عبدالمعين عيد الأغا

الأطفال ما بعد "هرمون النمو"

الثلاثاء - 20 أغسطس 2024

Tue - 20 Aug 2024

تطرقت في مقال الأسبوع الماضي إلى موضوع علاج "هرمون النمو" الذي يعطى للأطفال لمواجهة مشكلة "قصر القامة" قبل أن يتجاوزوا السن وتصبح فجوات العظام مكتملة فيصعب علاجهم، إذ تم في المقال السابق نفي مزاعم وجود أي علاقة بين هرمون النمو وحدوث الأمراض المستعصية.

والواقع بعد تلك المقالة تلقيت استفسارات عديدة من معظم أفراد المجتمع الذين تطرقوا في أسئلتهم إلى جوانب مهمة جدا مرتبطة بوضع الأطفال بعد حصولهم على العلاج بهرمون النمو، وتلك الأسئلة تنم عن الوعي الكبير الذي يتمتع به أفراد المجتمع بالشأن الصحي، ورأيت من المهم أن يتم التطرق إليها لتعم الفائدة على الجميع.

وفي المساحة القادمة الأسئلة التي وردت وأجوبتها.
هل يمكن أن يتسبب "هرمون النمو" في تغيير شخصية الطفل أو سلوكه؟
  • لا توجد أدلة تشير إلى أن هرمون النمو يسبب تغييرات في الشخصية أو السلوك، بالعكس سيشعر الطفل بزيادة الثقة بالنفس أكثر، من خلال تحسين النمو الجسدي وبلوغ الطول المناسب.
هل يتسبب العلاج بهرمون النمو في حدوث مشاكل في النمو في المستقبل؟
  • لا، عندما يتم استخدامه بشكل صحيح وتحت إشراف طبي، فإن هرمون النمو يساعد الأطفال في تحقيق نمو طبيعي وليس له تأثيرات سلبية على النمو المستقبلي.
  • هل العلاج بهرمون النمو يجعل الطفل أطول من الطبيعي؟
يهدف العلاج إلى مساعدة الطفل في الوصول إلى طول طبيعي بناء على إمكانياته الجينية، وليس لجعله أطول من الطبيعي، كذلك هرمون النمو يعمل بشكل متساو على جميع خلايا الجسم، فلا يزيد من نمو أعضاء من الجسم أكثر من الآخرين، فعلى سبيل المثال لا يزيد نمو اليدين والقدمين أو الرقبة أكثر من الجسد طالما فجوة النمو في نهاية العظم مفتوحة، ومن أجل ذلك دوما قبل أو خلال العلاج يطلب من المريض عمل أشعة العظم للتأكد من أن فجوة العظم ما زالت مفتوحة.
  • هل يمكن أن يسبب علاج هرمون النمو زيادة مستويات السكر في الدم؟
نعم، يمكن أن يؤدي علاج هرمون النمو إلى زيادة مستويات السكر في الدم، وعادة ما يتم استخدام هرمون النمو لعلاج الأطفال الذين يعانون من نقص في هرمون النمو، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل زيادة مستويات السكر في الدم، لذا من الضروري متابعة ذلك بعناية خلال العلاج، ويفضل أن يكون هناك إشراف طبي دوري لمراقبة السكر في الدم وضبط الجرعة حسب الحاجة، وخلال فترة العلاج يطلب من المريض دوريا كل 3 - 6 أشهر تحليل يسمى مؤشر هرمون النمو، ولا بد أن تكون نسبته ضمن المستوى الطبيعي حتى نتجنب بعد مشيئة الله أي آثار جانبية.
  • هل يعالج جميع الأطفال قصار القامة بهرمون النمو؟
لا، ليس كل الأطفال قصار القامة يحتاجون إلى هرمون النمو، إذ يتم استخدامه فقط في الحالات التي يتم فيها تشخيص نقص هرمون النمو أو حالات مرضية أخرى محددة من قبل منظمة الغذاء والدواء السعودية.
  • هل يمهد هرمون النمو السمنة؟
بالعكس، هرمون النمو يمكن أن يساعد في تحسين توزيع الدهون وزيادة الكتلة العضلية، ويمكن أن يؤدي النقص في هرمون النمو إلى زيادة الدهون في الجسم.
  • هل يمكن أن يسبب علاج هرمون النمو السرطان؟
لا توجد أدلة تشير إلى أن علاج هرمون النمو يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وخلال فترة العلاج يطلب من المريض دوريا كل 3 - 6 أشهر تحليل يسمى مؤشر هرمون النمو، ولا بد أن تكون نسبته ضمن المستوى الطبيعي كي نتجنب بعد مشيئة الله أي آثار جانبية.
  • هل يمكن وقف العلاج بمجرد تحقيق النتائج المرجوة؟
يعتمد وقف العلاج على تقييم الطبيب لحالة الطفل، في بعض الحالات قد يكون من الضروري استمرار العلاج لفترة لضمان تحقيق النمو الكامل.

في الختام، أجدد التأكيد أن هرمون النمو هو هرمون مصنع عبر الهندسة الوراثية، وهو تقريبا مثل الهرمون الطبيعي الذي يفرز من جسم الإنسان، ويعمل على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، ويجب طمأنة الأهل إذا كان الهرمون ناقصا، فإن استخدام هرمون النمو ضروري جدا لتكملة نمو الطفل، ودون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة لبلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفا في نمو طفلهم أو طفلتهم يبادرون سريعا إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم، وعمل التحليل المطلوب لتفادي التأخر في أخذ العلاج.