سيناريوهات مفتوحة لاجتياح لبنان

الاحتلال يتحدث عن ضربة موجعة.. وتوقعات باستهداف صور وصيدا والابتعاد عن بيروت
الاحتلال يتحدث عن ضربة موجعة.. وتوقعات باستهداف صور وصيدا والابتعاد عن بيروت

الثلاثاء - 30 يوليو 2024

Tue - 30 Jul 2024


فيما تتواصل نداءات عدد من دول العالم لمواطنيها بمغادرة لبنان، تظهر في الأفق سيناريوهات مفتوحة للاجتياح الإسرائيلي المتوقع للجنوب، في أعقاب تصعيد حزب الله.

وفيما يخشى مراقبون أن يؤدي التصعيد المستمر للعنف على الحدود اللبنانية إلى اندلاع حرب شاملة ومدمرة في المنطقة، نقلت قناة «الحرة» الأمريكية عن مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم يستعدون لضربة موجعة، بحيث تكون كبيرة لكن بالوقت نفسه لا تتجاوز الخط الأحمر الذي قد يؤدي إلى انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية.

وتوقع المصدر أن يتم استهداف مناطق ومراكز لحزب الله في العمق اللبناني، مثل صور وصيدا، مستبعدا أن يتم استهداف منشآت حيوية أو مدن رئيسة مثل العاصمة بيروت.

إيذاء فقط
قال مسؤول دفاعي في جيش الاحتلال الإسرائيلي لوكالة رويترز، إنهم يريدون إيذاء جماعة حزب الله اللبنانية دون جر المنطقة إلى حرب شاملة، بينما قال مسؤولان آخران إن إسرائيل تتأهب لاحتمال اندلاع قتال يستمر أياما عدة.
وتحدث المسؤولون الثلاثة بعدما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، اجتماعا لمجلس الوزراء الأمني لتقييم الوضع، بعد يوم من مقتل 12 طفلا وفتى في هجوم على هضبة الجولان.
وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة برئاسة نتانياهو، بتحديد طريقة وتوقيت الرد على الهجوم، وسط دعوات دولية لتخفيض حدة التوتر، بهدف تجنيب المنطقة خطر نشوب حرب جديدة، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن واشنطن لا تريد رؤية تصعيد في الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وأكد بلينكن أن كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ الذي أصاب هضبة الجولان أطلقه حزب الله.

تحذيرات أمريكية
في غضون ذلك ألغت شركات طيران عالمية وإقليمية رحلات جوية، أو أجلتها إلى موعد آخر، من وإلى لبنان وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل.
وتتسارع الجهود من قادة العالم المؤثرين لإقناع إسرائيل بعدم التصعيد مع حزب الله اللبناني، خوفا من انجرار المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، وبالتالي حدوث تداعيات سلبية كبيرة في بقية أنحاء العالم.
وقد نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيلي وآخر أمريكي، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت إسرائيل من أنها إذا ضربت أهدافا لحزب الله في بيروت ردا على هجوم مرتفعات الجولان، من المرجح أن يخرج الوضع عن السيطرة.
وقال مسؤول أمريكي للموقع «نعتقد بالتأكيد أن ضربة للجيش الإسرائيلي على بيروت هي خط أحمر محتمل لحزب الله».
كما تحدث كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكستين مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والزعيم اللبناني المؤثر وليد جنبلاط، في محاولة لتهدئة التوترات.

تحرك دولي
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالا هاتفيا مع نتنياهو، وأخبره أن باريس لا تزال ملتزمة ببذل كل ما في وسعها لتجنب تصعيد جديد في المنطقة، من خلال نقل الرسائل إلى جميع الأطراف المشاركة في الصراع.
وفي السياق نفسه حث منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان، وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقالا إن الجانبين يجب أن يوقفا تبادل إطلاق النار المكثف المستمر، محذرين من أن ذلك قد يشعل حريقا أوسع نطاقا من شأنه أن يضع المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن استيعابها.
وبدورها حذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، مناشدة عبر بيان رسمي لوزارة الخارجية القوى المؤثرة في المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، التي قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.

اجتياح متوقع
في المقابل أكد مصدر قيادي في حزب الله اللبناني الرد حتما على أي اعتداء إسرائيلي، مشددا على أن الاجتياح البري للبنان سيكون حافزا لنضع أولى أقدامنا في الجليل.
وقال المصدر في تصريحات إعلامية «نأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد وأعددنا للأمر كامل عدته»، مشيرا
إلى أن مصطلح العدو عن ضربة قاسية ومحدودة لا يعنينا بشيء، لأنه عدوان بمعزل عن حجمه.
وأضاف «أبلغنا الموفدون باتصالهم بالعدو لتجنيب المدنيين ولكننا لا نثق بعدونا، لافتا إلى أن الموفدين طرحوا علينا عدم الرد على العدوان المرتقب وقد أبلغناهم رفضنا ذلك»، وتابع «سنرد حتما على أي اعتداء إسرائيلي، وقيادة المقاومة ستقرر شكل الرد وحجمه على أي عدوان محتمل»، موضحا أنهم قادرون على قصف المنشآت العسكرية في حيفا والجولان ورامات ديفيد بشكل قاس وعنيف.
ومضى قائلا «لا نتوقع اجتياحا بريا ولو محدودا للبنان لكننا في حالة جاهزية كاملة»، مؤكدا أن التبني الأمريكي لرواية العدو لم يفاجئنا، وسبق وتبنى روايته بمجزرة المعمداني.

تطورات الحرب:
  • قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إنه يتم إجراء اتصالات لمنع توسع الحرب.
  • حثت بريطانيا رعاياها على مغادرة لبنان وعدم السفر إلى هناك وسط تصاعد التوترات.
  • دعت إسرائيل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى طرد تركيا من عضوية الحلف بعد تهديدها للكيان.
  • وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لا يعتقد أن اندلاع مواجهة بين إسرائيل ولبنان أمر وشيك.
  • قائد الجيش اللبناني جوزيف عون: مساعي التهدئة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية لا تزال مستمرة.
مواجهة أكبر
أضاف المصدر «لا نستطيع التأكيد ما الذي سيضرب أو أن نضمن ألا تنزلق الأمور إلى مواجهة أكبر»، وفي الوقت نفسه قد يتم احتواء الموضوع كما حصل عند حدوث الهجمة الإيرانية في أبريل الماضي، وربما تتصاعد الأمور ويتدخل باقي ما يعرف بالمحور الشيعي وفصائله المسلحة، على حد وصفه.
وقال المصدر إن هناك الكثير من المعطيات التي ينظر إليها الجانبان، فإسرائيل تتابع ما يحصل بشأن ملف صفقة الرهائن الذي سيؤثر على الجبهة الشمالية، وكذلك الأمر لدى الطرف الآخر الذي يعيد حساباته الآن، خاصة أنه تورط من خلال هجومه على الجولان.
واتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، قائلة إنه نفد بصاروخ إيراني الصنع، إلا أن الجماعة اللبنانية المدعومة من طهران نفت ذلك.

الأكثر قراءة