حسين باصي

مقاييس الجاهزية التصنيعية: خارطة طريق نحو تبني التقنيات الحديثة

الاثنين - 29 يوليو 2024

Mon - 29 Jul 2024

في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، باتت القدرة على تقييم جاهزية التقنيات الجديدة للتطبيق الصناعي أمرا بالغ الأهمية.

أجد كثيرا من المبتكرين يتحدثون عن مقياس TRL الذي تحدثت عنه في المقال السابق، لكن هذا المقياس ليس كافيا لأخذ التقنية للصناعة.

هنا تبرز أهمية مقاييس Manufacturing Readiness Level (MRL)، كأداة فعالة لقياس مدى نضج التقنيات الحديثة وجاهزيتها للانتقال من المختبر إلى خطوط الإنتاج.

تعد مقاييس MRL بمثابة خارطة طريق لتبني التقنيات الجديدة، إذ تحدد مراحل تطور التقنية بدءا من الفكرة الأولية وصولا إلى الإنتاج التجاري الكامل. وتنقسم هذه المقاييس عادة إلى 9 مستويات، يصف كل مستوى منها درجة نضج معينة للتقنية.

يتمثل أحد أبرز فوائد مقاييس MRL، في أنها توفر لغة مشتركة بين المهندسين والباحثين والمستثمرين وصناع القرار، مما يسهل عملية التواصل والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية بتطوير التقنيات الجديدة.

كما تساعد هذه المقاييس في تحديد المخاطر والتحديات المحتملة التي قد تواجه التقنية في كل مرحلة من مراحل تطورها، مما يتيح اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من هذه المخاطر.

ورغم التشابه بين مقاييس MRL ومقاييس Technology Readiness Level (TRL) المستخدمة لتقييم جاهزية التقنيات بشكل عام، إلا أن مقاييس MRL تتميز بتركيزها على الجوانب التصنيعية للتقنية، مثل قابلية التصنيع والكلفة وسهولة الصيانة.

وهذا ما يجعلها أداة أكثر فعالية لتقييم مدى ملاءمة التقنية للتطبيق الصناعي.

وتجدر الإشارة إلى أن استخدام مقاييس MRL لا يقتصر على الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى، بل يمكن أن يستفيد منها أيضا رواد الأعمال والشركات الناشئة والمؤسسات البحثية.

إذ تساعد هذه المقاييس في تقييم مدى جدوى الأفكار والمشاريع الجديدة، وتحديد الخطوات اللازمة لتحويل هذه الأفكار إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.

وفي الختام، يمكن القول إن مقاييس MRL تمثل أداة قوية لتعزيز الابتكار وتسريع عملية تبني التقنيات الحديثة في القطاع الصناعي.

وخلال استخدام هذه المقاييس، يمكن للمؤسسات والشركات تحقيق التميز في الأداء وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.

HUSSAINBASSI@