الليبرالية بين محاسن النظرية وتحديات التطبيق
الثلاثاء - 20 أغسطس 2024
Tue - 20 Aug 2024
ما هو تعريف الليبرالية كما تنص عليه المعاجم؟ وهل يتم تطبيق الليبرالية كما ينص عليه تعريفها؟ ولماذا يتم ترويج فوائدها المزعومة خاصة في منطقتنا العربية؟ هل ذلك لإنقاذ شعوبنا (من خطر لا وجود له) أم لغسل أدمغتها؟ وأخيرا لماذا ينعت الكثير في مجتمعنا كل من لا يتفق معهم أو يتبنى نهجهم بأنه حتما ليبرالي، وخاصة أننا نعلم بأنها تهمة ينطوي باطنها على تهمة أخرى "دينية" أعظم خطرا وأشد ضررا لا يتسع المجال لذكرها.
تعرف "الويكيبيديا" "الليبرالية" "نظريا" بأنها فلسفة سياسية أو رأي سائد يدور في فلك فسطاطين، فسطاط يعرف بالكلاسيكي والآخر بالاجتماعي، يعنى الأول بمبدأ الحرية والثاني بمبدأ المساواة.
وبنظرة تاريخية تؤصل لنشأة الليبرالية وعلى يد من تم ذلك نجد أن الليبرالية برزت كحركة سياسية بشكل أساسي خلال "عصر التنوير"، وكانت قاعدتها الرئيسية رفض المفاهيم الحاكمة في ذلك الوقت، وينسب الفضل في تأسيسها لفيلسوف القرن السابع عشر الإنجليزي "جون لوك" الشهير في حينه.
حاول العرب والمسلمون المواءمة بين الفهم الغربي والعربي لمبدأ الليبرالية عبر توظيف الأسس الليبرالية، كما حاولوا زرعها داخل نسيجهم الفكري والسلوكي وتوظيفها في مناشط حياتهم المختلفة من خلال ما أسموه بالليبرالية الإسلامية، إلا أن المراقب يجد بأن هذه المحاولة باءت بالفشل لسبب بسيط يجدر بالجميع معرفته، والذي يقول إن ما يناسب ثقافة معينة لا يعني بالضرورة أنه سيكون مقبولا ومرحبا به في ثقافة أخرى مغايرة تحكمها سنن ومسلمات مختلفة، هذا إن سلمنا جدلا بأن الغرب تمكن من استيعاب وتطبيق الليبرالية تطبيقا حرفيا كما ينص عليه تعريفها.
بالعودة لنقاش حقيقة تطبيق الغرب لهذا المبدأ الفكري والمعرفي يظهر لنا ولمن اطلع عن كثب على ثقافتهم وكيف يعيشون حياتهم، بل وحتى كيف يتم سن وتطبيق قوانينهم الوضعية التي تتنافى في معظمها مع تعريف الليبرالية المعجمي، الأمر الذي يؤكد أن تطبيق الليبرالية تطبيقا حرفيا هو تطبيق مستحيل ليس فقط لأنه خيالي وغير واقعي وإنما أيضا لأن الحياة المادية التي يعيشها البشر تؤكد حقيقة هذه الاستحالة.
والدليل على ما سبق ذكره أن كثيرا من الأحداث الدامية التي شهدتها بعض الساحات الغربية وقعت بسبب أن حرية الرأي والتعبير مقيدة في مخالفة واضحة وجلية لتعريف الليبرالية التي يزعم الغرب تبنيها، وهذا التناقض شكل معضلة فكرية ومجتمعية نراها رؤيا العين من خلال متابعة تفاعلات تلك المجتمعات وكيف تدير علاقتها بسلطتها الحاكمة.
