسبة السحابية وابتكارها التكنولوجي، تساعد هواوي كلاود عملائها على تحويل أعمالهم وتحسين كفاءتها التشغيلية. وفي المملكة، تلتزم هواوي كلاود بتأسيس نظام إيكولوجي محلي مزدهر من خلال دعم تطوير أكثر من 100 شريك، وتدريب أكثر من 3000 طالب جامعي في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات.