هل ترى التشابه أم الاختلاف؟
الاثنين - 29 يوليو 2024
Mon - 29 Jul 2024
ما الذي يجعل الناس مختلفين حتى في داخل الأسرة والبيت الواحد؟ ما يجعل الناس مختلفين هو اختلاف ما يركزون عليه انتباههم واهتمامهم، كما في المثال المشهور للمتشائم الذي يركز منظوره على نصف الكأس الفارغة، أو المتفائل الذي يركز منظوره على نصف الكأس المملوءة، وتبعا لذلك تختلف مواقف الناس وسلوكهم وردات أفعالهم، وهذا ما يجعل الناس سلبيين أو إيجابيين، على سبيل المثال هناك من عندما ينظر إلى الناس أفرادا وجماعات اهتمامه يكون في رصد أوجه الاختلاف عنهم من باب مقارنة الذات الفردية والجماعية مع من يختلف عنها، ودائما مثل تلك المقارنة تقوم على أن يقارن أفضل صفاته مع أسوأ صفات الآخر لكي يقيم نفسه بأنه بمكانه أفضل وأعلى من الآخر.
بينما هناك آخر عندما ينظر إلى الآخرين ينظر إليهم بعين من يرى أوجه التشابه معهم، وهذا يجعله يعاملهم بحميمية معاملة الأهل مهما وجدت أوجه اختلاف بينه وبينهم، وما يحكم اختلاف منظور الناس هو درجة تطورهم وتطور نوعية وعيهم؛ فكلما كان الإنسان أكثر تطورا وله نوعية وعي أعلى تعقيدا ورقيا رأى أوجه التشابه مع الآخرين؛ لأن تطور علمه ومعرفته ووعيه يجعل له بصيرة نافذة في حقيقة الناس الداخلية المتجاوزة للاختلافات الظاهرية.
كل البشر في جوهرهم لهم ذات الأنماط والمحركات، بينما كلما كان الإنسان أقل تطورا وتعقيدا وأقرب للبدائية كان منظوره قائما على رؤية الاختلافات في الآخرين التي تجعل له موقفا مناوئا لهم يراهم كخصوم؛ لأن ضعف نوعية وعيه وعقليته وثقافته تجعله لا يدرك ما يتجاوز الظاهر والمظاهر السطحية؛ ولذا أدنى اختلاف فيها يجعله يرى الآخرين كخصوم لأن شدة اختلافه عنهم تشعره بتهديد هويته وماهيته من قبلهم، ولذا علاج التيارات اليمينية الشعبوية/الديماغوجية التي تحرض ضد الآخر المختلف هو زيادة المعرفة بالآخر عبر إبراز شخصيات يسهل التعارف معها كالمشاهير، بالإضافة إلى نشر مواد التوعية عن حقائق انتماءات «الآخر» الذي يتم التحريض ضده باعتباره يمثل تهديدا.
الجهل وانخفاض مستوى ونوعية الوعي هي أسباب التعصب ضد الآخرين المختلفين بالظاهر والمظاهر؛ ولذا علاجها ليس بالحرب والإرهاب وأنواع العقوبات إنما بالتعليم والتوعية والتعريف؛ ولذا من المهم جعل الثقافة العامة السائدة والرائجة ثقافة رؤية التشابه مع الآخرين أي ثقافة الوعي الأعلى والأرقى وهذا تلقائيا سيؤدي لتطبيع أنماط عموم الناس على أنماط الوعي الأعلى، بالإضافة إلى التوعية بأضرار الانسياق وراء الدعوات والتيارات والشخصيات الشعبوية / الديماغوجية التي تبني شعبيتها على التحريض ضد الآخرين المختلفين في انتماءاتهم وتلك الدعوات والتيارات لا ينتج عنها إلا الضرر وأول ضررها يقع بأنصارها.
كما هو الحال مع التحريض العنصري ضد الأجانب الذي يضر السياحة التي تعتبر مصدر دخل رئيس لعديد من الدول، والتحريض ضد حقوق النساء الذي يؤدي لتعطيل دور نصف المجتمع في التنمية والرفاه الاقتصادي، وكان يمكن لعمل النساء أن ينتشل أسرهن من الفقر والعوز ويزيد من الإنتاجية الوطنية العامة التي تفيد كل المجتمع، والهند التي كانت من أكثر البلدان جذبا للاستثمارات الأجنبية فقدت تلك الجاذبية بسبب وصول حزب شعبوي إلى الحكم يتبنى شعار تحويل كل الهند إلى الهندوسية «هندوتفا» مما أدى لانتشار عدم الاستقرار وأعمال العنف ضد غير الهندوس وبخاصة المسلمين.
النظرة إلى الآخر المختلف ليست بلا عواقب جذرية على أرض الواقع ولذا يجب تصحيحها إن مالت إلى التصورات السلبية، وهذا دور صناع الثقافة العامة وبخاصة الإعلام والصحافة والمناهج الدراسية ومواد الترفيه والمشاهير والشخصيات العامة.
بينما هناك آخر عندما ينظر إلى الآخرين ينظر إليهم بعين من يرى أوجه التشابه معهم، وهذا يجعله يعاملهم بحميمية معاملة الأهل مهما وجدت أوجه اختلاف بينه وبينهم، وما يحكم اختلاف منظور الناس هو درجة تطورهم وتطور نوعية وعيهم؛ فكلما كان الإنسان أكثر تطورا وله نوعية وعي أعلى تعقيدا ورقيا رأى أوجه التشابه مع الآخرين؛ لأن تطور علمه ومعرفته ووعيه يجعل له بصيرة نافذة في حقيقة الناس الداخلية المتجاوزة للاختلافات الظاهرية.
كل البشر في جوهرهم لهم ذات الأنماط والمحركات، بينما كلما كان الإنسان أقل تطورا وتعقيدا وأقرب للبدائية كان منظوره قائما على رؤية الاختلافات في الآخرين التي تجعل له موقفا مناوئا لهم يراهم كخصوم؛ لأن ضعف نوعية وعيه وعقليته وثقافته تجعله لا يدرك ما يتجاوز الظاهر والمظاهر السطحية؛ ولذا أدنى اختلاف فيها يجعله يرى الآخرين كخصوم لأن شدة اختلافه عنهم تشعره بتهديد هويته وماهيته من قبلهم، ولذا علاج التيارات اليمينية الشعبوية/الديماغوجية التي تحرض ضد الآخر المختلف هو زيادة المعرفة بالآخر عبر إبراز شخصيات يسهل التعارف معها كالمشاهير، بالإضافة إلى نشر مواد التوعية عن حقائق انتماءات «الآخر» الذي يتم التحريض ضده باعتباره يمثل تهديدا.
الجهل وانخفاض مستوى ونوعية الوعي هي أسباب التعصب ضد الآخرين المختلفين بالظاهر والمظاهر؛ ولذا علاجها ليس بالحرب والإرهاب وأنواع العقوبات إنما بالتعليم والتوعية والتعريف؛ ولذا من المهم جعل الثقافة العامة السائدة والرائجة ثقافة رؤية التشابه مع الآخرين أي ثقافة الوعي الأعلى والأرقى وهذا تلقائيا سيؤدي لتطبيع أنماط عموم الناس على أنماط الوعي الأعلى، بالإضافة إلى التوعية بأضرار الانسياق وراء الدعوات والتيارات والشخصيات الشعبوية / الديماغوجية التي تبني شعبيتها على التحريض ضد الآخرين المختلفين في انتماءاتهم وتلك الدعوات والتيارات لا ينتج عنها إلا الضرر وأول ضررها يقع بأنصارها.
كما هو الحال مع التحريض العنصري ضد الأجانب الذي يضر السياحة التي تعتبر مصدر دخل رئيس لعديد من الدول، والتحريض ضد حقوق النساء الذي يؤدي لتعطيل دور نصف المجتمع في التنمية والرفاه الاقتصادي، وكان يمكن لعمل النساء أن ينتشل أسرهن من الفقر والعوز ويزيد من الإنتاجية الوطنية العامة التي تفيد كل المجتمع، والهند التي كانت من أكثر البلدان جذبا للاستثمارات الأجنبية فقدت تلك الجاذبية بسبب وصول حزب شعبوي إلى الحكم يتبنى شعار تحويل كل الهند إلى الهندوسية «هندوتفا» مما أدى لانتشار عدم الاستقرار وأعمال العنف ضد غير الهندوس وبخاصة المسلمين.
النظرة إلى الآخر المختلف ليست بلا عواقب جذرية على أرض الواقع ولذا يجب تصحيحها إن مالت إلى التصورات السلبية، وهذا دور صناع الثقافة العامة وبخاصة الإعلام والصحافة والمناهج الدراسية ومواد الترفيه والمشاهير والشخصيات العامة.