برجس حمود البرجس

العلامة التجارية.. أهميتها وتأثيرها

الاحد - 01 سبتمبر 2024

Sun - 01 Sep 2024

العلامة التجارية هي ارتباط بين الشركة وإدارتها وموظفيها مع المستهلكين ومع السوق، وتعتبر علامة تميز تخلق الفارق في القدرة التنافسية للشركات في الأسواق المحلية والعالمية، وتجذب المزيد من العملاء والممولين والاستثمارات، وتمنح الموثوقية الأكبر بسمعتها وهيمنتها.

أول علامة تجارية مسجلة في المملكة هي "كبريت الشعلة"، عندما كانت تسمى "علامة فارقة" آنذاك، وقد سجلت في عام 1365هـ، وهي ملكية لـ "شركة سعيد بن زقر وشركاؤه"، وساعدها ذلك كثيرا في تسويق المنتج وزيادته وحمايته، وكانت إضافة كبيرة لهم طوال تلك السنين. رغم أن علامة "كبريت الشعلة" أضافت الكثير للشركة، إلا أنه في الفترة الحالية لا يعتبر تسجيل العلامة التجارية إضافة للشركة والمنتج فقط، بل إنه أصبح ضرورة لتميزها وسمعتها وحماية ابتكاراتها.

اليوم، ومع ضرورة تسجيل العلامات التجارية وأهميتها، أنشأت المملكة "الهيئة السعودية للملكية الفكرية"، وهذا لالتزام المملكة في تعزيز العلامات التجارية، وهي أصول غير ملموسة (موارد غير مادية) وقادرة على توليد فوائد اقتصادية حالية ومستقبلية.

المملكة تعي أهمية العلامة التجارية في بناء علاقات تجارية مستدامة لدعم النمو الاقتصادي للشركات وسمعتها محليا وعالميا. "الهيئة" أبلت بلاء حسنا خلال فترة وجيزة، ولعبت دورا مهما وبارزا في حماية الفكر والإبداع الإنساني والمؤسساتي.

العلامة التجارية تمكن من الابتكار وحمايته وتقديم منتجات وخدمات جديدة، ويعتبر الابتكار عنصرا حيويا لنمو الأعمال واستمرارها في الأسواق، وجميع ذلك ينعكس على سمعة الشركة وموثوقيتها وسهولة تسويقها. وأصبح تسجيل العلامة التجارية في وقتنا هذا ضرورة وليس فقط إضافة، حيث إنه مطلب لتوسع الأعمال للشركات الناجحة وزيادة فرص العمل والوظائف المصاحبة، بالتالي يعود بالمساهمة في النمو الاقتصادي بالمملكة.

تأتي أهمية تسجيل العلامة التجارية لحماية الحقوق الملكية الفكرية، وتعتبر ضامنا لحفظ الحقوق لأصحابها ومنع التعدي عليها، وهذا يعزز من قدراتها على التنافس. كما أن العلامة التجارية المسجلة تساعد على فتح فرص تجارية وتوسع محلي وعالمي، وهذا يرفع من قيمة الشركة وإيراداتها وأرباحها.

بالإضافة إلى ذلك، تسجيل العلامة التجارية يحفز الابتكار ويعزز من الثقة مع العملاء وولائهم، ويرفع من القيمة السوقية، حيث إن الكثير من العملاء يبني علاقة بينه وبين أي منتج ذي جودة عالية ومحمي من التقليد والنسخ، وهذا يشجع الشركات على المزيد من الابتكارات لثقتهم بأهمية عوامل الاستدامة (الابتكار والحماية والتوسع وتزايد القيمة السوقية).

هناك أمثلة كثيرة على العلامات التجارية العالمية التي اكتسبت ما تم ذكره هنا في المقال من الابتكار والحماية والتوسع وزيادة القيمة السوقية، فمثلا "كلينيكس" التي ما زالت مرغوبة عالميا منذ 1924م، وبنت ثقة بين الشركة والمنتج مع العملاء حيث الجودة والموثوقية، فتوسعت إلى منتجات أخرى للعناية الشخصية، وهي من أكبر الشركات في قطاع المناشف الورقية من حيث المبيعات والشهرة. كذلك الأمر لبقية العلامات التجارية المميزة عالميا.

اليوم في مملكتنا الحبيبة، ومع نهضتها التنموية من خلال رؤية السعودية 2030 وبقيادة عرابها الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، تنعم المملكة باستراتيجية وأنظمة متكاملة لتسجيل العلامات التجارية وحفظ حقوق الملكية الفكرية من خلال "الهيئة"، وهذا ساهم - ويساهم - في زيادة ابتكارات الشركات وتوسع أعمالها وارتفاع قيمتها السوقية.