شاهر النهاري

جماليات الحياة تزهو بالثنائيات

الاثنين - 02 سبتمبر 2024

Mon - 02 Sep 2024

توافق الدهشة والتقارب والامتزاج والثنائيات تكتب الجمال، فأن تكون صديقا للأب والابن في الحين نفسه تصنع ثنائية نعمة لها العجب، بالعيش ضمن مستويين من الفكر الإنساني، وهذه بعض أبعاد ما عرفته مع الصديق الكاتب يعنى الله الغامدي، وابنه رسام الكاريكاتير أيمن الغامدي في تشارك وتقارب اهتمامات وحوارات ونقد أدبي وفني تشكيلي، وجدت نفسي بينمها أعيش ثنائيتين تتمازجان دوما بالالتقاء.

ما مدى صعوبة السير على طريقين بثنائية إبداع الكتابة والريشة؟

وسبب كلماتي هذه كون الصديق والأخ يعنى الله يرقد حاليا على فراش طلب الشفاء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، الذي أراه من أنجح المشاريع الطبية السعودية.

وكان يرقد بجواره ابنه البار أحمد، في ثنائية حب أخرى، فعندما احتاج الأب إلى زراعة الكبد، كان أول المتبرعين ابنه أحمد بتناسب وتطابق.

ثنائية أخرى تحدث بين جوف الابن وجوف والده، بمبادرة أصيلة عظيمة تعيش إلى الأبد، ضمن اندماج داخلي وصلة دم واحدة تتكامل فيها قصص الحب والشجاعة والإيثار وتجعل الأعين تدمع، بتبجيل القصص الجميلة تدخلهما في أعماق ثنائيات تناغم الحياة الأسرية الجميلة الرحيمة، بحروف تحكي أن الخير ما يزال موجودا بين الأهل، بمدافعة حياة مادية تعجز عن تشويه إنسانية مجتمعاتنا السعودية، التي تشتري التكامل والحب والفداء.

سامحوني، فمشاعري تخنقني بالعبرة، كلما استرجعت مشاعر الابن الشاب أحمد وهو يؤكد لي بأنه يعيش قمة سعادته بما فعل، حيث خضع جسده لثنائية عجب عصر نعيشه، بثقة فريق طبي من عقول وأيدي المتخصصين في زراعة الكبد، وبتعدد تخصصاتهم ومهامهم الحيوية على مستوى الوطن السعودي، معانقين ثنائيات عجب الكترونية مشتركة مع الذكاء الاصطناعي وبأيدي روبوت جراح متطور فاعل متمكن في عمله الدقيق ومبدع ببلوغ غاية الفائدة وأقل الأضرار والفتحات والمضاعفات.

كل تلك الجهود عظيمة مجتمعة تعتبر إعجازا عصريا للوطن، وهي أيما توفيق، وتناغم بصنع الثنائيات، المفهومة من ناحيتي.

ولكني لن أتمكن من تخيل كامل مشاعر الأب من قبل وبعد، فمن المؤكد أنه كان يتمنى لو يساير النقص، ويتحمل كل ألم دون أن تصيب أحد أبنائه شكة دبوس.

غير أنه بيقينه خضع للواقع وتوصيات الفريق الطبي، وإصرار الابن على الإسراع بذلك، دون جدولة بقوائم الانتظار، قد تطول مراحلها ولا تبلغ نسبة تطابق جيني عند الابن.

لقد كانت الحكاية والمشاعر والقرار تمثل تعاقدا وتصالحا مع الثنائيات، فكل الأبناء والبنات كانوا يتمنون لو يدخلوا مجال الفداء ومساعدة أعز الناس إلى أكبادهم، والذي ظل يعاني ويماطل صعوبة القرار، على أمل أن يهبه القدر بركات ثنائية أخرى، من خلال متبرع يأتي من الغيب، ولا يظل أمام عينيه طوال الوقت.

الحمد لله المتبرع أحمد تخطاه الشر، وهو الآن في بيته بين أسرته وأبنائه.

والشكر يتعاظم لله فالأب يعنى الله، في صحة جيدة بعد أن التأم جوفه بثنائية كبده القديم مع فلذة كبده الجديد، ونتمنى له سرعة البرء والخروج من مناطق متابعة الفريق الطبي المشرف على مراحل الشفاء والنقاهة.

ولعلنا هنا أن نشكر عطاء الفريق الطبي، ونتمنى استمرار ثنائيات إبداعاتهم وجهودهم في تطوير عمليات التبرع والزراعة الإنسانية على كل الأصعدة.

shaheralnahari@