نقادك هم أنصارك الحقيقيون
الثلاثاء - 06 أغسطس 2024
Tue - 06 Aug 2024
تقول الحكمة الذهبية "صديقك من صدقك لا من صدقك" أي أن الصديق الحقيقي هو الناقد وليس المؤيد؛ فالناقد يبصر صاحبه بعيوبه ونقصه وأخطائه مما يساعده على إصلاحها وجعله بذلك أفضل من كل وجه، بينما المؤيد غالبا دافعه التملق، ولذا هو يبتغي إرضاء صاحبه بتأييده المطلق على كل حال، وهو بهذا يضر صاحبه، لأنه لا يبصره بأخطائه وعيوبه التي سيعاني من تبعاتها عاجلا أم آجلا.
لكن غالب الناس لديهم تصور مغلوط عن أن الصديق يجب أن يكون مؤيدا لصاحبه على كل الأحوال ولا ينتقده، وهذا التصور متولد عن النزعة النرجسية اللاواعية لغرور الأنا، وهي نزعة غرائزية بدائية حث الدين على ضرورة تجاوزها، ولذا ورد في الحديث الصحيح "مدح رجل ابن عمر رضي الله عنه في وجهه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: احثوا في وجوه المداحين التراب، ثم أخذ ابن عمر التراب فرمى به في وجه المادح"، لأن المداح متملق دافعه أطماع مادية ومعنوية لدى الممدوح لا أكثر، ومديحه يغوي الممدوح بالاستمرار على أخطائه وعيوبه، وهذا يضر به وبكل من سيتأثر سلبا بتبعات عيوبه وأخطائه، لذا حتى الناقد الذي دافعه العداوة والخصومة هو أكثر فائدة من المداح المتملق، لأنه ينبه من ينتقده إلى أخطائه وعيوبه مما يساعده على إصلاحها ويجعله بالتالي أفضل، بينما رفض الإنسان للنقد يبقيه للأبد في درجة نضج مراهق يحسب أنه دائما على حق وله أحقية على الجميع دون ما يقابلها من طرفه.
هناك ثقافات تطبع الناس على أهمية تقديم النقد وتقبله مثل الثقافة الغربية، بينما هناك ثقافات تطبع أهلها على التملق والمديح وعدم النقد كالثقافة العربية، ولذا على سبيل المثال الشعر والشعراء ليس لهم مكانة محترمة في الثقافة العربية، لأن الشعر تم ابتذاله باستعماله كأداة للمديح والتملق، بينما في الثقافة الغربية التي لا يتم ابتذال الشعر فيها بالمديح والتملق هناك مكانة رفيعة فيها للشعر والشعراء.
لدينا لا يتم تشجيع الأفراد على تقديم النقد البناء حتى للأهل وهذا تبعا لثقافة العيب الاجتماعي أي تقييم الإنسان لذاته عبر موقف المجتمع منه، ولذا حتى في الدعاء من الأدعية المنتشرة "اللهم استر عيوبنا" بدلا من الدعاء بإصلاح العيوب أي أن المهم ليس التخلص من العيوب عبر السعي لتحقيق المثاليات العليا ومكارم الأخلاق إنما فقط عدم معرفة المجتمع عنها لكي لا ينتقده عليها، والنقد هو كالدواء المر، ولذا هو مؤلم كأي إجراء طبي علاجي، والجزء من الإنسان الذي يتألم من النقد هو غرور الأنا النرجسي الذي يوهم صاحبه بالكمال والمثالية والأحقية والفوقية، ولذا يؤلمه كل ما يضاد تلك القناعات اللاواعية، ومن قوة الإنسان الجوهرية أن يكون قادرا على احتمال النقد سواء أكان من عدو أو صديق، ومن الهشاشة التي تعيب صاحبها ألا يكون للشخص القوة النفسية اللازمة لاحتمال النقد وتقبله.
