اكتب سيرتك الذاتية من الآن
الاثنين - 12 أغسطس 2024
Mon - 12 Aug 2024
عندما تقرأ السيرة الذاتية لأحد المؤثرين أو الكتاب والأدباء ممن رحل عن هذه الدنيا تتفاجأ بكم كبير من الأحداث التي صنعوها في مدة زمنية يسيرة، وتجد أن بعض هذه الكتب قد كتبت بالحجم الكبير وليست في صفحات يسيرة ومحدودة أو أحداث متكررة ومملة.
وعندما ننظر إلى حياتنا نحن ونتأمل فيما صنعنا وتركنا في الحياة، فهل يستحق ما فعلنا في مدة حياتنا أن يكتب ويسطر من بعدنا؟
في كم صفحة ستتم كتابة أحداث حياتك؟ وهل سيكون فيها أمور نافعة لمن سيأتي بعدك أم أنها أحداث متكررة وأمور يخجل الواحد من ذكرها وكتابتها حتى لا يفضح بعد الممات؟
تخيل لو كتب في سيرة إنسان: وكانت عيناه لا تفارقان الشاشة إما في التلفاز أو في الجوال والتابلت، فهو بين متابعة للتفاهات ومشاهدة للأحداث الرياضية وتتبع كل ما لا قيمة له ولا فائدة، ويقضي يومه في ذلك حتى يحل المساء فيأكل ما يضر جسده وينام متأخرا، ومن ثم يستيقظ لعمله متكاسلا ضجرا، ويستمر في تضييع الأوقات حتى ينتهي وقت العمل!!
فهل هذه سيرة تستحق أن تكتب وتنشر وهي بهذا الاختصار لا مجال للزيادة فيها، فقد عرفنا حياة الإنسان ونمط حياته من خلال أسطر يسيرة!!
تأمل في سيرة علي النعيمي وزير النفط السابق وكيف استطاع الوصول لأعلى المناصب بعد أن كان أحد العمال في شركة أرامكو، واقرأ في سيرة غازي القصيبي من كتابه الجميل حياة في الإدارة كيف كان ينظم وقته وكم ترك من تأثير في أي مكان عمل فيه، وكيف استطاع أن يكون الوزير والمدير والكاتب والشاعر، ويؤلف العديد في حياته، وطالع سيرة الشيخ صالح الحصين وتأمل في فطنته وسعة علمه والمواقف الكثيرة التي سجلها التاريخ لهذا الرجل رحمه الله.
ولو بحثت في المكتبات لوجدت العشرات من السير الذاتية من مختلف البلدان وفي شتى التخصصات، والقاسم المشترك بينهم جميعا أنهم تركوا من الإرث ما يستحق أن يسجل ويسطر ويصير كتابا منشورا لنتعلم ونستفيد منه في حياتنا.
فهلا تعلمنا وقرأنا في هذه السير الذاتية لعلها تكون الحافز والدافع لنا لنحيا حياة تستحق أن تكتب ونترك بصمة في التاريخ قبل رحيلنا عن هذه الحياة؟
أختم بعبارة ملهمة قالها علي النعيمي وزير النفط السابق في ختام كتابه (من البادية إلى عالم النفط) قال فيها "أما أنا فأعتز بالدور الذي أديته خلال عملي في أرامكو السعودية، منذ كنت ساعيا فيها، إلى أن أمسكت بدفة قيادتها، وأفخر بالسنوات الإحدى والعشرين التي توليت فيها وزارة البترول والثروة المعدنية، ولكن لكل بداية نهاية.
ولست نادما على شيء ولله الحمد، بل أنا على استعداد لإعادة الكرة. فقد عشت حياة شخصية ومهنية رائعة بكل المقاييس.
وعلى الرغم من بلوغي ثمانين حولا، انقضت سبعة عقود منها في العمل بقطاع النفط، أظل أولا وأخيرا مواطنا ينتمي إلى المستقبل ويحمل نظرة تفاؤلية، فمن يدري ماذا سيحمل لنا الغد؟".
muhamedishaq@
وعندما ننظر إلى حياتنا نحن ونتأمل فيما صنعنا وتركنا في الحياة، فهل يستحق ما فعلنا في مدة حياتنا أن يكتب ويسطر من بعدنا؟
في كم صفحة ستتم كتابة أحداث حياتك؟ وهل سيكون فيها أمور نافعة لمن سيأتي بعدك أم أنها أحداث متكررة وأمور يخجل الواحد من ذكرها وكتابتها حتى لا يفضح بعد الممات؟
تخيل لو كتب في سيرة إنسان: وكانت عيناه لا تفارقان الشاشة إما في التلفاز أو في الجوال والتابلت، فهو بين متابعة للتفاهات ومشاهدة للأحداث الرياضية وتتبع كل ما لا قيمة له ولا فائدة، ويقضي يومه في ذلك حتى يحل المساء فيأكل ما يضر جسده وينام متأخرا، ومن ثم يستيقظ لعمله متكاسلا ضجرا، ويستمر في تضييع الأوقات حتى ينتهي وقت العمل!!
فهل هذه سيرة تستحق أن تكتب وتنشر وهي بهذا الاختصار لا مجال للزيادة فيها، فقد عرفنا حياة الإنسان ونمط حياته من خلال أسطر يسيرة!!
تأمل في سيرة علي النعيمي وزير النفط السابق وكيف استطاع الوصول لأعلى المناصب بعد أن كان أحد العمال في شركة أرامكو، واقرأ في سيرة غازي القصيبي من كتابه الجميل حياة في الإدارة كيف كان ينظم وقته وكم ترك من تأثير في أي مكان عمل فيه، وكيف استطاع أن يكون الوزير والمدير والكاتب والشاعر، ويؤلف العديد في حياته، وطالع سيرة الشيخ صالح الحصين وتأمل في فطنته وسعة علمه والمواقف الكثيرة التي سجلها التاريخ لهذا الرجل رحمه الله.
ولو بحثت في المكتبات لوجدت العشرات من السير الذاتية من مختلف البلدان وفي شتى التخصصات، والقاسم المشترك بينهم جميعا أنهم تركوا من الإرث ما يستحق أن يسجل ويسطر ويصير كتابا منشورا لنتعلم ونستفيد منه في حياتنا.
فهلا تعلمنا وقرأنا في هذه السير الذاتية لعلها تكون الحافز والدافع لنا لنحيا حياة تستحق أن تكتب ونترك بصمة في التاريخ قبل رحيلنا عن هذه الحياة؟
أختم بعبارة ملهمة قالها علي النعيمي وزير النفط السابق في ختام كتابه (من البادية إلى عالم النفط) قال فيها "أما أنا فأعتز بالدور الذي أديته خلال عملي في أرامكو السعودية، منذ كنت ساعيا فيها، إلى أن أمسكت بدفة قيادتها، وأفخر بالسنوات الإحدى والعشرين التي توليت فيها وزارة البترول والثروة المعدنية، ولكن لكل بداية نهاية.
ولست نادما على شيء ولله الحمد، بل أنا على استعداد لإعادة الكرة. فقد عشت حياة شخصية ومهنية رائعة بكل المقاييس.
وعلى الرغم من بلوغي ثمانين حولا، انقضت سبعة عقود منها في العمل بقطاع النفط، أظل أولا وأخيرا مواطنا ينتمي إلى المستقبل ويحمل نظرة تفاؤلية، فمن يدري ماذا سيحمل لنا الغد؟".
muhamedishaq@