دروس من بلومبرغ
الأربعاء - 07 أغسطس 2024
Wed - 07 Aug 2024
عزيزي القارئ، سنتحدث في مقالة اليوم عن قصة فشل ونجاح مؤسس "شركة بلومبرغ" (Bloomberg L.P) رائد الأعمال مايك بلومبرغ Mike Bloomberg، وكيف أصبح واحدا من أنجح رواد الأعمال في العالم، حيث تعتبر قصته قصة مثيرة للصمود والتعلم من الفشل.
قبل أن يؤسس شركة بلومبرغ ويبني إمبراطورية عالمية في مجال الإعلام والخدمات المالية، واجه مايك بلومبرغ انتكاسات مهنية كبيرة، بما في ذلك الطرد من وظيفته المرموقة.
بعد تخرجه من كلية هارفارد للأعمال (Harvard Business School) في 1966م، بدأ مايك بلومبرغ مسيرته المهنية في شركة سالومون براذرز (Salomon Brothers)، وهي إحدى الشركات الاستثمارية الرائدة في وول ستريت (Wall Street).
بدأ حياته الوظيفية في هذه الشركة، حيث كان يعمل في مجال شهادات الأسهم والسندات.
من خلال العمل الجاد والعزم، صعد مايك بلومبرغ في الرتب الوظيفية ليصبح شريكا في الشركة بحلول 1972م.
ومع ذلك في 1981م، وبعد 15 عاما عمل في "شركة سالومون براذرز" واجه مايك بلومبرغ انتكاسة مهنية كبيرة، حيث تم الاستحواذ على شركة سالومون براذرز من قبل "شركة فيبرو" (Phibro Corporation)، وخلال عملية إعادة التنظيم لهذا الاستحواذ تم فصل مايك بلومبرغ من العمل.
في ذلك الوقت كان يقود قسم نظم المعلومات في الشركة. كان الطرد من شركة سالومون براذرز (Salomon Brothers) ضربة كبيرة له، وكان أيضا نقطة تحول في حياته.
من المثير للإعجاب، بدلا من أن يؤثر عليه هذا الفشل أو يهزمه، رأى مايك بلومبرغ في هذه الأزمة فرصة لتحقيق رؤيته الريادية الخاصة به.
مع الحزمة المالية (مكافأة نهاية الخدمة) التي تلقاها من شركة سالومون براذرز، قرر مايك بلومبرغ أن يبدأ شركته الخاصة.
منحته تجربته السابقة خبرة واسعة حول احتياجات الصناعة المالية إلى بيانات موثوقة وتوفير السهولة للحصول على هذه البيانات.
أدرك أن المتداولين والمحللين والمحترفين الماليين في احتياج إلى بيانات مالية في وقت سريع وموثوق لاتخاذ قرارات صحيحة.
أدى هذا الإدراك إلى تأسيس شركة نظم السوق المبتكرة (Innovative Market Systems)، التي تم تسميتها لاحقا شركة بلومبرغ إل. بي (Bloomberg L.P).
في 1981م طور مايك بلومبرغ وفريقه نظام "ماركت ماستر"، وهو نظام حاسوبي مبتكر يوفر البيانات المالية للأسواق في وقت سريع جدا، والتحليلات المالية الدقيقة، وأدوات أخرى للمحترفين الماليين لاتخاذ القرارات الصحيحة.
أحدث هذا النظام ثورة في كيفية استخدام ومعالجة المعلومات والبيانات المالية في وول ستريت.
في البداية كان من الصعب إقناع الشركات بتبني هذه التقنية الجديدة، ومع ذلك أثمر إصرار ومثابرة مايك بلومبرغ وإيمانه بفكرته الإبداعية، حيث سرعان ما اكتسب نظام ماركت ماستر زخما، وبدأت شركة بلومبرغ إل. بي في النمو بشكل سريع جدا.
أدى إبداعه في الاستفادة من قوة التقنية وتوفر البيانات، إلى أن تصبح شركة بلومبرغ إل. بي مزودا رائدا للمعلومات والتحليلات المالية في أهم الأسواق المالية العالمية.
يحرص الكثير على قصص النجاح بينما يتجاهلون قصص الفشل التي تسبقها غالبا.
هذا الحرص الانتقائي يخلق تصورا مشوها بأن النجاح هو القاعدة وأن الفشل هو الاستثناء.
وهذا يعني أن الحياة الخالية من الفشل هي حياة خالية من النمو والتعلم والإنجاز الحقيقي.
الفشل هو جزء لا يتجزأ من عملية التعلم، حيث يوفر دروسا لا تقدر بثمن.
العديد من الأفراد والمنظمات الناجحة تجسد أن الفشل هو مقدمة للنجاح.
على سبيل المثال، في مقولة تنسب إلى توماس إديسون، الذي اشتهر بمحاولاته العديدة لتطوير المصباح الكهربائي بكفاءة أكبر "لم أفشل... لقد وجدت فقط 10,000 طريقة لا تعمل". كل فشل قربه من النجاح.
وبالمثل تبنت شركات مثل "سبيس إكس SpaceX" الفشل كجزء حاسم من عملية الابتكار لديها، مستفيدة من كل انتكاسة كفرصة للتعلم لتحسين تقنياتها واستراتيجياتها.
عزيزي القارئ ننهي هذه المقالة بمقولة مايك بلومبرغ "إن استجاباتنا للفشل هي ما يحدد هويتنا".