النقد واجب على الجميع، لأنه الوسيلة الأساسية لجعل الناس يصححون أخطاءهم ويعالجون عيوبهم ويصبحون أفضل، ودون النقد تستمر الأحوال السلبية كمرض بلا علاج، وأول خطوة للعلاج الإقرار بأن الشخص يحتاج لتشخيص المرض أي النقد، وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة".
وهذا الحديث يدل على عظم مقام النقد أي النصيحة كواجب ديني وليس فقط كضرورة أخلاقية وسلوكية وفكرية.
لكن غالب الناس لديهم تصور مغلوط عن أن الصديق يجب أن يكون مؤيدا لصاحبه على كل الأحوال ولا ينتقده، وهذا التصور متولد عن النزعة النرجسية اللاواعية لغرور الأنا، وهي نزعة غرائزية بدائية حث الدين على ضرورة تجاوزها، ولذا ورد في الحديث الصحيح "مدح رجل ابن عمر رضي الله عنه في وجهه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: احثوا في وجوه المداحين التراب، ثم أخذ ابن عمر التراب فرمى به في وجه المادح"، لأن المداح متملق دافعه أطماع مادية ومعنوية لدى الممدوح لا أكثر، ومديحه يغوي الممدوح بالاستمرار على أخطائه وعيوبه، وهذا يضر به وبكل من سيتأثر سلبا بتبعات عيوبه وأخطائه، لذا حتى الناقد الذي دافعه العداوة والخصومة هو أكثر فائدة من المداح المتملق، لأنه ينبه من ينتقده إلى أخطائه وعيوبه مما يساعده على إصلاحها ويجعله بالتالي أفضل، بينما رفض الإنسان للنقد يبقيه للأبد في درجة نضج مراهق يحسب أنه دائما على حق وله أحقية على الجميع دون ما يقابلها من طرفه.
هناك ثقافات تطبع الناس على أهمية تقديم النقد وتقبله مثل الثقافة الغربية، بينما هناك ثقافات تطبع أهلها على التملق والمديح وعدم النقد كالثقافة العربية، ولذا على سبيل المثال الشعر والشعراء ليس لهم مكانة محترمة في الثقافة العربية، لأن الشعر تم ابتذاله باستعماله كأداة للمديح والتملق، بينما في الثقافة الغربية التي لا يتم ابتذال الشعر فيها بالمديح والتملق هناك مكانة رفيعة فيها للشعر والشعراء.
لدينا لا يتم تشجيع الأفراد على تقديم النقد البناء حتى للأهل وهذا تبعا لثقافة العيب الاجتماعي أي تقييم الإنسان لذاته عبر موقف المجتمع منه، ولذا حتى في الدعاء من الأدعية المنتشرة "اللهم استر عيوبنا" بدلا من الدعاء بإصلاح العيوب أي أن المهم ليس التخلص من العيوب عبر السعي لتحقيق المثاليات العليا ومكارم الأخلاق إنما فقط عدم معرفة المجتمع عنها لكي لا ينتقده عليها، والنقد هو كالدواء المر، ولذا هو مؤلم كأي إجراء طبي علاجي، والجزء من الإنسان الذي يتألم من النقد هو غرور الأنا النرجسي الذي يوهم صاحبه بالكمال والمثالية والأحقية والفوقية، ولذا يؤلمه كل ما يضاد تلك القناعات اللاواعية، ومن قوة الإنسان الجوهرية أن يكون قادرا على احتمال النقد سواء أكان من عدو أو صديق، ومن الهشاشة التي تعيب صاحبها ألا يكون للشخص القوة النفسية اللازمة لاحتمال النقد وتقبله.
النقد واجب على الجميع، لأنه الوسيلة الأساسية لجعل الناس يصححون أخطاءهم ويعالجون عيوبهم ويصبحون أفضل، ودون النقد تستمر الأحوال السلبية كمرض بلا علاج، وأول خطوة للعلاج الإقرار بأن الشخص يحتاج لتشخيص المرض أي النقد، وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم "إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة، إن الدين النصيحة".
وهذا الحديث يدل على عظم مقام النقد أي النصيحة كواجب ديني وليس فقط كضرورة أخلاقية وسلوكية وفكرية.