عبدالمعين عيد الأغا

سلوك يفسد الأبناء صحيا!!

الأربعاء - 28 أغسطس 2024

Wed - 28 Aug 2024

كثيرا ما أشاهد أن بعض الآباء الأعزاء يتبعون سلوكا خاطئا ومؤثرا على صحة أبنائهم، إذ يلاحظ توجههم للسوبرماركت أو البقالة مباشرة بعد أداء صلاة العشاء وشراء الحلويات والوجبات المغلقة مثل الشيبس والدونات وغيرها ومشروبات غازية أو معلبة تحتوي على سكريات عالية، وذلك بشكل يومي تكريما وتعبيرا لحبه الكبير لأبنائه وتشجيعهم وتحفيزهم على الدراسة وحل الواجبات.

لا شك أن هذا السلوك العاطفي غير صحي ويسهم في حدوث انعكاسات سلبية على صحتهم مع مرور الوقت، ومن ذلك زيادة الوزن تدريجيا والكوليسترول والتعرض لارتفاع الضغط وغير ذلك، فهذه الوجبات غير الصحية تحتوي على نسبة عالية جدا من الدهون والأملاح والسكريات وجميعها تتراكم مع الوقت في الجسم، ولا سيما إذا كان الطفل من النوع الخامل الذي لا يمارس أي نشاط رياضي وحركي، ويقضي جل وقته جلوسا على الأجهزة الالكترونية لساعات طويلة.

وهناك فئتان من الأطفال وهذا ما تم رصده من خلال متابعاتي التشخيصية للأطفال، فالفئة الأولى التي بدأت بالفعل تصحح مسار حياتها بضبط السلوكيات الغذائية ومراعاة القيم الصحية التي تمنعهم نهائيا من السلوكيات الصحية الخاطئة في جوانب تناول الأكل غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة والسهر، وغير ذلك من الأمور المؤثرة على صحتهم، وهنا نثمن دور الوالدين الكبير في مراعاة صحة أبنائهم وحمايتهم من الأمراض المكتسبة، بينما هناك فئة ثانية للأسف ما زالت بعيدة عن القيم الصحية التي تحافظ على صحتهم وتجنبهم مشاكل زيادة الوزن والسمنة، ولا أخفي أن قلت إنه بإجراء التحاليل اللازمة لهم والتي تخص الهرمونات لرصد ومعرفة مسببات السمنة لديهم نجد أن النتائج لدى 95% من الأبناء تكون سليمة وليس لها أي علاقة بزيادة أو سمنة أبنائهم نتيجة اختلال الهرمونات، وبذلك نكتشف أن السبب وراء سمنتهم اتباع نمط غير صحي في الحياة مثل الاعتماد والإكثار من تناول الوجبات السريعة والمقليات والمشروبات الغازية والوجبات المغلفة، وجميعها مؤثرة على صحة الجسم.

كما لا يفوتني ومع بدء الدراسة أن أؤكد على أهمية اصطحاب الابن وجبته الصحية من المنزل "اللانش بوكس" إلى مدرسته، على أن تكون بعيدة عن الأطعمة التي لا قيمة غذائية لها مثل الكروسونات الجاهزة والدونات السكرية، إذ إن إعدادها من قبل الأم يضمن وجود جميع العناصر الصحية وتنوع المصادر الغذائية ووجود شرائح مختلفة من الخضار والفواكه بجانب السندوتش الرئيسي،الذي قد يتضمن البيض أو الجبن وغير ذلك، فخلال خمسة أيام يمكن تقديم وجبات مناسبة ومتنوعة، مع التأكيد على أهمية تناول الطفل وجبة خفيفة من المنزل قبل خروجه من البيت مع الحليب أو عصير طازج غير معلب.

وبما أن حديثنا مرتبط بصحة الأطفال وحمايتهم من زيادة الوزن، فهنا يأتي التأكيد على أهمية النوم الصحي لأبناء المدارس وعدم السهر، لارتباط ذلك بإفراز الهرمونات المهمة، ومن ذلك هرمون النمو الذي يفرز ليلا وقت النوم ويساعد الأطفال على النمو الصحي وبلوغ الطول الصحي وتجنب قصر القامة، وإضافة إلى ذلك فهناك بعض النصائح المهمة للأبناء الغالين، ومنها الحد من ساعات استخدام الأجهزة الالكترونية والألعاب الالكترونية، وعدم هدر الوقت في أمور غير مفيدة، والاهتمام بالتحصيل العلمي من خلال تنظيم الوقت وحسن إدارته، وبجانب كل ذلك الحرص على ممارسة أي نشاط رياضي يساعد على حرق الدهون والسعرات ويحافظ على الوزن المثالي.

ختاما، اتباع القيم والسلوكيات الصحية والنمط الصحي للحياة من قبل الأبناء الأعزاء بمختلف شرائحهم العمرية يعزز لديهم قوة "الجهاز المناعي" وهو جهاز عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معا للدفاع عن الجسم وحمايته من الجراثيم التي قد تهاجمه، مثل البكتيريا والفيروسات التي تسبب له العدوى والأمراض، وأهم طرق تقوية الجهاز المناعي تتضمن: تناول الطعام الصحي، ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، المحافظة على وزن صحي، النوم الصحي، تجنب العادات السيئة ومنها التدخين.