تتماشى هذه الفكرة مع مفهوم بناء الشخصية من خلال مواجهة الشدائد والتحديات، حيث إن التغلب عليها يقوي الشخصية ويبني الصمود.
من خلال هذه العملية نطور القدرة على مواجهة العقبات المستقبلية بثقة وكفاءة أكبر.
nabilalhakamy@
قبل أن يؤسس شركة بلومبرغ ويبني إمبراطورية عالمية في مجال الإعلام والخدمات المالية، واجه مايك بلومبرغ انتكاسات مهنية كبيرة، بما في ذلك الطرد من وظيفته المرموقة.
بعد تخرجه من كلية هارفارد للأعمال (Harvard Business School) في 1966م، بدأ مايك بلومبرغ مسيرته المهنية في شركة سالومون براذرز (Salomon Brothers)، وهي إحدى الشركات الاستثمارية الرائدة في وول ستريت (Wall Street).
بدأ حياته الوظيفية في هذه الشركة، حيث كان يعمل في مجال شهادات الأسهم والسندات.
من خلال العمل الجاد والعزم، صعد مايك بلومبرغ في الرتب الوظيفية ليصبح شريكا في الشركة بحلول 1972م.
ومع ذلك في 1981م، وبعد 15 عاما عمل في "شركة سالومون براذرز" واجه مايك بلومبرغ انتكاسة مهنية كبيرة، حيث تم الاستحواذ على شركة سالومون براذرز من قبل "شركة فيبرو" (Phibro Corporation)، وخلال عملية إعادة التنظيم لهذا الاستحواذ تم فصل مايك بلومبرغ من العمل.
في ذلك الوقت كان يقود قسم نظم المعلومات في الشركة. كان الطرد من شركة سالومون براذرز (Salomon Brothers) ضربة كبيرة له، وكان أيضا نقطة تحول في حياته.
من المثير للإعجاب، بدلا من أن يؤثر عليه هذا الفشل أو يهزمه، رأى مايك بلومبرغ في هذه الأزمة فرصة لتحقيق رؤيته الريادية الخاصة به.
مع الحزمة المالية (مكافأة نهاية الخدمة) التي تلقاها من شركة سالومون براذرز، قرر مايك بلومبرغ أن يبدأ شركته الخاصة.
منحته تجربته السابقة خبرة واسعة حول احتياجات الصناعة المالية إلى بيانات موثوقة وتوفير السهولة للحصول على هذه البيانات.
أدرك أن المتداولين والمحللين والمحترفين الماليين في احتياج إلى بيانات مالية في وقت سريع وموثوق لاتخاذ قرارات صحيحة.
أدى هذا الإدراك إلى تأسيس شركة نظم السوق المبتكرة (Innovative Market Systems)، التي تم تسميتها لاحقا شركة بلومبرغ إل. بي (Bloomberg L.P).
في 1981م طور مايك بلومبرغ وفريقه نظام "ماركت ماستر"، وهو نظام حاسوبي مبتكر يوفر البيانات المالية للأسواق في وقت سريع جدا، والتحليلات المالية الدقيقة، وأدوات أخرى للمحترفين الماليين لاتخاذ القرارات الصحيحة.
أحدث هذا النظام ثورة في كيفية استخدام ومعالجة المعلومات والبيانات المالية في وول ستريت.
في البداية كان من الصعب إقناع الشركات بتبني هذه التقنية الجديدة، ومع ذلك أثمر إصرار ومثابرة مايك بلومبرغ وإيمانه بفكرته الإبداعية، حيث سرعان ما اكتسب نظام ماركت ماستر زخما، وبدأت شركة بلومبرغ إل. بي في النمو بشكل سريع جدا.
أدى إبداعه في الاستفادة من قوة التقنية وتوفر البيانات، إلى أن تصبح شركة بلومبرغ إل. بي مزودا رائدا للمعلومات والتحليلات المالية في أهم الأسواق المالية العالمية.
يحرص الكثير على قصص النجاح بينما يتجاهلون قصص الفشل التي تسبقها غالبا.
هذا الحرص الانتقائي يخلق تصورا مشوها بأن النجاح هو القاعدة وأن الفشل هو الاستثناء.
وهذا يعني أن الحياة الخالية من الفشل هي حياة خالية من النمو والتعلم والإنجاز الحقيقي.
الفشل هو جزء لا يتجزأ من عملية التعلم، حيث يوفر دروسا لا تقدر بثمن.
العديد من الأفراد والمنظمات الناجحة تجسد أن الفشل هو مقدمة للنجاح.
على سبيل المثال، في مقولة تنسب إلى توماس إديسون، الذي اشتهر بمحاولاته العديدة لتطوير المصباح الكهربائي بكفاءة أكبر "لم أفشل... لقد وجدت فقط 10,000 طريقة لا تعمل". كل فشل قربه من النجاح.
وبالمثل تبنت شركات مثل "سبيس إكس SpaceX" الفشل كجزء حاسم من عملية الابتكار لديها، مستفيدة من كل انتكاسة كفرصة للتعلم لتحسين تقنياتها واستراتيجياتها.
عزيزي القارئ ننهي هذه المقالة بمقولة مايك بلومبرغ "إن استجاباتنا للفشل هي ما يحدد هويتنا".
تتماشى هذه الفكرة مع مفهوم بناء الشخصية من خلال مواجهة الشدائد والتحديات، حيث إن التغلب عليها يقوي الشخصية ويبني الصمود.
من خلال هذه العملية نطور القدرة على مواجهة العقبات المستقبلية بثقة وكفاءة أكبر.
nabilalhakamy@