بسام فتيني

لماذا انطفأ شغف غرفة جدة!؟

الاحد - 25 أغسطس 2024

Sun - 25 Aug 2024

حديثي اليوم عن صرح رائع، كان صرحا من جمال فضوى في أزمنة مضت، هذا الصرح اسمه غرفة جدة وهي بيت التجارة والصناعة منذ فجر الدولة السعودية الحديثة، أقول قولي هذا مسجلا شهادة للتاريخ، بأنها الغرفة السباقة في كسر كل قيود الظلام، أذكر جيدا كيف أن هذه الغرفة تبنت مفهوم تمكين المرأة في أحلك الظروف، أذكر جيدا كيف أن مركز خديجة بنت خويلد واختيار اسمه بذكاء وضع المتشددين في مأزق من مهاجمته!

غرفة جدة كانت بحق منبرا للتنوير المهني والتطوير الفكري والمجتمعي عن طريق الممارسة العملية والتمكين والأحلام المتقدة دون تردد! هل تذكرون منتدى جدة الاقتصادي الذي كان حديث العالم حينها عند استضافته الرئيس الأمريكي كلينتون؟ هل تذكرون ماذا فعل الدكتور عبدالله صادق دحلان حين كان أمينا لغرفة جدة وسبق عصره في كل شيء آنذاك؟ انظر إلى البرج الحالي للمبنى وتذكر أن هذا الصرح لم يكن وليد اللحظة!

هل تذكرون كيف كان معرض ومنتدى شباب الأعمال حدثا سنويا لا يمكن أن يفوته أحد؟ كان بسبب هذا الحدث يزدحم طريق المدينة بسبب توجه الجميع لصالة المعارض والمؤتمرات حينها، حيث كان هذا الملتقى تجمعا حقيقيا لمن تراهم اليوم من كبار رجال الأعمال! كانت اللجان في غرفة جدة أشبه ببرلمان حقيقي كل في مجاله، وأذكر جيدا كيف كنت أستند إلى لجنة الأزياء والعبايات النسائية حين كانت حملة كفاية إحراج التي تطالب بتأنيث محلات المستلزمات النسائية بتطبيق قرار سعى من أجله غازي القصيبي رحمه الله حتى تحقق بعد رحيله!

وأذكر جيدا كيف كان منتدى جدة التجاري الرابع خلية نحل لا تقف من أجل مناقشة وتطوير سبل تسهيل التجارة والموانئ ورحلة الحاويات في الميناء! كنت حينها مدير المركز الإعلامي لهذا الحدث وفي المؤتمر الصحفي أذكر جيدا أن الدكتور محمد الصبان الخبير النفطي العريق التفت إلي وقال "أنتم بترول المستقبل" (ويقصد شباب هذا الوطن).

وغيرها وغيرها من ذكريات وإنجازات غرفة جدة سطرها التاريخ عبر أعوام ويوما بعد اليوم، لكن ماذا حدث؟

لماذا لم يستمر حتى اليوم هذا الوهج؟ رغم أن على رأس الهرم اليوم شخص رائع عرف بنجاحه وتميزه في مجاله وشركاته؛ فلماذا ما زالت الغرفة اليوم في وضع أقل مما تستحقه؟

أين بسطة ماركت؟ أين دور المجالس المشكلة مؤخرا بعد تطويرها ودمج اللجان فيها؟ ماذا يحدث في غرفة جدة؟ من يعيد لها الشغف؟ لا أعلم ولا أملك الرد لكني أشعل شمعة أمل العودة وأنتظر.

bassam_fatiny@