ماجد بن نويصر

البلاستيك، شر لا بد منه يوشك أن ينقضي عصره

الأربعاء - 28 أغسطس 2024

Wed - 28 Aug 2024

تعد مشكلة البلاستيك من أبرز التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم، فالبلاستيك الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يحمل في طياته العديد من الأضرار البيئية التي تؤثر على صحة الكوكب، فهو مادة لا تتحلل بسهولة، مما يؤدي إلى تراكمه في البيئة.

يساهم البلاستيك في تلوث التربة والمياه ويمثل خطرا على الحياة البرية والنظم البيئية.

يتسبب البلاستيك في عدة أضرار منها:
  • تلوث الحياة البرية والبحرية: يقدر أن ملايين الأطنان من البلاستيك تدخل المحيطات كل عام، مما يشكل تهديدا للحياة البحرية. الحيوانات البحرية، مثل السلاحف والطيور والحيوانات البرية. وغالبا ما تخلط الحيوانات بين النفايات البلاستيكية والطعام. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ابتلاعها، مما يسبب إصابات داخلية أو جوعا أو حتى الموت. كما يمكن أن يؤدي تشابك الحيوانات في الحطام البلاستيكي إلى شللها، مما يتسبب في مزيد من الأذى.
  • تلوث التربة: يتسبب البلاستيك في تدهور جودة التربة، حيث يحد من قدرتها على امتصاص الماء والمواد المغذية. كما أن التحلل البطيء للبلاستيك يساهم في تلوث المياه الجوفية.
  • التأثير على السلسلة الغذائية: ينتج عن البلاستيك جسيمات بلاستيكية صغيرة تعرف بالميكروبلاستيك. توجد في المحيطات والأنهار وحتى في الهواء. يمكن لهذه الجسيمات أن تدخل السلسلة الغذائية مما قد يؤثر على صحة الإنسان.
  • انبعاثات الكربون: تصنيع البلاستيك يتطلب كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، ما يساهم في انبعاثات الكربون ويزيد من تأثيرات تغير المناخ.
تتخذ الدول المتقدمة خطوات جادة للتقليل من أضرار البلاستيك على البيئة من خلال سياسات وتشريعات واستراتيجيات مختلفة. قامت دول مثل كندا والمملكة المتحدة وأيرلندا بتطبيق قوانين صارمة للحد من استخدام البلاستيك، مثل حظر بعض أنواع البلاستيك أحادي الاستخدام.

تشجع هذه القوانين الصناعات على الابتكار وإيجاد بدائل مستدامة، منها على سبيل المثال:
  • حظر الأكياس البلاستيكية: العديد من الدول مثل فرنسا وألمانيا، فرضت حظرا على استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، أو فرضت رسوما عليها للحد من استخدامها.
  • إعادة التدوير: الدول مثل السويد وسويسرا لديها برامج إعادة تدوير متقدمة، حيث يتم إعادة تدوير نسبة كبيرة من النفايات البلاستيكية. كما تستثمر دول مثل ألمانيا في برامج إعادة التدوير المتقدمة. حيث يعتبر نظام إعادة التدوير في ألمانيا من الأكثر نجاحا في العالم، مما يقلل من كمية البلاستيك التي تلقى في المكبات.
  • الابتكار في المواد البديلة: تشجع الدول المتقدمة على تطوير مواد بديلة للبلاستيك تكون قابلة للتحلل الحيوي أو مصنوعة من مصادر متجددة.
  • الاقتصاد الدائري: يتم تصميم المنتجات خصيصا لإعادة الاستخدام والإصلاح وإعادة التدوير. يهدف هذا النهج إلى تقليل النفايات والاستفادة القصوى من الموارد.
  • البلاستيك الحيوي: تعمل دول مثل الدنمارك على تشجيع استخدام المواد البديلة القابلة للتحلل مثل الورق والقماش، من خلال دعم الابتكارات في هذا المجال وتقديم الحوافز للشركات. كما تستثمر بقوة في البلاستيك الحيوي، حيث يصنع من مصادر طبيعية مثل الذرة أو قصب السكر او القنب أو الجوت. هذا النوع من البلاستيك يتميز بتحلل أسرع من البلاستيك التقليدي. كما أن هناك عبوات صالحة للأكل مصنوعة من النشويات أو الأعشاب البحرية، بالإمكان تناولها أو تحللها بسهولة.
  • البحث العلمي: يتم التركيز على البحث العلمي والتطوير لإنشاء بلاستيك قابل للتحلل الحيوي وتحسين تقنيات إعادة التدوير. يمكن أن تؤدي الابتكارات مثل إعادة التدوير الكيميائي إلى تفكيك البلاستيك إلى مكوناته الأساسية لإعادة الاستخدام.
  • التوعية والتعليم ومشاركة المجتمع: تقوم الحكومات والمنظمات غير الحكومية بحملات توعية لتثقيف الجمهور حول أضرار البلاستيك وتشجيع السلوكيات الصديقة للبيئة. تعتبر حملات التوعية العامة والبرامج التعليمية ضرورية. حيث تهدف إلى تغيير سلوك المستهلك من خلال تعزيز المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام والتخلص المسؤول من النفايات البلاستيكية.
إن مشكلة البلاستيك تتطلب جهدا جماعيا من جميع دول العالم، وخاصة الدول المتقدمة التي تمتلك الموارد والإمكانات للقيام بذلك.

من خلال اتخاذ خطوات فعالة ومبتكرة، يمكننا جميعا المساهمة في حماية بيئتنا وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

MBNwaiser@