إن سبب طرح هذا الموضوع يكمن بشكل رئيسي في أهمية نشر الوعي بين شرائحنا المختلفة حول أي قضية تتم إثارتها حتى نستطيع إجادة التعامل معها ومع خطرها (إن وجد)، لأن الواقع يقول إننا أهملنا القيام بهذا الدور التوعوي بشكل مركز يجعله أكثر فاعلية حتى لا يتسبب في خلق صراعات فكرية وأيدولوجية يعجز المجتمع عن المقاربة بين أطرافها، وهذا الأمر لا يستطيع القيام به إلا صانع القرار القادر على وقف مثل هذه الصراعات العدمية ومعاقبة كل من يعلنها ويروج لصلاحها.
تعرف "الويكيبيديا" "الليبرالية" "نظريا" بأنها فلسفة سياسية أو رأي سائد يدور في فلك فسطاطين، فسطاط يعرف بالكلاسيكي والآخر بالاجتماعي، يعنى الأول بمبدأ الحرية والثاني بمبدأ المساواة.
وبنظرة تاريخية تؤصل لنشأة الليبرالية وعلى يد من تم ذلك نجد أن الليبرالية برزت كحركة سياسية بشكل أساسي خلال "عصر التنوير"، وكانت قاعدتها الرئيسية رفض المفاهيم الحاكمة في ذلك الوقت، وينسب الفضل في تأسيسها لفيلسوف القرن السابع عشر الإنجليزي "جون لوك" الشهير في حينه.
حاول العرب والمسلمون المواءمة بين الفهم الغربي والعربي لمبدأ الليبرالية عبر توظيف الأسس الليبرالية، كما حاولوا زرعها داخل نسيجهم الفكري والسلوكي وتوظيفها في مناشط حياتهم المختلفة من خلال ما أسموه بالليبرالية الإسلامية، إلا أن المراقب يجد بأن هذه المحاولة باءت بالفشل لسبب بسيط يجدر بالجميع معرفته، والذي يقول إن ما يناسب ثقافة معينة لا يعني بالضرورة أنه سيكون مقبولا ومرحبا به في ثقافة أخرى مغايرة تحكمها سنن ومسلمات مختلفة، هذا إن سلمنا جدلا بأن الغرب تمكن من استيعاب وتطبيق الليبرالية تطبيقا حرفيا كما ينص عليه تعريفها.
بالعودة لنقاش حقيقة تطبيق الغرب لهذا المبدأ الفكري والمعرفي يظهر لنا ولمن اطلع عن كثب على ثقافتهم وكيف يعيشون حياتهم، بل وحتى كيف يتم سن وتطبيق قوانينهم الوضعية التي تتنافى في معظمها مع تعريف الليبرالية المعجمي، الأمر الذي يؤكد أن تطبيق الليبرالية تطبيقا حرفيا هو تطبيق مستحيل ليس فقط لأنه خيالي وغير واقعي وإنما أيضا لأن الحياة المادية التي يعيشها البشر تؤكد حقيقة هذه الاستحالة.
والدليل على ما سبق ذكره أن كثيرا من الأحداث الدامية التي شهدتها بعض الساحات الغربية وقعت بسبب أن حرية الرأي والتعبير مقيدة في مخالفة واضحة وجلية لتعريف الليبرالية التي يزعم الغرب تبنيها، وهذا التناقض شكل معضلة فكرية ومجتمعية نراها رؤيا العين من خلال متابعة تفاعلات تلك المجتمعات وكيف تدير علاقتها بسلطتها الحاكمة.
إن سبب طرح هذا الموضوع يكمن بشكل رئيسي في أهمية نشر الوعي بين شرائحنا المختلفة حول أي قضية تتم إثارتها حتى نستطيع إجادة التعامل معها ومع خطرها (إن وجد)، لأن الواقع يقول إننا أهملنا القيام بهذا الدور التوعوي بشكل مركز يجعله أكثر فاعلية حتى لا يتسبب في خلق صراعات فكرية وأيدولوجية يعجز المجتمع عن المقاربة بين أطرافها، وهذا الأمر لا يستطيع القيام به إلا صانع القرار القادر على وقف مثل هذه الصراعات العدمية ومعاقبة كل من يعلنها ويروج لصلاحها.