عبدالحليم البراك

العلاقة بين الرجل والمرأة

الاثنين - 12 أغسطس 2024

Mon - 12 Aug 2024

العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة بسيطة وسهلة الفهم لو أقنعت نفسك بشيء بسيط للغاية وهو: أهم شيء أن لا تحاول فهم شريكك، ببساطة المرأة تتجه للشمال، بينما الرجل يتجه للجنوب، وأي محاولة بينهما للالتقاء هي محاولة للاتجاه للجنون، أسعد زوجين في العالم اثنان، رجل يقوم بتمرير كل طلباتها ورغباتها بهدوء، ونظرا لعشرة السنين فإنه يعرف كيف "يسلك" لها بهدوء حتى أنها أحبت هذا التسليك، هذا أسعد زوج وزوجة والعكس طبعا صحيح، فالمرأة التي تمرر لزوجها كل شيء وأي شيء (تريح) رأسها، أما النوع الثاني من السعداء من الأزواج هم الذي لم يفكروا أصلا بفهم بعضهم بعضا ومن أول يوم زواج كل واحد منهم مشغول عن الثاني، واللقاء ليس إلا لقاء تعارف كل شهر مرة، لدرجة أنه في العيد الخامس والعشرين لزواجهما يكتشف الزوج بالزوجة أشياء جديدة وجميلة والمرأة تتعرف على أشياء أو ممتلكات لدى الزوج لم تكن تعرف بها. هذه هي السعادة الحقيقية.

المرأة من المريخ والرجل من الزهرة أو العكس، ليس مهما، المهم أن كليهما ليسا من كوكب الأرض الذي نعيش فيه، وحتى نكون أكثر دقة، الرجل من كوكب الأرض بكل أوحاله وأنهاره وجباله ولكنه إذا جاء يتعامل مع المرأة صار كائنا يأتي من المريخ، أما المرأة فهي من قعر الأرض بل من اللابة الأرضية وإذا جاءت تتعامل مع الرجل صارت من كوكب الزهرة، ودعوني أثبت لكم ذلك بالأدلة الدامغة.
المرأة الأم من الأرض ترحم طفلها وأبناءها وتشعر بأنها القلب الكبير الحنون الذي يستحق الجنة في كل لحظة لكنها لا ترحم زوجها، وتعتبر كائنا آخر في التعامل معه، فهي تلك المرأة الشرسة التي تأخذ ولا تعطي وربما لا تأخذ ولا تعطي في الكلام بل تأخذ فقط، أما الرجل هذا الودود اللطيف عند لحظات الزواج الأولى وهو يتقرب إلى زوجته وحبيبة قلبه لأول مرة، كيف يكون هو الكائن نفسه الذي يضرب بمشاعرها عرض الحائط وكأنها ليست هي بعد أن يكون مل! تخيل أن الملل فقط يغير كل هذا؟!

إن الخلاف في جلسات الرجال مع بعضهم بعضا لوصف سلوك المرأة وجلسات السيدات لوصف سلوك الرجال معهن، ليست إلا محاولة بائسة لتبادل الخبرات، بدليل أنه بمجرد أن يكتسب أحدهم خبرة جديدة - قد تكون لطيفة وجيدة - إلا ويبادر الرجل بقوله لزوجته: هذا اللي علمتك زميلاتك بالعمل؟ هل (فلانة) هي من قالت لك أن تعملي هذا، وتقول المرأة للرجل الكلام نفسه: هذا كلام (استراحات)، ودع أصدقاءك بالاستراحة ينفعونك! ويتم تبادل اللكمات بدلا من تبادل الخبرات، وتبادل التهم بدل من قبول التغيير لعله ينفع، وفي النهاية يتم التصنيف: فلان وفلان من أصدقائه هم أسباب تعاستنا، وفلانة وفلانة زميلاتها في العمل هن اللاتي يتدخلن في حياتنا!

لذلك نعود إلى المربع الأول الذي بدأنا فيه المقالة، أي محاولة لفهم العلاقة بين الرجل والمرأة هي سوء فهم من البداية، ولذلك لا تحاول أن تفهم المرأة من الأصل وبذلك تكون فهمتها، وعلى الرجل أن لا يحاول أن يفهم العلاقة مع المرأة لأن المحاولة من أصلها فاشلة، والنجاح في عدم الفهم أصلا، لكن يبرز سؤال غبي يثيره الأغبياء فقط، وأتمنى أن لا يكون مر عليك عزيزي القارئ، كيف نعرف أن الزوج والزوجة مناسبان لبعضهما بعضا، والجواب سهل للغاية: أما زالا زوجين؟ نعم، إذن مناسبان لأنه - في الأحول الطبيعية - لو كانا غير مناسبين لما بقي أحدهما مع الآخر دقيقة واحدة، فما طول المدة في زواجهما إلا اختبار للصبر بينهما!

أخيرا السعادة موجودة بين الأزواج فابحثوا عنها بلطف ولا يغركم من يقولون إنها غير موجودة ولو كان قائلها أنا!

Halemalbaarrak@